
تتّجه الأنظار إلى 15 آب، وما قد يحمله من تهدئة أو تداعيات، في السياق أفادت معلومات بأنّ الموفد الاميركي آموس هوكشتاين سيصل مبدئيا إلى بيروت يوم غد الأربعاء حيث سيلتقي الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي الخميس.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد تحدثت عن وصول مرتقب لهوكشتاين إلى “إسرائيل”، في مهمة لم تتكشف تفاصيلها، لكنها ستشمل بيروت يوم الاربعاء، وأدرجت في سياق استئناف المساعي للتهدئة على الحدود الشمالية، في وقت يتمسك به حزب الله باستراتيجية الغموض حيال نياته، ولا يزال يعتمد “الصمت” المطبق ازاء كل ما يثار حول طبيعة الرد وتوقيته، تاركا الكلام “للميدان” الذي يشهد المزيد من التصعيد.
إلى ذلك، أوضحت مصادر مطلعة لـ”الديار” أنّ الأميركيين لم يطلعوا الجانب اللبناني على تفاصيل الزيارة المفترضة لهوكشتاين، ولم يتحدثوا عن وجود خارطة طريق جديدة، وإنّما هناك فقط محاولة لإعادة الأمور الى سكة التفاوض، ربطا باحتمال الوصول إلى “صفقة حول غزة الخميس المقبل.
في حين أوضحت مصادر “اللواء”، أنّه في ضوء ما سيحصل في مفاوضات الخميس بين الوسطاء واسرائيل، وبانتظار إعلان “حماس” موافقتها على ارسال ممثل لها الى المفاوضات، فإنّ آلية عمل هوكشتاين ستكون على سكة معالجة الشق المتعلق بجبهة الحرب بين حزب الله واسرائيل.
وكانت “النهار” قد سبق وأفادت بأنّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مضى في إجراء الاتصالات المتواصلة مع كل المهتمين بملف وقف اطلاق النار في غزة لمنع توسيع الحرب في لبنان، وبعد اتصالاته مع جميع المعنيين من قادة المنطقة بالملفين الأسبوع الماضي، رغب في التشاور الرباعي حول مفاوضات غزة المرتقبة في 15 آب الحالي، فبادر إلى عقد اجتماع رباعي عبر الفيديو بعد ظهر أمس ضمه والرئيس الأميركي جو بايدن ورئيسي الحكومة الألماني أولاف شولتز والبريطاني كير ستارمر، وتركّزت مناقشات الزعماء الأربعة على وقف اطلاق النار في غزة.
وكان ماكرون اتصل للغاية نفسها في نهاية الاسبوع الماضي بأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وبالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
علماً أنّ الاتصال الرباعي الذي اجراه ماكرون يندرج في اطار التحركات الفرنسية التي بدأت في الأسابيع الماضية مع قيادات المنطقة العربية والرئيس الإيراني الذي اتصل به مرتين ورئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أجل وقف إطلاق النار في غزة ومنع توسيع الحرب إلى لبنان.
و قد قال ماكرون للرئيس الإيراني إن أي ردّ غير متناسب إزاء إسرائيل من ايران على اغتيال إسماعيل هنية يضع المنطقة في خطر كبير.
وعُلم أن الرؤساء الأربعة اتفقوا على بذل كل الجهود لخفض الخطر الذي يهدد المنطقة، كما اتفقوا على ضمان أمن إسرائيل في حال تم الهجوم عليها من إيران كما في نيسان الماضي، واتفقوا على الإسراع في وقف إطلاق النار في غزة وضمان المستقبل في ما بعد الحرب كي تؤخذ في الاعتبار تطلعات الشعب الفلسطيني في غزة. وأكد الرئيس بايدن لنظرائه أنه سيعمل معهم من أجل ضمان أوضاع غزة ما بعد الحرب.
في السياق، أكّد مصدر وزاري مطلع لـ “اللواء” أنّ الحكومة التي تتابع منذ اشهر تطورات المواجهات القائمة، وان رئيسها نجيب ميقاتي الذي ما زال يتابع اتصالاته مع الدول المعنية بوضع المنطقة من اجل وقف الحرب، لم يتلقيا اي تطمينات من الدول التي تقوم بمساعي التهدئة.
واوضح المصدر الوزاري ان كل ما يتلقاه لبنان هو ان ما تقوم به هذه الدول هو “دعوة جميع الاطراف الى وقف التصعيد والعودة الى المفاوضات”، لكن من دون تحقيق اي نتيجة تذكر.
في الإطار، وصف النائب السابق علي درويش الوضع بالمتوتر، معتبراً في حديث لـ”الأنباء” الإلكترونية أنّ مفاوضات يوم الخميس مفصلية خاصة بعد تسلّم يحيى السنوار مهام رئاسة المكتب السياسي لحماس.
ولفت إلى أنّ ضغوطاً أميركية قد تمارس على إسرائيل للقبول بالهدنة والافراج عن الرهائن، كاشفاً عن رسالة أميركية تسلمتها قطر مفادها أنه في حال تم التوصل إلى هدنة في غزة فإنها ستشمل جنوب لبنان، أما إذا لم يتم التوصل الى وقف لاطلاق النار فإن الحرب ستشمل المنطقة كلها.
وعن وجود البوارج الحربية في المتوسط، اعتبرَ درويش أن هذا الأمر مؤشر بالغ الخطورة، إذ لا يمكن لأحد توقع ما قد يحصل في حال فشل المفاوضات وقيام إيران وحزب الله بضرب إسرائيل أو اغتيال شخصيات إسرائيلية رفيعة، مجدداً التأكيد أن الواقع الميداني على الأرض هو الذي يحدد كيفية الرد على اسرائيل وهناك لائحة أهداف قد تنفذها إيران وحزب الله بشكل مباشر أو غير مباشر.