معظم الأمهات والآباء ينشغلون بمحاولة تنظيم وقت الصغار وتعريفهم بقيمته، وحسن إدارته، و حثهم على احترام المواعيد وتقسيم ساعات اليوم وفقا للأولويات ، خاصة مع قرب موعد الامتحانات.
والمعروف ان معظم الأطفال لا يمتلكون هذه المهارات المعرفية لتنظيم ساعات يومهم حتى سن المراهقة، وان كان يمكن البدء بتعليم الطفل الصغير هذه المهارة من خلال تحديد وقت الرضاعة ووقت النوم يشكل روتيني..لتصبح عادة و جزء من نظام الطفل أو الشاب مستقبلا.
التقرير التالي يستعرض صعوبة المهمة على الأمهات، وقيمة الوقت وطرق إدارته، ونصائح لتهيئة الطفل نفسيا للاستذكار، وطرق لتحسين مهارات الطفل في الحفظ.
1-تنظيم وقت الطفل أصعب المهام!
تتكبد الأمهات عناء كبير لمتابعة وتنظيم وقت أولادهن
مرحلة المذاكرة للأبناء، كابوس يلاحق كل أم ولا يمكنها الفرار منه، ومن الأسباب التي تجعل المهمة صعبة هو؛ تعثر الأم في إقناع الأبناء أن وقت الاستذكار قد حان، لتبدأ رحلة صعبة من توصيل المعلومة ببساطة وسلاسة.
تتكبد الأمهات عناء كبير؛ حتى تتمكن من متابعة الدروس مع أولادهن، ومحاولة جذب انتباههن ، رغم تمكن المُعلمين من إضفاء طابع الهدوء على الصف، وشرح الدرس بدون مقاطعة، بل وإيصال المعلومة في دقائق معدودة
على الأم أن تتفهم أن المعلمين حظوا بسنوات من الدراسة ليس فقط لمنهجهم الدراسي الذي يشرحونه، بل لسيكولوجية الأطفال، و كيف يعمل عقلهم في المراحل العمرية المختلفة.
لذا ننصحك بتهيئة نفسك أولًا لفهم تفاصيل المناهج الدراسية، ثم فهم كيفية الحصول على انتباه أطفالك، وطرد الملل من فترة الاستذكار الخاصة بكم، لتصبح وقت مثمر بدلًا من كونه الوقت الأسوأ في يومكما.
طرق المذاكرة السليمة
2- قيمة الوقت وطرق إدارته :
نظمي المهام الرئيسية لطفلك وما يمتعه كذلك من لعب ورياضة ورسم وتلوين
اجعلي إدارة الوقت ممتعة
تميل معظم الأمهات إلى تنظيم الوقت في المهام الرئيسية والتي لا يفضلها الصغار، مثل أوقات النوم والاستيقاظ والمذاكرة، بينما يجب تعلم إدارة الوقت فيما يمتع الأطفال كذلك؛ كأوقات اللعب والرسم والتلوين وممارسة الرياضة.
ابدئي من سن مبكرة
يمكن تعليم المراهقين مهارات إدارة الوقت أيضا، لكن كلما كان الأمر مبكرا كان ذلك أفضل لهم وأسهل للأم، ومن شبّ على شيء شاب عليه.
أظهري لأطفالك كيفية قياس الوقت
هناك أطفال يعرفون عمل الساعة، لكنهم لا يجيدون بالضرورة كيفية قياس الوقت، يمكن للأم مساعدتهم من خلال ضبط مؤقت خلال فترة زمنية يفترض أنهم يكملون فيها مهمة معينة، وبالتدريج سيتعلم الأطفال ماذا تعني الـ5 دقائق أو الـ15 دقيقة.
لا تبالغي في وضع مهام كثيرة للطفل :
لاتشغلي كل وقت طفلك بالأنشطة والمهام..خوفاً إحساسه بالملل
لا تجعلي الطفل يشارك في العديد من الأنشطة بعد المدرسة، مما يجعل الجدول الزمني مليئا جميع أيام الأسبوع، لهذا لابد من مراعاة عدم المبالغة ؛حتى لا يصبح كل ما عليهم فعله ، هو الانتقال المستمر من نشاط إلى آخر، ما يجعلهم مرهقين وغير مبالين بالوقت.
الالتزام بالجدول الزمني :
في بداية تطبيق الجدول الزمني للطفل من المتوقع ألا يلتزم الطفل بتأدية المهام بشكل كامل في أوقاتها، وعلى الأم في تلك الحالة الالتزام بالجدول بغض النظر عن إنجاز المهمة؛ فعندما يحين ميعاد النوم ، ولم ينجز الطفل واجباته ، تنتقل الأم إلى البند الثاني في الجدول وتجعله يذهب إلى الفراش ، على ان يستيقظ مبكرا ليستكمل.
