الفرق بين الإهمال الطبي والخطأ الطبي :
يمكن التفريق بين الإهمال الطبي والخطأ الطبي من خلال فهم تعريف كلّ من المصطلحين، كالآتي:
تعريف الخطأ الطبي :
يعرّف الخطأ الطبيّ بأنّه الخطأ الذي يحدث دون عمد أي سهوًا ودون قصد من قِبل أعضاء الفريق الطبي وقد يحدث نتيجة لتوتر، لخوف أو حتى وفقًا لعدم المعرفة وعدم دراية بالإجراءت اللازم اتباعها وإجراءها.[١]
هو كل مخالفة أو انحراف في سلوك الطبيب أو في سلوك الطاقم الطبي بل حتى خروجهم عن القواعد والأصول الطبية التي تندرج تحت بند العلوم والمتعارف عليها نظريًا وعلميًا وقت تنفذيه لأي عمل طبي أو نتيجة لإخلاله أو عدم التزامه بتعليمات الحيطة والحذر التي يفرضها قانون مهنته عليه.[٢]
تعريف الإهمال الطبي :
هو إهمال أو تهاون الطبيب بحالة المريض أو بإصابته نتيجة لعدم امتلاكه الخبرة الكافية التي تمكنه من القيام بواجبه على أكمل وجه أو من الممكن بسبب لامبالاة الطبيب بالحالة أو بالمريض، وهو تقصير في مسلك الطبيب إذ إن الإهمال لا يقع من طبيب يقظ ومدرك وجد في نفس الظروف التي وجد فيها طبيب مسؤول.[٣]
وهذا يعني أن الطبيب الحذر قد يقدر الحالة ويعمل على ضبط البيئة بل ويعمل على تكوين بيئة طبية مناسبة لتجنب حدوث أي إهمال يقع على عاتقه، وهو فشل في توفير الرعاية الطبية سواء كان خلال فترة العلاج أو ظهور عواقب الإهمال بعد انتهاء فترة العلاج سواء كان هذا الإهمال ناتجاً من المعالج، الطاقم الطبي أو حتى من الطبيب ذاته الذي أشرف على حالة المريض.[٣]
بعض إحصائيات الأخطاء الطبية :
وعليه الجدير بالذكر أن كُلاً من الأخطاء الطبية بل والإهمال الطبي ليس محصورًا على دولة واحدة وحسب بل إنها منتشرة بالعديد من الدول أو حتى في جميع الدول ولكن بأعداد مختلفة، كما وتشيرمنظمة الصحة العالمية إلى أن الأخطاء المرتبطة بالرعاية الصحية تصيب أحد كل عشرة مرضى في جميع أنحاء العالم.[٤]
وبحسب إحصائيات لمنظمة الصحة العالمية إلى أن ما يقارب 10% من المرضى يقعون كضحايا للأخطاء الطبية، وقد أشارت الدراسات إلى أن العالم يشهد حوالي 43 مليون خطأ طبي سنويًا،[٥]
وأوضحت منظمة الصحة العالمية أن هنالك خمس وفيات ناجمة عن الأخطاء الطبية خلال دقيقة واحدة حول العالم أي ما يعادل عدد يضاهي عدد ضحايا الحروب والنزاعات، أي أن النيران لا تفعل ما يفعله الخطأ/ الإهمال الطبي [٦]
كما وقد أشارت منظمة الصحة العالمية أن معظم الأخطاء الطبية التي تحدث تجري نتيجة التشخيص الغير الدقيق أو حتى الخاطئ وبسبب الوصفات الطبية والأدوية الغير مناسبة لحالة المريض أو التشخيص الذي يعاني منه المريض وأشارت المنظمة إلى أن عدد قتلى هذه الأخطاء يتجاوز 2.6 مليون خلال عام واحد فقط [٧]
وعليه وتبعًا لأرقام الضحايا الناجمة عن إهمال أو حتى بسبب الأخطاء الطبية في ازدياد ملحوظ وعليه تؤدي تلك الأخطاء إلى التأثير في الفرد، في المجتمع ككل وفي اقتصاد الدولة إذ يبلغ مقدار الأضرار الناجمة ما يقارب مليارات الدولارات [٨]