بعد الزواج تعاني كثير من الزوجات من عدم تعاون الزوج أو رفضه التعاون من الأساس، والذي يجعلها تشعر بعدم الاهتمام والوحدة والتخلي، وحتى الرفض والتجاهل علاوة على التعب والإرهاق، وهناك العديد من الأسباب التي تكرس لعدم تعاون الزوج تتعلق بالنشأة والتربية والثقافة والمجتمع بالسياق.
في التالي سيدتي ستخبرك بكل ما تحتاجين إلى معرفته لتغيير هذا الوضع، فقد استضافت سيدتي استشاري العلاقات الأسرية د. وفاء الأنصاري، في حوار عن حيل تساعدك في التعامل مع الزوج غير المتعاون.
عدم التعاون بين الأزواج أحد مشاكل التعايش الشائعة :
زوج يساعد زوجته في وضع الملابس بالغسالة – تقسيم الأدوار يكرس للتعاون بين الزوجين
تقول استشاري العلاقات الأسرية د. وفاء الأنصاري : عدم تعاون الزوج يُعد أحد مشكلات التعايش الشائعة بين العديد من الأزواج خاصة حديثي الزواج؛ ولذلك فإن الشكوى من هذا الأمر من السيدات قد لا تبدو غريبة على الأذن، فالكثيرات يتحدثن أنهن من يقمن بكافة الأعباء في حين الزوج يكون منزهًا عن التعب والمجهود، فهو يعمل طوال النهار وبحاجة للراحة والاسترخاء عقب يوم عمل طويل، في حين أن المرأة حتى لو كانت امرأة عاملة فهذا لا يشفع لها لكي تجد من يمد لها يد العون لتخفيف الأعباء الحياتية والمنزلية عنها، مما يشعرها بالتعب والإحباط والمزيد من الإجهاد وقد يتسبب في المشاكل.
تؤكد د. وفاء أن عدم تعاون الزوجّ كان مبرراً في السابق، فالرجل كان هو المسؤول الأول والأخير عن توفير الدخل لتأمين الحياة الكريمة للعائلة، بينما تبقى المرأة في المنزل، ومن ثمّ كان الأمر يسير بأن الزوج خارج المنزل والزوجة داخل المنزل، ولكن اليوم الوضع اختلف كثيرًا فقد دخلت غالبية النساء لسوق العمل وأصبحت تعمل كتفًا بكتف مع الرجل، ومن ثمّ لم تعد مضطرة إلى أن تكون هي من يقوم بأعباء المنزل والأطفال فقط بدون الزوج، وكما أنه على الرغم من كثرة الحديث عن المساواة بين الجنسين خاصة بعالمنا العربي وما حققته المرأة العربية من نجاحات مدهشة على كافة الصُعد، إلا أن الحقيقة هي أنه لا يزال هناك جسور معلقة يجب عبورها في قضية المساواة.
وإذا تابعت السياق التالي ستتعرفين إلى: صفات الزوج العصبي
أسباب عدم تعاون الزوج مع زوجته :
تقول د. وفاء : لسوء الحظ، لا يزال هناك رجال كُثر ما زالوا يعتقدون أنه لا ينبغي لهم أن يحركوا ساكناً عندما يتعلق الأمر بالأعمال المنزلية، فهي موقوفة على المرأة لعدد من الأسباب منها:
الرجولة : على الرغم من أن المجتمع قد تقدم من حيث أدوار الجنسين، إلا أنه لم يفعل ذلك بنفس السرعة في أذهان بعض الرجال. وهناك من لا زال متمسكاً بفكرة أن غسل الطبق يسلبه رجولته. يعتقد البعض الآخر أنهم نوع من “الملوك” الذين يجب عليهم فقط العودة إلى المنزل ليتم الاعتناء بهم، كما أن الذكورة تتعارض مع التعاون ومساعدة الزوجة، فالمرأة الأنثى هي فقط من يجب أن تتولى مسؤولية المنزل والأبناء، والرجل سيفقد أهميته ومكانته إن ساعد زوجته.
الاتكالية : وعدم الشعور بأهمية المسئولية المشتركة، وهو من العيوب الشخصية والتي تكون جذورها منذ الطفولة.
