اخبار للسيدات

أضرار كثيرة .. لعدم مشاركة الأب مسؤولية تربية الأبناء

كلنا يعرف أن التربية يجب أن تكون مسؤولية مشتركة بين الأبوين؛ حيث تحمل الأم مهام الرعاية والاهتمام ويحمل الأب مهام أخرى، لكن كثيراً من الأزواج يرمون بمسؤولية تربية الطفل.. كاملة على الأم وحدها، بل وتوجه إليها أصابع الاتهام على الفور عند بادرة ظهور أخطاء ومشاكل تخص الأبناء.. كونها هي المدرسة الكبرى، أما الأب فيكفيه العمل وجلب المال.. رغم عمل بعض الزوجات ومشاركتهن في ميزانية المنزل في كثير من الحالات، اللقاء والدكتورة منى عبد الفتاح المعالجة النفسية ومستشارة العلاقات الأسرية والتربوية لشرح أضرار عدم مشاركة الأب.. مسؤولية تربية الأبناء عموماً وتوضيح طرق المعالجة.. وعدد من الأفكار.

المطلوب.. توازن شخصية الطفل :

من الضروري ترك الأم لتشعر بالاسترخاء.. لفترة من الوقت 
*  الأب هو الهرم الرئيسي في العملية التربوية، وعليه أن يدرك مدى أهمية وجوده داخل هيكل الأسرة، وهذا الوجود لا يتمثل فقط بالمال أو الحضور الشكلي، بل بالمشاركة بالحنان والعاطفة والحوار، وتعليم الطفل مبادئ الحياة.
*  وعلمياً 90% من شخصية الطفل تتكون خلال سنواته الأولى 5-8 أعوام؛ حيث يكون الطفل في هذا العمر بأمسِّ الحاجة لوجود الأب بجوار الأم، ليبني شخصية متوازنة، تعرف التفريق بين سمات الرجل الأب وصفات المرأة الأم.
*  المشكلة.. أنه أصبح من الشائع أن التربية هي مسؤولية الأم، بينما تعد مشاركة الأب أمراً غير متعارف عليه بعد، وهذا ما يظهر على لسان نساء كثيرات في مجتمعنا العربي من إهمال أزواجهن في واجباتهم تجاه أولادهم.
*  وهذه تعتبر مشكلة اجتماعية كبيرة؛ وسبباً كبيراً للخلافات الزوجية، حيث إن التربية لا بد أن تكون بمشاركة الوالدين معاً، ولكل أسلوبه وتوجهاته والتي تفيد الأبناء مجتمعة في النهاية.

لا يمكن الاتكال على الأم في التربية :

هناك صعوبة في تحمل الأم للمسؤولية وحدها 
*  ونظراً لصعوبة استمرار الحال، فان هناك كثيراً من قضايا الأحوال الشخصية، تكشف عن رغبة الزوجة الأم بالانفصال عن زوجها؛ بسبب عدم قبوله المشاركة في تحمل مسؤولية أطفالهما، إذ إنها تهتم وحدها بهم منذ صغرهم.
*  وفي ظل هذا نجد الزوجة الأم تعيش حياة اجتماعية شبه معدومة، وعلاقات غير متواصلة بينها وأهلها وصديقاتها، وكل المسؤولية تقع على عاتقها، بينما الزوج الأب يتكل عليها بحجة تعبه من العمل والمشاكل الحياتية.
*  فيأتي إلى المنزل مرهقاً ليعطيها المال، وربما طلب منها أخذ الأولاد في نزهة لإبعادهم عنه، وكأنهم مصدر تعب، وغالباً ما يشتكي أنهم يأخذون وقته وطاقته وليس لديه وقت ليرتاح، وما يقوم به في المقابل.. هو الصراخ والتذمر.
*  وإن قام وحاول المشاركة ليصبح له دور، قام بفرض النظام أو النصائح، ما يدفع الأطفال للنفور منه، وعندما يتكلم فلغته الأمر والتأنيب، لدرجة أنه يخسرهم بأسلوبه، وباختصار لم يستطع أن يحافظ على علاقة صحية مع أولاده.
أهمية مشاركة الأب في حياة الأطفال :

