اخبار ومتفرقات

سلاح البلازما… هل هو السبب الحقيقي خلف السماح لإسرائيل بعدوانها على إيران؟

أنا لا أكتب مقالاتي عبثًا، بل أختار موضوعاتي بعناية، مستندًا إلى الكلمات المفتاحية التي يتفاعل معها الرأي العام على “ترند” جوجل. ومع دخول الذكاء الاصطناعي إلى اللعبة، أصبحت أدمج بين الحسّ الشعبي والمعطى الرقمي، لأنتج مقالات تلامس الحقيقة أو تقترب منها بدرجة مقلقة أحيانًا.
وفي الأيام الثلاثة الأخيرة، وتحديدًا بعد الاعتداء الإسرائيلي على إيران، بدأت أبحث عن الأسباب التي دفعت إسرائيل — وهي تدرك جيدًا قدرات إيران العسكرية — إلى مغامرة قد تقودها إلى الانتحار السياسي أو العسكري.

فمن يذهب إلى مواجهة مفتوحة مع إيران، عليه أن يعرف جيدًا أنه أمام دولة ليست فقط قوية عسكريًا، بل تملك من الصلابة الأخلاقية والانتماء الشعبي ما يجعلها أشبه باليابان زمن الحرب العالمية الثانية، كما يشبّهها بعض الخبراء الغربيين.
الشعب الإيراني، كالشعب الياباني، لا يعرف الهزيمة طالما ظل قادرًا على العطاء والتضحية. بلغة أوضح: إسرائيل تدرك أن ما من معركة ضد إيران ستنتهي بسهولة، أو وفق توقيت تضعه هي.

“وللأمانة، أكثر ما لفت نظري بعد بحث استمر لساعات طويلة، مقولة تختصر أسباب الحرب: «عندما تصبح الرواية بحد ذاتها سلاحًا».
أنا عادةً لا أتابع إعلام المحور، لأسباب باتت معروفة للجميع، من بينها المبالغة المفرطة التي أفقدته صدقيته.
المفارقة أن ما حاولت إيران التخفيف من أثره – وهو تصريح أحد جنرالاتها – قام إعلام المحور بتحويله إلى رواية بطولية مطلقة، فإذا بهذه الرواية ترتد سلاحًا على إيران وشعبها، وهم يدفعون اليوم ثمنها.
ولا أعرف متى سيتوقف هذا الإعلام عن البهرجة التي يجرّ معها المحور نحو مزيد من الخسارات، الا يكفي ان هذا الاعلام تحول الى اداة للسخرية بعد طوفان الاقصى وعملية اسناد غزة، بل اصبح كل واحد من هؤلاء الاعلاميين بدل الاعتذار عما قدمه وعرضه من اباطيل، مع كل صاروخ ايراني يسقط على العدو الاسرائيلي يصرخ الم نخبركم وكانه كان يتوقع ان لا يكون هناك اي قوة، لان هذا الاعلام يعرف انه موضع اتهام فيسعى لتبرئة نفسه، لان همه البقاء حتى على اجساد هذا المحور.
أن إعلام المحور لا يعمل باسلوب استراتيجي بل هو اشبه بمجموعة واتس اب هدفها الضخ والضخ دون هدف واضح، مما يعمّق عزلة هذا المحور ويقلب الرأي العام العالمي ضده.”

هنا اعود الى المؤشرات السياسية والعسكرية والإعلامية التي راقبتها خلال بحثي، وجميعها تقاطعت عند تصريح بالغ الأهمية، تداولته الصحافة الفارسية بتوسع، وهو شريط مسجّل للعميد أمير علي حاجي زاده، قائد القوات الجوفضائية في الحرس الثوري الإيراني.
في هذا التصريح، أشار حاجي زاده إلى أن إيران صنعت “سلاحًا استراتيجيًا”، دون أن يسمّيه، وقال إنه لا يمكن للأعداء إنتاج مثيل له، بل ولا حتى صناعة مضادات دفاعية له، لأن سرعته تتجاوز 13 ماخ (أي ما يفوق 15,900 كم/س خارج الغلاف الجوي).

