تكون مرحلة الطلاق من أكثر المراحل توتراً وتشويشاً لكلا الزوجين، فعدا عن الحزن والخيبة لانتهاء علاقة مقدسة كالزواج، تكون هنالك الكثير من الضغوطات التي ترافق الإنتهاء من ترتيبات الطلاق القانونية، وإن كانت السيدة محظوظة، فسوف تجد بجانبها مساندين ومحبين من أسرتها وصديقاتها، ولكن ما أن تنتهي الإجراءات حتى تجد المرأة نفسها في مواجهة مرحلة جديدة من الحياة، فهي الآن لوحدها تعيد تنظيم أمورها وأمور أطفالها إن وجدوا، فكيف ستتعامل مع الواقع والمسؤوليات الجديدة التي كتبت عليها؟ وكيف ستتعامل مع مشاعرها التي مازالت غير مرتبة وعلى الأغلب غير مفهمومة بالنسبة لها؟ طرحتُ هذا السؤال على الأخصائية سيرين زيادة، مدربة تطوير المهارات والمختصة بالبرمجة اللغوية العصبية NLP والذكاء العاطفي الاجتماعي، فكانت هذه نصائحها للمطلقة الجديدة والتي ستساعدها على التشافي لتستعيد توزانها من جديد.
بعد الطلاق :
قد تشعر المرأة بالفراغ في حياتها بعد الطلاق
تقول المدربة سيرين: “قد تشعر المرأة براحة أولية بعد الطلاق خاصة بعد انتهاء كل الضغوطات والترتيبات والإجراءات، لكنها ستستيقظ بعد اختفاء التوتر على واقع جديد لم تعتده من قبل، ويمكنني أن أشبه ما تشعر به بوجود فراغ كبير بداخلها، كما أنها ستحتاج إلى فترة من الوقت كي تستوعب حقيقة أنها أصبحت مطلقة، وهنا تبدأ مرحلة التفكير بالمستقبل والمسؤوليات والقرارات الجديدة التي يجب أن تتخذها خاصة في حال وجود أطفال، وهنا قد تشعر بالضياع، ولن ننسى بالطبع الذكريات والمشاعر التي مازالت تتراكم بداخلها”.
نصائح لتجاوز مرحلة ما بعد الطلاق بأقل الخسائر النفسية :
لا بدّ من التشافي من التراكمات بعد الطلاق لاستعادة التوازن
ولأن دوام الحال من المحال، فإن هذه المرحلة المشوشة التي تختلف مدتها من سيدة مطلقة إلى أخرى ستنتهي بكل تأكيد، ولكي تكون مرحلةً للتشافي، تنصحك المدربة سيرين بالآتي:
التشافي من التراكمات
تنصح الأخصائية سيرين المطلقة في هذه الحالة بأن تركز على نفسها وعلى التشافي من التراكمات حتى تتمكن من العطاء مجدداً سواء لنفسها، حياتها أو المحيطين بها، يجب أن تتقبل الحالة التي تمرّ بها مع الوعي بأنها مرحلة مؤقتة، وبما أن هذه المرحلة هي الأهم الآن، فيجب أن تركز على علاقتها مع نفسها من جديد وأن تكون واعية في حديثها الذاتي، فقد تشعر بالحزن على حالها ولكنها يجب أن تتذكر نعم الله عليها ومن حولها.
بداية رحلة التشافي
تبدأ رحلة التشافي في التحرر من أي أحكام سلبية مسبقة بنتها عن نفسها وعن الواقع الذي عاشت فيه، يجب أن تغير المعاني والدروس المستفادة من كل موقف مرّت به دون أن تفكر به على أنه حدثٌ قلل من قيمتها أو جعلها خاسرة!
قد يفيدك التعرف إلى مفهوم استراحة الطلاق!
موازنة القلق روحانياً
قد تشعر المرأة بهذه الحالة بالقلق وهنا يجب أن توازنه روحانياً، ومعنى ذلك أن تتذكر بأن الله معها على الدوام وبأنه سيرزقها من حيث لا تحتسب.
التواصل مع الآخرين
قد تشعر بأنها لا تريد التواصل أو التحدث مع أيّ كان، ولكن على العكس، يجب أن تقاوم هذه المشاعر وأن تتواصل مع الأشخاص المحبين بشرط أن يكونوا إيجابيين، وهنا يجب أن تكون حازمة بوضع حدود لتدخلات الناس في التطرق إلى موضوع الطلاق والحديث عنه.
روتين يومي جديد
من المهم الحرص على إدخال عادات جديدة في الروتين اليومي للمرأة لتعزيز صحتها الجسديه سواء باتباع نظام صحي أو ممارسة الرياضة، من الممكن أيضاً أن تغير في مظهرها كأن تغيّر قصة أو لون شعرها، أسلوبها في الأزياء وكل هذا في رسالة توجهها لنفسها بأنها مستعدة لفتح صفحة جديدة من حياتها.
طبيعة التواصل مع الطرف الآخر
قد تضطر المطلقة للتواصل مع الطرف الآخر في حال وجود أطفال، وهنا لا بدّ من أن تكون واعية بأنه لا يمتلك عليها أي سلطة مثل السابق لكن التحرر من تأثيره يبدأ في رحلة التحرر من المشاعر السابقة وهنا يجب عليها أن تدرك أن هذا الشخص كان له دور و انتهى والآن دوره الجديد يقتصر على كونه أب للأولاد فقط.
وقد يكون للأب تأثير سلبي على الأولاد بسبب طباعه السلبية، فهنا يكون التحرر بأن تركز الأم على بناء قيم جديدة لدى أولادها على أساس محبة الله.
الاستقلال المادي
إن كانت المرأة عاملة ومستقلة مادية فهذا الأمر جيد بكل تأكيد، ولكن إن كانت لا تمتلك شهادات جامعية أو خبرات مهنية فهذه المرحلة مناسبة لأن تبدأ بالتفكير جيداً بكيفية طرقها لهذا الباب كي تصبح مستقلة مادية ومقتدرة.
في النهاية تقول المدربة سيرين زيادة: “اجعلي الأمل والتفاؤل بالخير جزء لا يتجزء منك مهما حدث، دوماً قولي لنفسك “لعله خيراً”، وكونك أصبحت مطلقة ليس نهاية حياتك أو عالمك، وإنما دورك كزوجة في هذه العلاقة قد انتهى فقط، و تذكري بأنك خلقت لتعبدي الله وتستعيني به وبأن رسالتك لم تنتهي بعد”.
يمكنك هنا الإطلاع على أساسيات تربية الطفل في حالة عدم وجود الأب..وطرق لتخفيف التوتر