يُعتبر الطمع من الصفات الكريهة التي لا يستطيع معظمنا التعامل معها والإنسان المتصف بهذه الصفة يسعى دائماً إلى بسط يده على كل شيء ترغبه نفسه ليكون ملكه، من أجل السعي لملء الفراغ الداخلي وتلبية هوى النفس وإرادة القلب، بالسياق التالي “سيدتي” التقت استشاري العلاقات الأسرية آمال إسماعيل، لتُخبرك كيف تتعاملين مع الحماة الطماعة.
مواصفات الحماة الطماعة :
حماة تحتضن زوجة ابنها بمحبة، فالزوجة يجب أن تكتسب محبة حماتها مهما كانت صفاتها لأنها بمكانة والدتها
تقول استشاري العلاقات الأسرية آمال إسماعيل لسيدتي: الحماة الطماعة تمتاز بأنها شخصية شديدة الانتقاد، ومتطلبة، وهي تعشق الاستحواذ على كل شيء أزيد مما تحتاج، كما أنها تبذل قصارى جهدها لضمان بقائها في مركز الاهتمام، وهي دائماً ما تنظر إلى أشياء الآخرين، وتنتظر الحصول منهم على كل شيء وذلك لافتقارها إلى غنى النفس، وغالباً ما تكون أنانيةً وبخيلةً، فتحاول استغلال كل المقربين منها لتحقيق رغباتها، دون خجل لأنها تشعر بأنه حق من حقوقها، والحماة الطماعة لا تُدرك أن صفة الطمع من صفاتها، في حين أنها كما ذكرنا ترغب أن تكون محور الحياة، فتسعى للسيطرة على كل أفراد الأسرة عن طريق المناورة وإعطاء الأوامر، وهي كأم تعتبر أن وقت ابنها المتزوج ملك خاص لها وليس ملكاً لزوجته، فهي بالمرتبة الأولى قبل أي أحد، وتستطيع التصرف به كما تشاء، فهي الأم التي قضت حياتها في تربية ابنها وتعبت من أجله ليصبح رجلاً، ومن ثم يحق لها أن تستحوذ عليه كله فهي سبب نجاحه وتقدمه.
وإذا تابعت السياق التالي ستتعرفين إلى: الطريقة الصحيحة في التعامل مع الحماة
حلول للتعامل مع الحماة الطماعة ولتجنب المشاكل :
فتاة تُساعد حماتها بأعمال المطبخ، حيث تحاول أن تتقرب إليها تجنباً للمشاكل
تقول آمال إسماعيل: التعامل مع مثل هذه الشخصية صعب جداً حتى لو حاولت وضع حدود صحية لتجنب الصراع، فالحماة الطماعة لا تُدرك أو ترفض أن تعترف أن دافعها وراء كل ما تفعله هو الاستغلال والطمع، إلا أن كل مشكلة يمكن تخطيها، وكل عقدة يمكن حلها.
- في البداية يجب عليك أن تتذكري أن حماتك وأم زوجك هي بمثابة أم ثانية لك، والتعامل معها لا بد أن يكون على هذا الأساس، وأن أي خلاف يحدث بينكما، يكون التصرف فيه، كتصرفك مع والدتك تماماً.
- تجنبي البوح مع زوجك بأي تفاصيل سلبية أو إيجابية تحدث بينك وبين حماتك الطماعة، لأنها قد تؤدي إلى المشاحنات والمضايقات والتي أنت في غنى عنها، وحتى لا تتفاقم أي مشكلة وتتطور.
- يجب عليك إرضاء حماتك قدر المستطاع، وكسب دعائها مما يعود بالخير على أسرتك وعائلتك بأكملها، ولا تنظري لما تحاول الاستحواذ عليه، فالاستغلال صفة أساسية بها قد لا تكون مدركةً لها.
- ينبغي عليك تجنُّب أي عصبية أو عنف وافتعال المشاحنات مع زوجك بسبب أفعال أو مواقف والدته، وجعله طرفاً ثالثاً في أي مشكلة بينكما، لأن ذلك سيؤدي إلى نتائج عكسية تماماً.
- حاولي أن تتفهمي مشاعر الحماة الطماعة كأم، لأنها فقدت بقدومك، نصف أحاسيس الحب التي كانت تصلها من ابنها، وربما أكثر من النصف، ففكري في الأمر من منظورك كأم.
- يجب أن يكون هناك تواصل مستمر ومفتوح مع حماتك، والتحدث والنقاش معها بشفافية وصراحة واحترام، مع محاولة لفهم مواقفها وتوجهاتها من أي أفعال أو مواقف، وحتى لا يُساء فهمها.
- عليكِ احترام وجهة نظر حماتك وحقها في التعبير عن نفسها، حتى لو كان رأياً مخالفاً لرأيك، فلكل منا وجهة نظر مختلفة، فتجنبي النقد والجدال معها.
- لا بد أن يكون لديك أسلوب لضبط النفس والثبات الانفعالي مع حماتك، عند حدوث بعض التصرفات السلبية من حماتك، بل عليك الحفاظ على هدوئك وهدوء الحياة الأسرة وعدم تجاوز تلك الأفعال إلى المشاحنات والشجار.
- عليك تشجيع زوجك على بِر أمه وزيارتها باستمرار وسماع شكواها من أي المواقف والأمور الحياتية وإعطائها الفرصة للاستماع إليها وللفضفضة معه.
- يجب حث زوجك على تقديم المساعدة لوالدته والإغداق عليها بالعطاء المادي، حتى وإن لم تكن في حاجة إليها.
- بادري بالعطاء في المشاعر الطيبة والحانية للحماة الطماعة هي في أمسّ الحاجة إلى مَن يستمع إليها ويحنو عليها بمشاعر طيبة.
- لا بد من تحديد الحدود مع حماتك بوضوح سواء الحدود الشخصية أوالعائلية أو المالية، وعدم السماح بتخطي هذه الحدود، ولا تتركي حماتك تُعبرعن طموحاتها ورغباتها على حساب سعادتك وسعادة زوجك.
- الحرص على مجاملة حماتك دائماً، مع تقديم الثناء والمديح وقول الكلام الطيب لها، فالكلام له مفعول السحر على حماتك.
- حافظي على استقلاليتك وحريتك وحياتك الشخصية والخاصة مع أسرتك، ولا تسمحي بتدخل حماتك المُفرط في أمور حياتك الشخصية وقراراتك.
- حاولي تقريب وجهات النظر مع حماتك والبحث عن حلول مشتركة، لأي مشاكل أو توترات تواجهونها.
- التعامل مع حماتك الطماعة يحتاج إلى الكثير من الصبر والنفس الطويل، فتَروي وتعاملي في كافة الأفعال والمواقف بحكمة وتعقل.
- يمكنك الانسحاب من الحوار فور تطورالأجواء بينكما، إن أصبحت العلاقة مشحونة ومتوترة.
- الاتفاق مع زوجك بعدم السماح لأي شخص مهما كانت درجة قرابته، بالتدخل في حياتكما الخاصة دون استئذانكما معاً.
- لا تتحدثي عن حماتك الطماعة بسوء أمام زوجك أو أحد أفراد العائلة، حتى لا تضعي نفسك في موقف سيئ وإن كان معكِ الحق في ذلك.
- يمكنك طلب المساعدة من المقربين إذا كانت الأمور تتفاقم وتزداد سوءاً مع الحماة الطماعة والتي أصبح من الصعب التعامل معها، ولذلك لا تترددي في طلب المساعدة من استشاري علاقات أسرية لمساعدتك في حل الصعوبات.