فترة الخطوبة ليست فترة لتوطيد المشاعر فقط، بل إيضاً لإكتشاف شخصية كل من الخطيبين لبعضهما البعض، فلا بدّ من تسخير هذه الفترة للحوار الفعال، وسعي الطرفين لمعرفة أكبر قدر من المعلومات عن شخصية الطرف الآخر لوضع الخطوط العريضة التي ستنظم حياتهما بعد الزواج ولكي يتمكنوا من التعرف إلى بعضهما البعض بشكل أفضل، بالسياق التالي سيدتي تعرفك إلى كيفية فتح حوار مع خطيبك.
حوار فعال وهادف :
فترة الخطوبة هي الفترة التي يقضيها الطرفين المقبلين على قرار الزواج في التعارف بينهما
تقول إستشاري العلاقات الأسرية نسرين شوقي لسيدتي: “فترة الخطوبة هي الفترة التي يقضيها الطرفين المقبلين على قرار الزواج في التعارف بينهما وفهم خصائص وصفات بعضهما البعض بهدف التواصل والتعارف أكثر، والذي يمكن من خلاله إتخاذ القرار السليم في الإستمرار في العلاقة، والإنتقال لمرحلة الزواج، لذلك لابد من التفكير في أهمية هذه الفترة، والإستفادة منها في حوار فعال، وعدم الإنشغال بأمور ثانوية لا توفر المنفعة المأمولة، وحتى يكون هناك جسور متينة لهذا الإرتباط ولا تنهار مستقبلاً”.
كيف يكون الحوار بين الخطيبين؟
تقول نسرين: “يوجد هناك العديد من المواصفات التي لا بد أن يتسم بها الحوار بين المخطوبين”:
- أن يكون الحوار هام وفعال.
- أن يكون الحوار مثمر ومفيد.
- أن يكون الحوار واقعي وبناء.
- أن يبتعد الحوار عن الأمور الثانوية التي لا تؤسس العلاقة.
- أن يبتعد الحوار عن الإبتذال والمزاح.
- أن يكون الحوار تحت رعاية الأسرة، وأن يكون في البيت أمام الأسرة.
- ينبغي ألا تخلو لغة الحوار من الإحترام والتقدير أثناء التعامل بين الطرفين.
- أن يكون النقاش والتجاوب من الطرفين هادئ وحكيم، لكي يستمع كل طرف الى وجهة نظر الآخر كاملة.
- أن يكون الحوار دون تكلف مما يخلق الود المشترك بين الطرفين ويساهم في إنجاح التواصل بينهما.
تؤكد نسرين أهمية أن يُنظر للأمور السابقة نظرة عميقة وأن تؤخذ بمحمل الجد لكي يستطيع كلا الطرفين كشف جوانب شخصية كلًا منهما للآخر، وحتى لا تحدث أية فجوة أو مشاكل بعد الزواج، وحتى تُبنى علاقة أسرية مستقبلاً سوية واضحة وقائمة على الحب والود، حيث يساعد الحوار الفعال في تعميق أواصر الصداقة بين الطرفين خلال هذه الفترة، كذلك خلال الحوار ينبغي ألا يتأثر كل طرف بشخصية الطرف الآخر، وألا يطلب من شريكه أن يكون نسخة منه، وأن يتفق كل منهما على أن الاختلاف في وجهات النظر وفي الآراء لا يفسد للود قضية، كذلك لا بدّ أن تعلم الفتاة المخطوبة أن فترة الخطوبة ليست مجرد فترة لسماع كلمات المديح والثناء المنمقة من الخاطب، ولكنها جزء أساسي من أساسيات بناء وجهة النظر بين الطرفين والتي من خلالها ستتضح الصورة في مدى نجاح العلاقة بين كل من الطرفين.
ويمكنك من الرابط التالي التعرف على: كيفية التعامل مع خطيبي بالذكاء العاطفي؟
مواضيع للحوار بين الخطيبين :
هناك العديد من المواضيع التي يجب أن يتحدث فيها الخطيبين معًا أثناء الخطوبة
تضيء نسرين شوقي على بعض المواضيع والقضايا الهامة والتى ربما تحدث خلافاً شديداً مستقبلاً ولا ينبغي إغفالها:
عمل الزوجة :
عمل المرأة بعد الزواج من أهم المواضيع التي يجب مناقشتها في فترة الخطوبة والتوصل بها إلى إتفاق مسبق قبل الإنتقال لمرحلة الزواج، وإذا كانت هناك طبيعة خاصة لعمل الزوجة، مثل العمل ليلاً أو السفر المتكرر أو أي شيء آخر، إلى جانب كيفية قيام الزوجة بعمل الموازنة بين عملها وبيتها بعد الزواج.
المساحة الشخصية :
العلاقة المرنة بين الزوجين ودرجة التفاهم هي التي تجعل مساحة الخصوصية ناجحة، لذا ينبغي أن يتفق الطرفان قبل الزواج على أن يحتفظ كل منهما بمساحته الخاصة بعيداً عن الطرف الآخر، وإعطاء مساحة شخصية للزوجة، فمن حق الزوج والزوجة بأن يكون لكل منهما حقه الإنساني في أن يحظى بجزء من الخصوصية في علاقاته بأصدقائه وأسراره ومادياته أحياناً، ففي بعض الأحيان يرفض الرجل إعطاء زوجته مساحتها الشخصية.
الخصوصية المالية :
الإتفاق علي المعاملات المالية خلال فترة الخطوبة، والخصوصية المالية للزوجة، علي أن تكون مبنيةً على أسس واضحة وصحيحة، ومناقشة هل سيكون هناك إنفصال المالي بين الطرفين، ففي بعض الأحيان قد يفرض الزوج علي شريكته ضرورة المساعدة في مصروفات الحياة اليومية، وقد يسبب هذا الكثير من المشاكل، لذا يجب الإتفاق عليها، كما يتفقا معاً سواء كان إلزاماً أو عن طيب خاطر، بما يضمن إستمرار الحب والتراضى والمودة بينهما.
أثناء الخلاف :
مناقشة كيفية التصرف في حالة الخلاف ومعرفة كيفية إدارة هذه الأزمة، وهل هناك شخص أوأشخاص يمكن اللجوء إليهم، وهل سيصل الأمر إلى الوالدين أم يظل حبيسًا في جدران بيت الزوجية، وإلى أي مدى مسموح بتدخل الوالدين في حياتهما الزوجية في بداية حياتهما المشتركة.
الروتين اليومي :
لابد من الإتفاق على شكل الروتين اليومي بعد الزواج، فكثيرًا ما تشتكي النساء بعد الزواج أن الرجل قلّ إهتمامه بها عن فترة الخطوبة، وكذلك يشتكي الأزواج بإنشغال الزوجة بواجبتها المنزلية وأمور البيت ولا تهتم بالتفرغ للخروج مع الزوج، لذلك على كل طرف أن يوضح مسؤولياته لشريكه، ووضع إحتمالات زيادة المسؤوليات الجديدة على عاتقهم، لذا لابدّ من الإتفاق على تحديد الأوقات المناسبة للخروج والزيارات وتحديداً الخاصة بالعائلتين أو حول كيفية قضاء العطلة سواء برحلة أسبوعياً أو شهرياً حسب الميزانية المقترحة.
مبادئ تربية الأبناء :
يجب مناقشة المبادئ العامة لطريقة تربية الأبناء في المستقبل، فتربية الأولاد وتعليمهم ما ينفعهم، مسؤولية مشتركة بين الزوجين، وعلى هذا الأساس يؤهل كل من الرجل والمرأة نفسه للقيام بهذه المسؤولية، وأن يكون هناك تعاون مع الزوجة على تربية الأولاد وتعليمهم.
وإذا تابعت الحوار التالي ستتعرفين على: مفاتيح التعامل مع الخطيب