مشاركة الأب لحكايات طفله.. وهواياته والتحدث معاً عنها 
1  –  السعادة الزوجية أو الأسرية لا تأتي من الفراغ، بل من تعاون الزوجين بتربية أطفالهما.. وكل يقوم بما يستطيعه.. أو وفقاً لتقسيم الالتزامات المتفق عليها.
2  –  عدم استقرار الأسرة وكثرة الخلافات الزوجية، وغياب دور الأب في التربية، يسببان التفكك الأسري، فدور الأب مهم من الناحية النفسية المستقرة للأطفال.
3  –  وتربوياً.. دور الأب في تربية الأطفال وتأثيره في حياتهم، لا يتوقف عند عمر معين أو مرحلة ما، بل يستمر مدى الحياة، فالأب هو القدوة ومصدر الأمان والحب.
4  –  الأب هو المرشد والناصح والصديق والسند في الشدائد، وهو الحاضر في اللحظات المهمة والفارقة، حيث يعرف عنهم كل صغيرة وكبيرة ولا يقدم عليهم أحداً.
5  –  لهذا من الضروري أن يقدم الزوج المساعدة لزوجته، ويتحمل معها المسؤولية، لأن هذه المهمة ليست منوطة فقط بالأمهات، فهذا واجبه كأب.
6  –  وعليه أن يعتاد تحمل المسؤولية منذ ولادة أول طفل، ولا يغفل أبداً عن كل ما يتعلق به، على صعيد أدائه المدرسي وتصرفاته اليومية.
7  –  مهمة الرجل الأب اليومية لا تقتصر فقط على الذهاب إلى العمل، وتأمين لقمة العيش لعائلته.
8  –  ومع ذهابه للعمل وتأمين لقمة العيش، يمكنه أن يقسّم وقته بالاتفاق مع زوجته، هو يدرس أولاده بعد عودته من العمل، بينما تتولى زوجته الأعمال المنزلية.
9  –  السعادة لا تأتي من الفراغ، بل من تعاون الزوجين في تربية أطفالهما؛ الأم عاطفية لهذا على الأب أن يعلم أبناءه الصلابة، ويحسن التعامل مع المواقف التي لا تقوى الأم على مواجهتها.
تقاسم المهام والمسؤوليات ضرورة :

أب يساعد طفله ويفسر له الصعب 
*  من المعروف أن تربية الأطفال من أصعب المهام وأكثرها حساسية، ما يعني أنه ليس من حق الزوج أن يلقي كل المسؤوليات على زوجته، بل يشاركها على قدر استطاعته.. ولصالح الابناء.
*  تقاسم الأب المسؤوليات مع زوجته يشكل قدوة لأولاده، ونموذجاً جيداً للرجل المشارك المتعاون، كما أن وجود الأب بالمنزل.. يعطيه الفرصة لمراقبة كل ما يحصل، فلا يلقي أحد اللوم على الآخر.
*  والعمل لم يعد حجة مقنعة للآباء الراغبين بالتملص من مسؤولياتهم التربوية؛ لأن الرجل والمرأة أصبحا متساويين في مجال العمل وفي تحمل أعباء الحياة.. وهذا حال موجود فعلياً بأسر كثيرة.
*  عدم مشاركة الآباء يتسبب بالكثير من الآثار السلبية، التي تترسب في شخصيات الأبناء، من ضعف بشخصيتهم بالدرجة الأولى، وعدم نضج معرفتهم بالعالم الخارجي والحياة الاجتماعية.
دور الأب في تربية الفتاة :

مشاركة الأب لمسؤولية التربية يرسخ شعور الابنة بنفسها 
1  –  الأب يساهم بتعميق شعور الفتاة بدورها الأنثوي، عن طريق معاملته المميزة لابنته عن إخوتها الذكور، مما يرسخ شعور الأنثى لديها ويدعم تقبلها لذاتها.
2  –  الأب يحقق لابنته التوافق النفسي والاجتماعي، ويعلمها الحياة ويضعها على طريق النجاح المهني، كما يعلمها ما يجب أن يكون عليه سلوكها مع زوج المستقبل.
3  –  الأب يستطيع تحقيق التوازن الأسري، من خلال اهتمامه بأبنائه ومصاحبتهم ومعرفة أفكارهم وميولهم وهواياتهم، وعليه مساعدتهم في حل مشاكلهم.
4  –  على الأب معرفة أصدقاء أبنائه، أن يكون مرشداً لأطفاله ومقوِّماً، مستخدماً الشدة والحزم إلى جانب الرفق والتسامح.
5  –  كما أن عليه أن يكون دائماً لأبنائه الصديق المخلص، سواء كان موجوداً بالفعل معهم أو غائباً، حاضراً بمبادئه وأفكاره الراسخة بأذهانهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى