اخبار للسيدات

هل يصعب على الأم تغيير مزاجية طفلها التي ولد بها ؟ وهل تجبره على تغييرها ؟

السؤال يبدو غريباً، ولكنه مطروح في ذهن بعض الأمهات. وكثيراً ما تفكر فيه الأم، وتحاول أن تجد له جواباً، حيث تجد -أحياناً- صعوبة في تغيير صفات الطفل وعاداته وسلوكياته التي لا تقبل بها، أو تراها غير جيدة بالقدر الكافي، وفي المقابل هناك حقيقة يجب أن تدركها الأم؛ وهي: أن بعض الأبناء يختلفون في الطباع والأمزجة عن إخوانهم، رغم أنهم متواجدون معهم بالمنزل ذاته، ويتعاملون بأسلوب تربية واحد، ما يجعلها تتساءل من جديد: كيف يمكن للطفل أن يحتفظ بصفاته المزاجية من دون تغيير؟!
التقرير التالي يسرد الخصائص التي يولد بها الطفل ويظل عليها، ويوضح مدى قدرة الأم على تغييرها، وطرق التعامل الصحيحة معها. اللقاء مع الدكتور عادل الصاوي، أستاذ الصحة النفسية للطفل بمركز البحوث؛ للشرح والتوضيح.

خصائص الطفل المختلفة عن أقرانه :

معدل مستوى النشاط من الصفات المزاجية الخاصة للطفل
عادة ما تختلف طبائع وأمزجة الأطفال وطريقة تفاعلهم مع المواقف اليومية، فمثلاً عندما تسافر الأسرة، قد نجد أحدهم أسرع بارتداء ملابس السباحة وبدأ فوراً في اللعب، والآخر بدا عليه التوتر والقلق من المؤثرات الجديدة.
وهي واحدة ضمن السمات المزاجية التي تختلف من طفل لآخر، وحتى بين الأخوين، وتعتبر خصائص فطرية لا يتعلمها الطفل أو يختارها، ولذلك على الأم أن تتعرف أكثر إلى طبيعة طفلها.

مستوى النشاط :
يعبر عن مدى النشاط الجسدي للطفل ومعدل الحركة لديه، قد يكون له مستوى نشاط مرتفع، فيميل إلى الحركة الكثيرة والتململ معظم الوقت.
ولا يحب الجلوس ساكناً، وقد يكون له مستوى نشاط منخفض، ويميل إلى الأنشطة الهادئة؛ مثل: الرسم أو القراءة بدلاً من الخروج واللعب.

الإيقاعية :
وتعني الأنشطة المنتظمة، مثل الأكل والنوم واليقظة، وتنقسم إلى نوعين: إما أن يكون الطفل ذا إيقاعية منتظمة، ويُظهر أنماطاً منتظمة ومتوقعة في الأكل والنوم، وله قدرة عالية على التكيف مع النظام، أو يكون ذا إيقاع غير منتظم ويصعب التنبؤ بما يريد، والبعض الآخر يمل الالتزام بالجلوس في مكان واحد فترة طويلة.

التشتت :
هو قدرة تأثير المحفزات الخارجية مثل الأصوات والحركات على تركيز الطفل وسلوكه، فإذا كانت قابلية طفلك للتشتت عالية، فسيتأثر بسهولة بالمؤثرات الخارجية، ويواجه صعوبة في التركيز، ويفقد تركيزه بسهولة؛ بسبب أي إزعاج صغير مثل الشعور بالجوع.

تابعي: اضطرابات الإصغاء والتركيز

الاستجابة الأولية :
وتعبر عن رد الفعل الأولي عند التعرض لشيء جديد، مثل الأماكن والأشخاص أو حتى الألعاب الجديدة، فإذا كان للطفل قابلية عالية؛ فسيعبّر عن ذلك بالحماس لمقابلة أشخاص جدد وتجربة أشياء جديدة.
ومن ناحية أخرى، قد تكون قابليته منخفضة، ولا يحب الأشخاص الجدد والأماكن والأشياء غير المألوفة، وعند التعرض لأي شيء جديد؛ يكون الرد الأول الرفض وكلمة “لا”.
ولذلك يفضل استخدام التدرج معهم، وعلى سبيل المثال، عند تغيير نشاطه الرياضي، يفضّل أخذه إلى صالة الرياضة الجديدة وتركه ليراقب ما يحدث ويطمئن ويأخذ القرار.