وقت الفراغ داخل الجدول والتقسيم :
من المهم وضع جدول زمني والالتزام به، ولكن يجب أن يتضمن جزء من هذا الجدول مساحة لوقت الفراغ، فدائما ما يكون وقت اللعب ممتعا وغير منظم، ولكن يمكن أن يكون محددا أيضا بوقت بداية ونهاية.
تحديد الأولويات اليومية :
علمي طفلك قيمة الوقت وتقديم الأولويات..منذ الصغر
لا يدرك معظم الأطفال الأولويات وعلاقتها بقيمة الوقت، ويمكن للأم مساعدتهم في تنظيم يومهم وتحديد الأولويات، ومساعدة الطفل في تحديد أولويات يومه هو أمر يمكنه استخدامه طوال الحياة، ويساعده في إنجاز المهام الأكثر أهمية.
افهمي نفسية طفلك :
إدراك الأم لنفسية الأطفال بشكل عام سيساعدها بشكل كبير على فهم الطفل، وعليه ستتمكن من تهيئة جو عائلي دافئ مشجع على الاستذكار ؛ فيتحول شعور الطفل من أن الاستذكار واجب يومي ، إلى وقت مرح يقضيه مع أمه بين المناهج والكتب الدراسية .
3- نصائح لتهيئة طفلك نفسيًا لعملية الاستذكار :
ضرورة تهيئة المكان والأدوات اللازمة لمذاكرة الطفل
* من أسباب التوتر التي تواجه الأطفال هي ؛ الاضطرابات المعوية وسوء التغذية، الناتج عن نقص الحديد على سبيل المثال، لذا احرصي على تناوله الطفل طعام صحي مليء بالخضراوات الملونة، والكالسيوم، ومصادر الحديد الطبيعية.
* إن أردتي أن تشاهدي تقدم ملحوظ في عزيمة أبنائك تجاه الاستذكار ، عليكي بالبدء على الفور، لا شيء سيتغير إن بدأنا في منتصف اليوم بدلًا من أخره ، أو في بداية الأسبوع بدلًا من آخره.
* إتباعك لاستراتيجيات التسويف كأم و قدوة لأبنائك، سينقل لهم تلك العادة السيئة لتتحول إلى أسلوب حياة يتبعونه في كافة أمورهم.
* ترتبط غرفة النوم بالمكان المخصص للاسترخاء، والاستعداد للنوم، لذا فإن تخصيصك له من أجل الاستذكار لن يساعدك في تهيئة أبنائك نفسيًا لتلك العملية التي تحتاج للنشاط والانتباه، وسينتهي بهم الأمر بالشعور بالكسل و الرغبة في الخلود إلى النوم.
* أثبتت الدراسات أن أقصى وقت يتمكن فيه الإنسان من التركيز على شيء واحد- كالاستماع لدرس ما، أو محاضرة على سبيل المثال- هو أربعون دقيقة فقط، يمكنك أن تحافظ على انتباهك بها بشكل مقبول.
* الاستذكار دون معرفة أين وصل مستوى طفلك في الوقت الحالي، تعتبر مخاطرة لإضاعة الوقت والجهد، لهذا عليكي تعديل نظام المذاكرة، حسب مستوى تقدمكما سويًا.
* القيام بعمل اختبارات دورية له، ليس فقط عند اقتراب مواعيد الامتحانات، ولكن عند إتمام مذاكرة كل فصل، ما يشجع طفلك على الاستمرار ومعرفة مناطق وأوجه القصور والتميز، فيما استوعبه وحفظه على مدار العام.
4- للطالب : طرق لتحسين مهارات الحفظ والاستذكار :
اطلبي من طفلتك تقسيم الفقرات وكتابة الملخصات عند المذاكرة
1 – تلخيص كل فقرة على حدا
ابدأ بقراءة وفهم الدرس جيدًا، ثم لخص كل جزء خارجًا دون النظر إلى ما قرأت، لتتمكن من رؤية ما استوعبته من الدرس، ومدى تذكرك وفهمك للمنهج.
2 – تقسيم الفقرات إلى أجزاء صغيرة
إن قابلتك فقرة من 10 سطور مليئة بالمعلومات ، ابدأ في استخلاص المعلومات الهامة، والأرقام والتواريخ المذكورة، والأسماء المطروحة إلى نقاط حتى تتمكن من حفظها وفهمها دون الإحساس بثقل المادة الدراسية.
3 استخدم كافة حواسك
عند الكتابة سيتمكن طفلك من التعرف على المعلومة لأول مرة، ثم عند جعله ينطق ما كتب بصوت عال ، ما يساعد على استرجاع تلك المعلومة لاحقًا، كما أن ربط تلك المعلومات بالصور سيحفز ذاكرته البصرية، ما يجعل مهمة الاستذكار أسهل وأمتع بنسبة له.
*ملاحظة : قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.