عدم الإيمان بصدق بالمساواة بين الرجل والمرأة: وحتى لو أظهر الرجل تقبله فإن هذا الأمر يكون نظريًا؛ لأنه لا يقتنع في عمق ذاته بأن المرأة شريك مكافئ له
اختلاف مشوه في إدراك المسؤوليات: فالرجل يعتقد أنه يتزوج ليجد من تخدمه وتؤمن له طعامه ومنزله وتلد له أطفاله وتخدمهم وتعمل على إسعادهم بدون أي طلبات.
التربية التبعية : فالرجل الذي كانت أمه مسؤولة تماماً عن جميع الأعمال المنزلية لا يفهم أنه يجب أن يتعاون في أي شيء. إنه لا يفهم ذلك؛ لأن وجهة نظره فيما يتعلق بالزواج كانت أن تفعل زوجته نفس ما تفعله والدته.
الزوجة الفائقة : ففي بعض الأحيان، لا يشارك الرجل في الأعمال المنزلية بسبب المرأة نفسها، التي ترفض تلقي المساعدة من شريكها، ومن ثمّ فهي تعيد توريث أبنائها نفس السلوك الاتكالي الذي تنفذه ورأته في والدتها.
الخوف من الفوضى : لا يقدم بعض الرجال المساعدة لأنهم لا يعرفون كيفية القيام بذلك، وعندما يريدون القيام بدورهم قد ينتهي الأمر إلى إحداث فوضى أسوأ من تلك التي أرادوا إصلاحها.
كيف يمكن أن تجعل المرأة زوجها متعاونًا يساعدها بشؤون المنزل؟
الحياة الزوجية تقوم على تعاون ومشاركة الزوجين معًا
تقول د. وفاء هناك العديد من الحيل التي يمكن أن تجعل الزوج متعاوناً يمكن لأي زوجة أن تستعين بها ومنها :
- تقسيم الأدوار بإقناع، فيمكن للزوجة أن تشرك زوجها بأن تقسم الأدوار بينهما، فتعرف منه أي الأمور التي يجيدها من شؤون المنزل وتطلب منه بلباقة ودلال أن يساعدها، على سبيل المثال يمكن أن تقول له أنها تجيد أعمال المطبخ وأنها لا تجيد استخدام الغسالة أو كي الملابس … وهكذا.
- يمكن للمرأة أن تشرك الزوج في مشاهدة بعض البرامج الخاصة بتنظيم وترتيب المنزل، ثم تطلب منه بعض المهام البسيطة وتتعاون فيها معه فيضطر لمشاركتها في البداية ليجد نفسه بعد ذلك منغمساً في مهمة من مهام المنزل التي لا تنتهي.
- مواجهة الأمر، يمكن للزوجة أن تسأل شريكها بصراحة ما الذي يمنعه أن يتعاون معها في شئون منزلهما معًا؟ ولماذا لا يبذل جهدًا لدعم أسرته في جانب مهم مثل الحفاظ على النظام في المنزل؟
- اللجوء لقائمة المهام، وهذا الأمر مثالي جداً فإعداد قائمة بالأعمال المنزلية مقسمة على أيام أمر مثالي للأشخاص الأكثر نسيانًا لتذكر مسؤولياتهم.
- إذا نجحت في إقناعه بالتعاون والمشاركة فلا تنتقديه إن أخفق في بعض الأعمال، بل شجعيه دائمًا واطلبي منه أن أن ينفذ مهامه بإجادة معينة، ولا تنظري إليه طوال الوقت لتري ما يفعله من خطأ وتوبخيه. بدلًا من ذلك، علميه كيفية إتقان الأشياء التي لا يعرف كيفية القيام بها بشكل جيد.
- يمكن أن تكافئيه بقبلة رقيقة أو ضمة حنونة أو قالب من الحلوى المفضلة والذي سيسعده كثيرًا.
- يمكنك الحديث معه أن تعاونكما معًا سيجعل هناك متسعاً من الوقت تقضيانه معًا في نزهة مثلًا، أو الحديث الحلو مع فنجان من الشاي أو القهوة.
بالنهاية إذا كنت تريدين التغيير فعلًا، فسيتعين عليك اتخاذ الخطوة الأولى. إذا لم يتغير موقف زوجك ورفض التعاون والمساعدة أعطيه إنذارًا نهائيًا وأخبريه أنك لست خادمة ولا عبدة. ولا تدعيه يعاملك على هذا النحو، فالحياة الزوجية تقوم على تعاون ومشاركة الزوجين معًا.