الصفات المزاجية الشخصية للطفل :

مدى التركيز والمثابرة من الصفات المزاجية الشخصية
القدرة على التكيف :
وهي استجابة الطفل للتغيرات في بيئته، مثل السفر أو الانتقال لبيت أو مدرسة جديدة، فقد يكون ذا قابلية عالية للتكيف، فيقدر على التعامل مع التحولات بشكل جيد، والتأقلم بسرعة مع التغيرات في الموقف.
أو أن تكون قدرته على التكيف منخفضة، وهنا يحتاج إلى مزيد من الوقت للتعامل مع التحولات التي قد تسبب له ارتباكاً، يعبر عنه بالبكاء أو التشبث بالأبوين عند مواجهة موقف جديد.

مدى التركيز والمثابرة :
ويقاس بمقدار الوقت الذي يخصصه الطفل لنشاط ما ومدى تأثير العوامل المشتتة المحيطة به على انتباهه لهذا النشاط، وهما نوعان:

مدى تركيز طويل : لا يحبط الطفل بسهولة ولديه قدرة على الاستمرار حتى مع وجود العقبات، وقد يصبح جراحاً أو مبرمجاً؛ لما له من قدرات عالية على التركيز والمثابرة.
مدى تركيز منخفض : يستسلم الطفل عند مواجهة أي عقبة ويصاب بالإحباط بسهولة، ولكن قدرته على ملاحظة الكثير من الأشياء حوله تمكنه أن يصبح مبدعاً.
قوة رد الفعل :
وهي الاستجابة الانفعالية للطفل للأحداث الإيجابية والسلبية، فإما أن تكون استجابة عالية؛ فيعطي ردود فعل عالية الشدة إلى ما يحدث، سواء كان شيئاً سلبياً أو إيجابياً، أو استجابة منخفضة؛ فيميل الطفل إلى إبداء ردود أفعال أقل عاطفية.
ولذلك فإن معرفة الأم بقوة استجابة ابنها الانفعالية قد تفسر مشاعره العميقة، ويحتاج الطفل أن تتقبلي مشاعره وتقدريها وتعلميه مهارات التهدئة الذاتية.

العتبة الحسية :
وتعني بداية الاستجابة للمحفزات، والحساسية للمنبهات مثل الصوت والضوء، وملمس الملابس، فإما أن تكون حساسية عالية، وهنا يكون الطفل شديد الحساسية للأصوات والأذواق والروائح واللمس، ومن الصعب إرضاؤه بالأكلات الجديدة، كما أنه يرفض ارتداء أي شيء يعتقد أنه خشن.
وقد يبدو الأطفال منزعجين للغاية عندما يبتل جزء من ملابسهم ولو كان صغيراً جداً، كما يصعب عليهم النوم في غير أماكنهم.
أو قد تكون لديهم حساسية منخفضة، فلا يبدي هؤلاء الأطفال حساسية للتغيرات المحيطة بهم، كالصوت وشدة الضوء وغيرهما، ويمكنهم النوم بسهولة في أي مكان.

الحالة المزاجية :
يميل الطفل إلى مزاج سلبي أو إيجابي بشكل عام معظم الأوقات، فقد يميل إلى المزاج الإيجابي ويبدو عليه الابتهاج واللطف والود بشكل أكبر، أو يميل إلى المزاج السلبي، ويبدو غير ودود معظم الأوقات وأكثر عرضة للبكاء. بعض الأطفال بكاؤون ويميلون إلى المزاج السلبي.

كيف تتعاملين مع سمات طفلك المزاجية؟

احذري المقارنة ولا تتخلي عن التشجيع
بعض النصائح للتعامل مع سمات مزاج الطفل وتقديم الدعم له :
لا تحاولي إجباره : اختلاف خصائص الطفل عن أقرانه يجب ألا يقابل بأي شيء سوى القبول لطبيعته، وعدم إجباره على أن يكون مثل الآخرين.
لا تتخلي عن تشجيعه : يمكنك تشجيع الطفل لتجربة شيء يتعارض مع طبيعته إذا شعرت أنه سيكون مفيداً له، مثل تجربة أطعمة جديدة أو الانضمام إلى الأطفال في حفل، ولكن احرصي على أن يكون الأمر بالتدريج، ودون إجباره.
احذري المقارنة : الأطفال مختلفون بأمزجة وتفصيلات وردود فعل مختلفة، عن إخوتهم وأقرانهم، فاحذري مقارنة طفلك مع الآخرين، وقول: “أخوك لا يفعل ذلك، صديقك ليس هكذا”.
الأمر مؤقت : لن يظل ابنك ممسكاً بساقك أثناء التجمعات بقية حياته، فالأطفال ينمون ويتغيرون، ومن خلال دعمك وحبك وتشجيعك لطفلك وليس انتقاده، يتمكن من التعامل مع سماته الشخصية وأن يكون أكثر اتزاناً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى