الزوج المستهتر هو الزوج غير المبالي، وغير المسؤول الذي لا يمكن الاعتماد عليه؛ فيهرب من المسؤولية، ولا يحب أن يتحملها أبداً؛ لأنها ستكون عبئاً كبيراً عليه، لذلك يكون ضعيفاً من الداخل، ومن السهل جداً التأثير فيه وفي قرارته وفي أفكاره أو في خططه؛ فهو لا يرى إلا نفسه ولا يراعي إلا مزاجه الخاص.
الحياة الزوجية مسؤولية كبرى :
زوجة تناقش زوجها بحدة بسبب استهتاره لأنه يتهرب من مسؤوليات الأسرة
تقول استشاري العلاقات الأسرية أماني نبيل رضا : إن الحياة الزوجية مسؤولية كبيرة؛ فمن يريد الإقبال عليها، عليه أن يكون قادراً على تحمل المسؤولية؛ فالزوج المستهتر هو شخص غير مسؤول، يتهرب من مسؤوليات الأسرة، ويرى أن كل مسؤولياته في الحياة الزوجية الذهاب لعمله، والحصول على راتبه، والتمتع به مع الأصحاب بالخروج والسهر والسفر، ونسي أن للرجل القوامة التي تتمثل في الرعاية والحماية، والولاية والكفاية، وليس فقط في المصاريف، بل في تحمل مسؤوليات البيت والتعاون بينه وبين زوجته، رجل يتحمل روح المسؤولية ويقاسم زوجته إياها، وربما يحملها عنها بشكل كامل؛ فالحياة الزوجية قائمة على أساس الشراكة، أي المشاركة في الحياة الزوجية بكل ما فيها، من اتخاذ القرارات الأسرية ومن تحمل المسؤولية، بالإضافة إلى المشاركة في الوقت والمشاعر والاهتمامات والطموحات.
صفات الزوج المستهتر :
تقول أماني نبيل رضا: إن الزوج المستهتر يمتلك الكثير من الصفات المزعجة التي يمكن أن تنفرك منه، وهي:
- عند تبادل الحديث بينه وبين شريكته يدَّعي إنصاته إليها، وهو لا ينصت ولا يتفاعل مع ما تقوله.
- ينسى المناسبات السعيدة التي تجمعه مع شريكته.
- لا ينتبه لأي تغيُّرات يمكن أن تدخلها شريكته على إطلالتها الشخصية.
- لا يبالي ولا يهتم بمعرفة تفاصيل حياة شريكته أو حتى الاستماع إلى المشكلة التي تعاني منها.
- يلقي على عاتق شريكته بكل المسؤوليات من بيت ومأكل ومشرب وتربية الأطفال.
- لا يهتم ولا يعير أي معنى بمشاعر وأحاسيس شريكته.
- يحاول إجبار شريكته أن تقوم بتغيير جميع تفاصيل حياتها بحيث لا يتبقى شيء من شخصيتها إطلاقاً.
- متهاون ولا يبالي بقيمة الحياة الزوجية، ولا يرعاها حق رعايتها، ولا يقيم لها وزناً.
- يلقي اللوم على شريكته في كل خطأ تقع فيه الأسرة، حتى يتهرب من تحمل المسؤولية.
- لا يعبأ بقدسية الزواج؛ فيقيم علاقات خارج نطاق الزواج من دون أن يعبأ بشعور زوجته.
- لا يهتم بطلبات شريكته منه حتى لو كانت ضرورية ويدَّعي النسيان.
- غير مهتم بالأعباء ولا يفكر في المستقبل، ومن الممكن أن يكون سبباً في ضياع زوجته، وتحطيم حياة الأبناء.
ويمكنك كذلك من السياق التالي التعرف إلى: علامات تدل على أن زوجكِ استغلالي
أهم الحيل والطرق للتعامل مع الزوج المستهتر :
لا بُدَّ من النقاش مع الزوج المستهتر في البداية ؛ فحاولي وضعه أمام المسؤولية وجهاً لوجه، حتى يتم وضعه أمام حجم المسؤولية الزوجية.
- قسِّمي بينكما الأدوار والمهام التي تتطلبها الحياة، وقومي بتحديد ميزانية الإنفاق والماديات، كدفع الرسوم والفواتير والمصاريف الخدمية، والأقساط وغيرها من متطلبات الحياة الزوجية.
- لا تنخدعي وتأخذك الشهامة وتتحملي المهام بدلاً منه إذا حاول التملص، لكن لا بُدَّ من حسم الأمر والالتزام بالرفض، لكن من دون أي تجريح أو امتهان للكرامة.
- ضعيه أمام الأمر الواقع أمام تحمل مسؤولية المنزل والأبناء، كالتزامات المدارس والملبس والمشرب وخلافه.
- وقومي بمتابعته من بعيد؛ فلا بُدَّ من أن يتصدر وجوده أمام هذه المسؤوليات جميعاً.
- احرصي على إلزامه ببعض المساعدات في المنزل، لكن بتكليفه ببعض الأمور البسيطة في البداية.
- المعاملة بالمثل، بالتعامل نفسه باللامبالاة كما يعاملك؛ لتشعريه بمدى الضيق والانزعاج نتيجة تصرفاته معك.
- اختاري الوقت المناسب للحديث معه وعرض أفكارك.
- التحدث معه عن أهمية المشاركة وحجم المسؤوليات التي تقع على عاتقك، بسبب تجاهله وعدم تحمله إياها، مع التوضيح له بضرورة القيام بها.
- لا تتحملي فوق طاقتك، وتتحملي مسؤولية الأسرة بالكامل طواعية وبمحض إرادتك؛ فهذا يُعتبر تصرفاً خاطئاً وأحد أسباب تواكل الزوج وعدم تحمله للمسؤولية، فهو يراك دائماً تتحملينها نيابة عنه.
- يجب التحلي بالصبر؛ لأن سلوك الاستهتار وعدم المسؤولية واللامبالاة يحتاج إلى المزيد من الوقت للتقويم والإصلاح.
- يمكنك اللجوء إلى استشاري نفسي؛ فقد يكون هذا السلوك ناتجاً عن مشكلات نفسية يعاني منها الزوج، التي تصل به إلى الهروب من تحمل المسؤولية، فلا بُدَّ من اللجوء لمختص نفسي لتقديم الدعم والنصح المطلوب.