كثير من الأمهات يلجأن للضرب كوسيلة لتهذيب الطفل وتقويم سلوكه، قد يؤدي ضرب الأطفال لتأديبهم إلى جعلهم أكثر عدوانية وعصيانًا. يمكن أن يكون لها أيضًا العديد من الآثار السلبية على نموهم. يقول الأطباء النفسيون أنه لا يوجد شيء أكثر ضررا على احترام الذات ونفسية الأطفال من ضرب الآباء والأمهات لهم. للعقاب البدني عواقب وخيمة على التكوين العاطفي والفسيولوجي للطفل وغالبًا ما يخلق حاجزًا دائمًا بين الوالد والطفل. إذا كنت تميلين إلى ضرب طفلك، وتتساءلين كيف أتخلص من ضرب أطفالي؟ فعليك أن تبذل قصارى جهدك لوقف نفسك باتباع هذه النصائح. كيف أتخلص من ضرب أطفالي؟
إن كنتِ تريدين فعلًا التوقف عن ضرب أطفالك إليكِ خطوات وأفكار سريعة تساعدك في التحكم بأعصابك:
1 – اسألي نفسك لماذا يفعل صغيري هذا السلوك؟ عند الإجابة على هذا السؤال ستتضح لكِ الطريقة المناسبة للتعامل مع المشكلة، ربما يحاول لفت انتباهك وهذا شائع جدًا بين الأطفال، خاصة في عمر صغير.
2 – أوجدي طريقة جديدة للتواصل مع طفلك، فقد تكون الوسيلة المتبعة هي السبب دون أن تشعري، مثل أنكِ تستخدمين أسلوب السخرية والتهكم كثيرًا، أو تبالغين في رد فعلك، ما يجعل طفلك يبالغ في أفعاله أو ربما تتجاهلينه دون قصد وتنشغلين عنه معظم اليوم، فتجدي أنه يقوم بأفعال خاطئة محاولًا لفت انتباهك، إلخ.
3 – ابتعدي عن طفلكِ، اتركي له الغرفة واذهبي لغرفة أخرى حتى تهدئي، هذا سيساعدكِ على اتخاذ القرار الصحيح.. أيضًا سيعلم طفلك كيف يتصرف عندما يكون غاضبًا، لأنكِ قدوته.
4 – مارسي تمارين التنفس : اجلسي وضعي يديك تحت قفصك الصدري، وابدأي في التنفس ببطء حتى يملأ الهواء رئتيكِ، ثم أخرجيه ببطء. كرري هذا التمرين 10 مرات حتى تهدئي.
5 – امنحي نفسك وقتًا خاص ، مارسي التمرينات الرياضية أسبوعيًا سواء كانت مشيًا أو يوجا أو غيرها من الرياضات المحببة لديكِ، لأن الرياضة ستعطيكِ وقتًا للتحكم في نفسك ساعة الغضب، وستجعل منكِ أمًا أفضل.
6 – عدي الأرقام بشكل عكسي حتى تهدئي.
7 – تواصلي مع طفلك حينما تهدأين ، ولا تتسرعي للتحدث في المشكلة وأنتِ ما زلتِ غاضبة، لأن التواصل بهدوء سيأتي بنتائج أفضل.
8 – اختاري معاركك، ولا تفتعلي مشكلة من كل موقف لو كان صغيرًا، واختاري المهم لتقويمه ولا تفتعلي مشكلة من أمور بسيطة لا تحتاج إلى نقاش أو عقاب.
9 – حتى تعلمي طفلك المعنى الحقيقي للاعتذار ابدئي بنفسك ، عندما تخطئين لا تشعري بصعوبة في الاعتذار، كوني قدوة لطفلك ولا تخشي أن يستغل هذا ضدك.
10 – اختاري صديقة أو قريبة تثقين في رأيها لتحكي لها عما تمرين به مع طفلك ، اختاري من تجدين فيها نموذجًا جيدًا كأم ولا تكون ناقدة لاذعة، حتى تستطيعي أن تحكي لها دون حرج أو شعور بالضيق.
11 – لا تلومي نفسك كثيرًا إذا أخطأتِ ، فكلنا نخطئ وعادة ما يكون شعورنا بتأنيب الضمير المبالغ فيه نابعًا من حبنا الكبير لأطفالنا، تعلمي من أخطائك وتذكري أن التربية مشروع طويل الأجل فلن يتحدد من موقف واحد، وإنما على مجموعة مواقف، وبيدكِ أن تجعلي معظمها إيجابية لإنشاء طفل سوي.
أضرار ضرب الطفل :
هناك الكثير من الأضرار التي ترجع على طفلك في هذه الفترة من عمره والتي تبقى معه في بقية حياته وتؤثر عليها وهي:
ضرب طفلِك يجعله يعتقد أن من حقه أن يضرب أخاه الأصغر أو زميله الأضعف منه في الفصل، وربما زوجته في المستقبل، هذا لأنه يجدك أنتِ الكبيرة القوية تضربينه عند ممارسته لسلوك خاطئ وكأنكِ تعطيه إشارة غير مباشرة بأن هذا السلوك مقبول إذا أخطأ الأضعف بدنيًا والأصغر حجمًا.
يرى خبراء التربية أن استخدامك للضرب لن يتوقف عند حد معين، بل سيزداد سوءًا مع الوقت، وستصبحين أعنف مع طفلكِ في كل مرة تجدين أنها الوسيلة المناسبة للعقاب، وهذا مع الوقت سيصبح عادة يصعب الإقلاع عنها.
قد يؤدي الضرب إلى توقف طفلك عن فعل سلوك خاطئ، ولكنه مع الوقت سيضعف علاقته بكِ وقد يصيبه في المستقبل بمشكلات نفسية، مثل القلق الدائم والإحباط وعدم القدرة على اتباع السلوك الحسن والتعاطف مع الآخرين، بل قد يكون نواة لإدمان طفلك للمخدرات في المستقبل لا قدر الله.
قد يكون سبب ضرب طفلك هو اتخاذك لأهلك كقدوة في التربية، حيث كانوا يستخدمون الضرب كوسيلة للتهذيب، ولكن ليس كل ما كانوا يعتقدون في الماضي أنه صحيح ومناسب ظل كذلك، فمع تقدم الوقت أصبح ضرب الأطفال ممنوعًا في 30 دولة حول العالم، أليس هذا كافيًا لإعادة التفكير في طرق أخرى لتهذيب السلوك؟
ختامًا، بعدما أجبنا عن سؤالك “كيف أتخلص من ضرب أطفالي؟” من المهم ان تعرفي الآتي: عندما تعرفين نتائج أفعالك ستكونين في وضع أفضل للتحكم في نفسك. إذا كنت لا تزالين تشعرين أنك لن تكوني قادرةً على إدارة غضبك بشكل صحيح، فلا تتردد يفي طلب المساعدة من المختصين في الطب النفسي والتربية. وتذكر أنه لا يوجد شيء مخجل في محاولة التخلص من أمرٍ مؤذٍ لأحبائك