الحضانة أو المدرسة هي المكان الذي يتعلم فيه الأطفال ويتواصلون اجتماعياً، وإن تحدثوا تقاربت رؤوسهم واختلطت أنفاسهم؛ لهذا فهي أيضاً المكان الذي يمكن لطفلك أن يلتقط فيه الجراثيم والأمراض وينقلها معه إلى المنزل.
وحتى مع التدابير الوقائية من جانب الأم أو المشرفين، سيُصاب معظم الأطفال بما بين 6 و8 نزلات برد سنوياً؛ ما يتسبب في غياب الطفل عن دراسته أولاً، وتغيُّب الأم عن العمل لمراجعة الأطباء ومساعدة الصغار ثانياً؛ لذا فإن العمل على تقليل عدد الإصابات والأمراض باتباع بعض العادات الصحية يساعد على تعزيز قوة الجهاز المناعي للطفل وسينقذ الجميع، إضافة لعادات أخرى.
اللقاء والدكتورة فريدة حسنين السيد أستاذة طب المجتمع؛ لشرح خطوات الحفاظ على صحة الطفل بالحضانة أو المدرسة وطرق وقايته من الأمراض.
تقوية الجهاز المناعي :
النظام الغذائي الصحي يعزز ويقوي جهاز المناعة
لا توجد طريقة مثبتة لتعزيز جهاز المناعة لدى الطفل، إلا بالحفاظ على صحة أجسام الأطفال؛ حتى تعمل أجهزة المناعة لديهم بشكل صحيح. ويتم ذلك بالحفاظ على قسط كافٍ من النوم، والحفاظ على نظام غذائي صحي، وإدارة الإجهاد، وممارسة الرياضة، وتخصيص وقت للضحك، والمواظبة على غسل اليدين لتقليل خطر إصابة الطفل بنزلات البرد والإنفلونزا والالتهابات الأخرى.
الحصول على جميع التطعيمات :
ضرورة حصول الطفل على جميع التطعيمات
الحصول على لقاح الإنفلونزا وتحصينات الأطفال الأخرى؛ أحد أفضل الأشياء التي يمكنك القيام بها لحماية طفلك من انتشار الأمراض المعدية، وهي آمن طريقة لمنع انتشار 16 مرضاً مختلفاً؛ لذا تجب مراجعة طبيب الأطفال للتأكد من حصول طفلك على جميع التطعيمات التي يحتاج إليها، بما في ذلك لقاح الإنفلونزا الموسمية.
غسل اليدين :
غسل اليدين مدة 20 ثانية لمنع انتشار المرض
يُعَدُّ غسل اليدين بالماء والصابون مدة 20 ثانية على الأقل من أهم الطرق لمنع انتشار المرض في الفصول الدراسية وفي أي مكان آخر؛ إذ عندما يتلامس الأطفال مع الجراثيم، يمكنهم بسهولة نشر تلك الجراثيم، خاصة إذا فركوا عيونهم أو خدشوا أنوفهم.
علِّمي أطفالك كيفية غسل أيديهم بشكل صحيح، ومتى يفعلون ذلك -بعد تنظيف أنوفهم، واستخدام الحمام، وقبل تناول الطعام- ما يساعد في تقليل خطر الإصابة بالمرض، ومن ثَم نقل العدوى إلى الآخرين.
تجنُّب المصابين بالزكام :
شجعي طفلتك على تجنُّب أي زميلة مصابة بالزكام
شجعي طفلك على تجنُّب الاتصال الوثيق مع أي شخص مصاب بالزكام، علِّميه أيضاً أن يقوم بتغطية فمه وأنفه عند السعال أو العطس، وأن يقوم بذلك في منديل ورقي، ومن ثَم يرميه.
وإذا لم يتمكن من الوصول إلى منديل في الوقت المناسب؛ فعليه أن يسعل أو يعطس في ثنية ذراعه، وأن يبقي يديه بعيدتين عن عينيه وأنفه وفمه؛ لأن الجراثيم تنتشر بهذه الطريقة.
روتين جيد للنوم :
ترتبط جودة النوم ارتباطاً مباشراً بسلوك طفلك وعاداته الغذائية وقدرته على مقاومة العدوى، والنوم جزء مهم من صحة الطفل الجسدية والعاطفية، ويلعب دوراً أيضاً في مدى جودة أدائه في المدرسة؛ لذا ساعدي طفلك على إنشاء روتين ثابت لوقت النوم.
وتظهر الدراسات أن قلة النوم يمكن أن تؤدي إلى ضعف التركيز، والاكتئاب، والتفكير في الانتحار، كما تزيد قلة النوم من الرغبة الشديدة في تناول الوجبات السريعة، التي تؤدي إلى تقلبات في المزاج ونوبات غضب وزيادة مخاطر الإصابة بالعدوى.
وجبة فطور لتقوية المخ :
يُعَدُّ الفطور أهم وجبة في اليوم خصوصاً لطلبة المدارس، وحينما يتناول الطفل وجبة فطور متوازنة من البروتين ومنتجات الألبان والحبوب الكاملة؛ فهذا يُعَدُّ عاملاً مهماً لوظيفة الدماغ، والحفاظ على مستوى ثابت من الطاقة خلال اليوم.
ويرتبط الفطور الصحي ارتباطاً مباشراً بالسلوكيات الإيجابية على مدار اليوم، ويحسن قدرة طفلك على التركيز، وفقاً لإحدى الدراسات؛ فالأطفال الذين يتناولون وجبة الفطور بانتظام هم أكثر عرضة لاستهلاك العناصر الغذائية الكافية، وتناول كميات أقل من الدهون والكوليسترول.
وكذلك يكون مستوى الحديد وفيتامين “ب” وفيتامين “د” أعلى بنسبة 20% إلى 60% لدى الأطفال الذين يتناولون وجبة الفطور بانتظام مقارنة بمن لا يتناولونها.
وجبات خفيفة صحية :
وجبات خفيفة منتقاة من الفواكه والخضروات
كما إن تناول وجبات خفيفة صغيرة بين الوجبات يعزز فكرة أن الأطفال يجب أن يأكلوا وجبات صغيرة، وأن يأكلوا عندما يكونون جائعين، وهذا يساعدهم على بناء عادات غذائية صحية.
وغالباً ما يكون الأطفال جائعين بشدة بعد المدرسة، وأحياناً تكون الأم متعبة، وبالتالي يمكن أن تكون الوجبات الخفيفة المغذية بعد المدرسة سريعة وسهلة ولذيذة أكثر من الاختيارات الأخرى المصنعة وغير الصحية.
الجلوس بصحبة العائلة :
ضرورة جلوس الطفل بصحبة العائلة لتعزيز صحته ورفاهيته
يجب أن يجلس الطفل بصحبة العائلة وتناول وجبة على الأقل كل يوم معهم ووسطهم، ومعروف أن الأوقات التي يقضيها الطفل مع العائلة تعزز صحته ورفاهيته.
كما يجب تناول وجبة غذاء مغذية تشمل اللحوم الخالية من الدهون والحبوب الكاملة، والفواكه والخضروات التي يحب طفلك تناولها.
ممارسة بعض التمارين يومياً :
إن ممارسة الرياضة مدة ساعة على الأقل يومياً تساعد طفلك على نوم أفضل، كما سيحصل على نتائج صحية أفضل، وقدرة على إدارة التوتر، فضلاً عن أداء أفضل في المدرسة.
تقليل وقت الشاشة :
يجب أن يقتصر وقت الشاشة على أقل من ساعتين في اليوم، وهذا يشمل الهواتف والتلفزيون والأجهزة اللوحية وألعاب الفيديو وأجهزة الكمبيوتر.
ويمكن أن يقلل نوع الضوء المنبعث من هذه الشاشات من مستويات الميلاتونين، وذلك يزيد من صعوبة النوم، كما يمكن أن يعطل إيقاع الجسم الطبيعي خلال اليوم.
إجراء فحوص منتظمة للسمع والبصر :
تأكدي من إجراء فحوص الرؤية والسمع بشكل روتيني لدى الطبيب الخاص بالطفل؛ فيمكن أن تؤدي الإعاقات البصرية والسمعية إلى مشكلات سلوكية، وأن تؤثر في التعلم والتطوير.
تجنُّب وسائل التواصل الاجتماعي :
يمكن أن تكون وسائل التواصل الاجتماعي مصدراً للتوتر والقلق لطفلك؛ لذا راقبي استخدامها من كثب، وتأكدي من عدم تعرُّضه للتنمر من خلالها.
حافظي على رطوبة طفلك :
بقاء جسد الطفل رطباً له فوائد عديدة؛ فهو يساعد على منع التعب وتحسين الحالة المزاجية والهضم، وعلى الحفاظ على الوزن، وتعزيز وظائف المخ، ويمكن تناول المشروبات الصحية مثل الماء والحليب، مع ضرورة الاستغناء عن المشروبات المحلاة بالسكر قدر الإمكان.