بعد الطلاق يظل الأطفال حلقة الوصل بين الأم والأب لأنهم يحتاجون إلى رعاية خاصةً إذا كانوا صغارًا في السن، فإن حضانتهم في معظم الأحيان تؤول للأم وفقًا للقوانين في كثير من البلدان العربية، وقد تؤول للأب أو الجد والجدة في حالات خاصة.
لكن في العموم فإن معظم القوانين تولي الأم حضانة الأطفال، ما داموا في سن الحضانة، وللأسف فإن كثيرًا من النساء يجهلن قوانين الأحوال الشخصية، ولا يعرفنّ كثيرًا عن حقوقهنّ وحقوق أطفالهنّ.
لذا سنوضح لكِ في هذا المقال كل ما يهمك معرفته عن حضانة الأطفال بعد الطلاق، وأهم الحقوق التي يكفلها لكِ قانون الأحوال الشخصية المصري.
كما سنلقي الضوء على قانون حضانة الأطفال الجديد في السعودية، والمميزات التي يقدمها للمرأة السعودية مقارنةً بالقانون القديم، فواصلي القراءة.
حضانة الأطفال بعد الطلاق :
يحتاج الأطفال إلى الرعاية من الأم والأب معًا بعد الطلاق مثلما الحال قبل الزواج، إلا أنه بعد الطلاق يقيم الأطفال مع أحد الأبوين، وعادةً ما تكون الأم الحاضنة للأطفال، مع كفالة حق الزيارة والرؤية للأب، وفقًا للحكم القضائي، أو بالتراضي بين الزوجين.
قد تختلف قوانين الحضانة من بلد لآخر، حتى إن كانت هذه القوانين تكفل حق الحضانة للأم، فإن الشروط تختلف.
فيما يلي سنوضح لكِ كل ما يهمكِ معرفته عن حضانة الأطفال بعد الطلاق في مصر والسعودية :
حضانة الطفل بعد الطلاق في مصر :
تغير قانون الحضانة خلال السنوات الأخيرة، بما يراعي مصلحة الطفل في المقام الأول، وتؤول الحضانة للأم مادام الطفل في سن الحضانة، وما دامت توافق شروط الحضانة التي نصها قانون الأحوال الشخصية كالتالي:
سن الحضانة 15 عامًا للأولاد والبنات، ويمكن للأب بعد ذلك أن يطلب من المحكمة تخييرهم بين البقاء مع الأم أو الانتقال معه.
للأم المطلقة حق البقاء في مسكن الزوجية طوال فترة الحضانة، ويجب الانتقال منه بعد انتهاء سن الحضانة، ويحق للزوج وقتها رفع دعوى لاسترداد منزل الزوجية.
حصول الأم على نفقة نظير رعاية الأطفال، وأجرة للرضاعة إذا كان عمر الطفل دون العامين.
أن في حال زواج الأم تنتقل الحضانة لأم الأم، ومن بعدها لأم الأب.
للأم المطلقة الحق في رفع دعوى للحصول على الولاية التعليمية لأطفالها.
لا يشترط في القانون المصري أن تكون الأم مسلمة لحضانة أطفالها، وتسقط الحضانة في حال قيام الأم بأمر ينافي القوانين أو الآداب العامة، أو في حال زواجها كما ذكرنا.
حضانة الطفل بعد الطلاق في السعودية :
أجرت الجهات المعنية في المملكة العربية السعودية بعض التعديلات على قانون الحضانة القديم، ليخرج قانون الحضانة الجديد رقم 1441.
وحسب الآراء على مواقع التواصل الاجتماعي واستطلاعات الرأي، فإن هذه التعديلات جاءت منصفة للمرأة السعودية، خاصةً أنها تكفل لها حق حضانة أطفالها دون الحاجة للنزاع القضائي مثلما كان الحال سابقًا.
على أن توافق الشروط الموضوعة، وهي:
يحق الأم حضانة أطفالها حتى سن السابعة، في حال لم تتزوج.
أن تكون الأم على دين الإسلام.
أن يكون للأم سكن آمن ومناسب.
أن تكون الأم قادرة بدنيًّا على رعاية الطفل.
أن يبقى الطفل في المملكة العربية السعودية، ولا يخرج منها إلا بإذن الأب.
كما قد تسقط الحضانة عن الأم في الحالات التالية:
إن كانت تعاني من أمراض نفسية أو بدنية، تجعلها غير قادرة على رعاية أبنائها.
إن تزوجت (إلا في حال موافقة الزوج على استمرار حضانتها حتى بعد الزواج، أو في حال ثبوت عدم صلاحية الأب للحضانة).
إذا كانت تعنف الطفل جسديًّا.
إذا قامت بسلوكيات مشينة، كتعاطي المخدرات أو الكحول وغيرها، أو أي سلوك يخالف الآداب العامة.
إن ارتكبت جريمة يعاقب عليها القانون.
هنا تسقط الحضانة عن الأم وتؤول للأب، إذا كان مؤهلًا لذلك.
حضانة الطفل بعد الطلاق وزواج الأم :
بعد زواج الأم فإن معظم القوانين في الدول العربية تسقط حضانة الأطفال بعد الطلاق للأم، إلا في حالة موافقة الأب على الزواج، أو عدم صلاحيته للحضانة ورعاية الأبناء.
أما وفقًا لقانون الأحوال الشخصية المصرية، فيأتي دور الأب في الحضانة في المرتبة الثالثة، إذ تؤول حضانة الأبناء في حال زواج الأم بالترتيب إلى:
أم الأم (الجدة من الأم).
الجدة من الأب (أم الأب).
الأب.
الخالة.
العمة (أخت الأب).
بنات الأخت (حسب الترتيب العمري).
بنات الأخ.
خالات الأم.
خالات الأب.
عمات الأم.
عمات الأب.
إذا رفض الشخص المستحق للحضانة هذا الأمر، فإنها تنتقل للشخص الذي يليه حسب الترتيب السابق، وتنتهي الحضانة بزواج البنت، وبلوغ الأولاد الذكور 15 عامًا، ووقتها يُخير الابن ما إذا كان يريد الانتقال للعيش مع شخص آخر ممن يستحقون الحضانة، كأن يعود للأم أو الأب أو أحد الأقارب.
ولا يزال يوجد كثير من الجدل حول انتقال حضانة الطفل بعد زواج الأم، وهناك مطالبات بضرورة تغيير هذا القانون، بحيث يُترك لسلطة القاضي التقديرية، وأن يُراعي احتياجات الطفل، وألا تُنقل حضانته إذا وُجد من زوج الأم قبولًا، أو إذا كان الأب غير جدير بتربية الطفل، أو أن يكون متزوجًا.
بالفعل فإن بعض الحالات حُكم فيها باستمرار حضانة الأطفال مع الأم حتى بعد زواجها، لكون الأب غير صالح لرعاية الطفل.
استعرضنا معكِ عزيزتي قوانين حضانة الأطفال بعد الطلاق في مصر والسعودية، وبصفة عامة يُفضل أن يكون الأمر بالتراضي بين الزوجين، حتى لا يؤثر ذلك في نفسية الطفل، وأن تكون هناك مساحة للتواصل بين الأب والأم، وأن يمنح الحاضن حق الرؤية وقضاء العطلات وغيرها من المناسبات للطرف الآخر بالتراضي، حتى ينشأ الطفل سويًّا، ولا يترك الطلاق آثارًا سلبية فيه.