لاحقًا، كشف الجنرال المتقاعد حسين كنعاني مقدم، وهو من مؤسسي الحرس الثوري، أن السلاح المقصود هو: سلاح البلازما.
ما هو سلاح البلازما؟ وهل هو ممكن تقنيًا؟

سلاح البلازما بحسب ما تسرب من مصادر إيرانية ومقربين من الحرس الثوري، لا يشبه القنبلة النووية، بل هو سلاح “نظيف” موجه، لا يسبب دمارًا شاملًا أو خسائر في صفوف المدنيين، بل يركّز على تعطيل الأنظمة الإلكترونية والمجالات الحيوية لدى العدو، من خلال موجات أو جسيمات بلازمية (حالة رابعة من المادة، بين الغاز والمجال المؤيّن).

تحدثت بعض التقارير غير المؤكدة عن قدرة هذا السلاح على تعطيل الطائرات والأقمار الاصطناعية وحتى شبكات الاتصالات والتحكم. وقد سبق وتحدث الروس عن مشاريع مشابهة، لكن إيران وحدها تبنّت على لسان قادتها الإشارة إلى امتلاك مثل هذا النوع من الأسلحة.
وهنا مربط الفرس: إسرائيل وأمريكا، بحسب بعض القراءات، لم يطلقا هذا الهجوم لا لإسقاط النظام، بل لاختبار مدى صحة هذا الادعاء الخطير.
هل تمتلك إيران فعلًا هذا السلاح؟

وإن امتلكته، هل بمقدوره إحداث نقلة في موازين القوة العالمية؟
“وهذه النتيجة تشير الى ان الاعتداء الاسرائيلي هم مغامرة محسوبة… مع انها مقامرة خطيرة”
قد تكون إسرائيل – بتحريض أو ضوء أخضر أمريكي – قد قررت القيام بالاعتداء:
• إن ثبت امتلاك إيران لهذا السلاح: ستُجبر أمريكا على الجلوس إلى الطاولة مع طهران، والتفاوض على معادلة جديدة للطاقة النووية والتسليحية في المنطقة.
• وإن ثبت عدم امتلاكه، أو ظهر أن القدرات الإيرانية فيها ثغرات، ستُستكمل الحرب على إيران حتى إنهاكها، على طريقة الحرب التي أُنهك بها العراق سابقًا.

ويبدو أن الهدف الأمريكي البعيد ليس فقط ضرب إيران عسكريًا، بل زعزعة نظامها من الداخل، بما يؤدي إلى ولادة حكم تابع، منزوع القوة، يفرّط بثروات البلاد مقابل حكام كما في ليبيا وسوريا، وكما كان مطلوبًا من العراق.

فإيران: كنز بالنسبة لواشنطن
ما يجب ألا نغفله أبدًا: أن إيران ليست فقط عدوًا نوويًا مزعومًا، بل هي كنز استراتيجي مغلق منذ الثورة عام 1979. فهي:
• تملك أكبر احتياطي لليورانيوم الطبيعي في المنطقة.
• تحتضن أحد أغنى مناجم الليثيوم المعدن الحاكم في صناعة البطاريات والطاقة المتجددة.
• تملك احتياطي غاز ضخم قادر على تغذية أوروبا لعقود في حال تم ربطه عبر تركمانستان إلى تركيا.
• وتتحكم بممرات مائية أساسية (هرمز، بحر عمان…).

لذلك فإن الحرب – من وجهة نظر أمريكية – ليست خيارًا تكتيكيًا، بل استثمار طويل الأمد.

كنت أتوقع أن تنتهي هذه الحرب سريعًا، والا ستتحول الى حرب كبرى.
لكن ما أراه اليوم أشبه بفتيل الديناميت الذي أُشعل، وسيتطلب وقتًا حتى يصل إلى مركز الانفجار.

ولا أحد يملك اليوم تصورًا واضحًا عن النهاية، فكل السيناريوهات مفتوحة، والفيصل فيها هو: الشعب الإيراني، ونموذج مقاومته وتضحياته.

أرجو أن تنتهي هذه الحرب في مشرقٍ عربي وإسلامي أعياه الخنوع والخديعة والضياع، بعد أن تحوّلت ثرواته من نعمة إلى نقمة، وجعلته ساحة لصراعات لا ترحم، وقوى لا تقيم وزنًا لحياة الإنسان ما دامت مصالحها على المحك.

المقال يعبر عن رأي الكاتب وليس رأي الموقع، شكرا على المتابعة. 

زر الذهاب إلى الأعلى