تلجأ كثير من الأمهات إلى ترك طفلها في الحضانة ساعات عملها، وأحيانا تتركه لساعات قليلة رغبة في ان يكتسب طفلها القدرة على الكلام، أو حتى يتعود على المخالطة الاجتماعية، من دون النظر إلى الآثار النفسية السلبية أو الإيجابية على الطفل؛ صغيرا كان- أقل من 3 سنوات- أو -3 سنوات وأكبر .
تأثير الحضانة على الطفل :
الحضانة مهمة في نشأة الطفل
* تعتبر فترة الحضانة مهمة جداً في نشأة الطفل، فهي تبعده عن أحضان الأم وتهيّئه لدخول المدرسة وكسر حاجز الخوف لديه، والتعامل مع أطفال في مثل سنه.
- تأثير الحضانة على الطفل يرتبط إلى حد كبير بالدعم الواعي الحساس الذي يوفره الآباء لإعادة توازن مشاعر الأطفال الصغار بعد قضاء يوم في الحضانة.
- الحضانة أصبحت ضرورة ولها تأثيرها العميق على تطوّر كل قدرات الطفل ابتداء من سن مبكرة جدًا، وهذا التأثير له علاقة مباشرة بنوعية الخدمات المقدمة للطفل في دور الحضانة.
الآثار السلبية للحضانة على الطفل :
أكثر من 8 ساعات بالحضانة..تسبب ضغطاً على الطفل
* أكدت دراسات تربوية أعدها فريق من الأساتذة التربويين بالمركز: أن مستويات الضغط النفسي والتوتر لدى الأطفال الذين يذهبون إلى دور الحضانة، أعلى ثلاث مرات من المتواجدين بالمنزل برفقة أحد الوالدين ،ما يجعل الطفل يصاب بالخجل في حياته لاحقاً.
* وأن الأطفال الذين يقضون أكثر من 8 ساعات داخل الحضانة هم الأكثر معاناة من الضغط النفسي، نظرا لأنهم يفتقدون آبائهم وينزعجون من الصراعات التي يخوضونها مع الأطفال الآخرين، أو مجرد مشاهدة الطفل لها.
* ويمكن لهذا الضغط النفسي في ذلك السن الصغير، أن يغير طريقة تطور أدمغة الأطفال ، ما يجعلهم أكثر شعورًا بالخجل وأقل قدرة على ضبط النفس.
* كما أكدت الدراسات: أن الأطفال الصغار الذين لا يتمتعون بكفاءة اجتماعية عالية، وليس لديهم مهارات لغوية جيدة، يعانون من التوتر في الحضانات بشكل اكبر من أقرانهم الاجتماعيين والذين يستطيعون التعبير عن أنفسهم ببعض الكلمات.
* من هنا كان شعورهم بافتقاد آبائهم عميق بسبب فصلهم عنهم، لتتولى أمرهم جليسة الأطفال، وهذا أمر صعب عليهم مقارنة بآخرين.
خطوات لعلاج سلبيات الحضانة :
الحضانة الجيدة تخفف من توتر الطفل
* والعلاج يكون بتخفيف الوالدين عن أطفالهم، من خلال قضاء وقت ممتع معهم خلال فترة ما بعد الظهر وعطلات نهاية الأسبوع.
* الجلوس مع الأطفال وقراءة الكتب معاً، والمشاركة في الأمور المنزلية، حتى يحصل الطفل على الاتصال الذي فقده أثناء تواجده في دار الحضانة.
* بهذا الأسلوب ينخفض هرمون التوتر بشدة، بعد عودة الطفل للمنزل حيث البيئة المستقرة بعد فترة تواجده في الحضانة لساعات.
* والعلم لم يُؤكد بعد ما إذا ما كانت مستويات التوتر المرتفعة تسبب مشاكل للطفل أم لا، ولكن الكورتيزول يمكن أن يغير طريقة تطور الدماغ.
* وأثار هذا الارتفاع تتمثل في الخجل، وضعف ضبط النفس، والعواطف السلبية، خاصة بين الأطفال الأكبر سناً في دور الحضانة.
شروط التأثير الإيجابي للحضانة :
طفل الحضانة أكثر ذكاءا
* أطفال الحضانة أكثر ذكاء وقابلية للتعليم لدي التحاقهم بالمدرسة، عن الأطفال الذين لم يجتازوا هذه التجربة، ومن المهم أن تكون معلمة الروضة علي وعي بذلك.
- وضع الطفل بالحضانة لا يحدث تأثير نفسي سلبي، بشرط أن تخصص الأمهات وقتا جيدا لأطفالها بعد عودتها ،ولا يؤثر عملها على علاقتها وأمومتها.
- ان تخصص الأم وقت كاف للمداعبة واللعب مع أطفالها ،وسماع مشاكلهم وتوطيد علاقتها بهم، ما يساهم في فهمها لطبيعتهم، وتكوين علاقة إيجابية بينهما.
- يجب أن تكون الأمهات راضية عن خروجها للعمل ،واعية للدور الذي تقوم به في الحياة بشكل عام ومع أطفالها بشكل خاص ، حتى لا يترتب ذلك سلبا على تربيتها لأطفالها .
التأثير النفسي والاجتماعي للحضانة :
تعليم الطفل من خلال اللعب
* مستوى الخدمات في الحضانة إن كان عاليًا ،كان تأثيرها إيجابيًا على تطور المهارات الفكرية والاجتماعية والنطق لدى الطفل خلال سنوات ما قبل الدراسة.
* كما أن الإنجاز المدرسي للأطفال الذين استفادوا من هذا النوع من الخدمات في طفولتهم المبكرة يكون أفضل، إضافة إلى تمتعهم بقدرة كبيرة على التأقلم الاجتماعي خلال سنوات الطفولة الوسطى وفي فترة المراهقة.
* عكس الطفل الذي يوضع في حضانة ذات مستوى خدماتي رديء، فقد يعاني لاحقًا من مشاكل في التركيز والانتباه، ونسبة متدنية في الاندفاع للتعلم، وتتسم علاقاته مع زملائه بالسلبية.
* الطفل بطبيعته يميل إلى الحركة فيجري ويقفز ويدور ويلعب طوال الوقت، ولهذا فإن تعليم الطفل من خلال اللعب والحركة داخل الحضانة أكثر فائدة
* أساليب التعليم في الحضانة تطورت، وأصبح طفل ما قبل المدرسة يتم تنمية استعداده باستخدام حواسه المختلفة؛ ليكون أكثر تركيزا وقابلية لامتصاص ما يقدم له من معلومات وخبرات.