تُعتبر مرحلة الشيخوخة من المراحل الصعبة التي يمر بها الإنسان عند تقدُّم عُمره، ولنعلم أنه بمرور الأيام والسنين سنصل إلى ما وصل إليه كبار السن من آبائنا وأمهاتنا وأرحامنا، لأن العمر يمر بنا من دون أن نشعر، ونستيقظ من النوم فجأة وقد غزا الشيب رؤسنا، وعلينا في التعامل مع كبار السن إقامة علاقة قوية معهم، وذلك في سبيل خدمتهم وتلمس حاجاتهم واحتساب الأجر والثواب من الله، بالسياق التالي تعرفي على طرقاً بسيطة للتعبير عن اهتمامك بكبار السن.
كبار السن يستحقون كل الاحترام والمحبة والرحمة :
يقول استشاري العلاقات الأسرية والإنسانية د. أحمد عبدالخالق : يحتاج كبار السن للرعاية والاهتمام طوال الوقت، فالتعامل معهم يحتاج لكثير من التفهم والتقدير، نظراً لضعفهم وتقاعدهم عن العمل وإصابتهم بأمراض الشيخوخة،، فالمسن يحتاج إلى معاملة من نوع خاص حتى لا يشعر بأنه عبء ثقيل على عاتق أسرته، ففي هذه المرحلة يصبح الإنسان أكثر عرضة إلى الإصابة بالأمراض وقلة النشاط والحيوية وانعدام القدرة على كثرة الحركة والتنقل، حيث يحتاج في هذه المرحلة إلى رعاية صحية ونفسية وجسدية، لذا لا بد أن يكون التعامل مع كبار السن محفوفاً بالاحترام والمحبة والرحمه، فالعناية بالوالدين تُعتبر من الأولويات التي تحتاج إلى اهتمام خاص، خصوصاً أنهم يصبحون أكثر حساسية كلما تقدموا في العمر.
الاهتمام بكبار السن لا يحتاج لمجهود كبير :
يقول د. أحمد عبدالخالق إن من المكارم العظيمة، والفضائل الجسيمة البر والإحسان بكبار السن، ورعاية حقوقهم، والقيام بواجباتهم، والسعي لإزالة الهموم والأحزان عن حياتهم، وعمل بسيط لهم يُسعدهم، فيردونه لك بدعوات تُرضي الله ثم قلبك وخاطرك.
زيارتهم بانتظام :
تُعتبر الزيارات المتكررة من أبسط الطرق لإظهار الاهتمام بالوالدين كبار السن، فزيارتهم لها تأثير إيجابى كبير على صحتهم، وتساعد على رفع الروح المعنوية وتحسين الحالة النفسية، وتؤثر بالطبع على صحتهم بالإيجاب، وقضاء الوقت معهم، سواء في المنزل، أو في الخارج، فهذا يُسعدهم ويُعزز من تواصلهم الاجتماعي، ويُساعدهم في حفظ ذاكرتهم والتفاعل المستمر.
الاستماع الفعال :
ويشمل الاستماع والإصغاء الفعّال والتركيز الكامل والتفاعل مع المحادثة، والقدرة على تحويل الانتباه إلى الشخص كبير السن الذي يتحاور معك ويحدّثك، وضرورة أن يولي فيها المستمع لكبار السن كل اهتماماتهم ويحاول فهم مشاعرهم واحتياجاتهم، ومنحهم الوقت الكافي للتعبير عن آرائهم ومشاعرهم من دون التدخل أو المقاطعة، لاستيعاب الرسالة الكاملة التي يرغب كبار السن بإيصالها إليه.
الاهتمام والتفهم :
شابة تُدخل السرور على قلب سيدة من كبار السن فتجمل لها أظافرها فالاهتمام بكبار السن وإسعادهم لا يحتاج لمجهود كبير
أظهر اهتماماً حقيقياً بما يقوله كبار السن وعبّر عن التفهم والتعاطف. قد يشعر كبار السن بالوحدة أو عدم الاهتمام من الآخرين، لذا فتقديم الدعم العاطفي والمشاركة في حياتهم يمكن أن يكون له تأثير إيجابي كبير.
استخدام لغة الجسد :
تذكر أن لغة الجسد تلعب دوراً هاماً في التواصل، استخدم لغة الجسد المفتوحة مع كبار السن، مثل التوجه نحوهم، والابتسامة، وتجنب النظرات الاستفزازية أو الانزعاج.
الاتصال بانتظام :
اتصل بكبار السن بشكل دوري للاطمئنان على حالهم وسير يومهم. وبحسب الخبراء تُعتبر المكالمات الهاتفية مهمة، خاصة لأولئك الذين يعيشون بمفردهم، حيث يمكن أن تساعدهم في بدء يومهم على نحو إيجابي.
عدم التقليل من شأن الكبير :
أوالاستخفاف به، يمتلك كبار السن خبرة طويلة في الحياة وتجارب متنوعة، فهم أكثر حكمة من غيرهم من صغار السن، لذا يجب من باب الاحترام عدم الاستخفاف بما قاموا به وبذلوه من أجلنا بل يجب احترامهم وتقديرهم والأخذ برأيهم بخصوص العديد من القضايا والمشاكل التي قد تواجهنا في حياتنا، كما ويمكنك طلب نصيحة منه، حتى لو كنت مثقفاً ولديك القدرة على اتخاذ القرار وحدك، سيكون لذلك أثر كبير في نفوسهم وسيعكس ذلك مدى احترامك لهم.
تذكر تضحياتهم وجهودهم :
الأب والأم وكبير السن بحاجة إلى تذكيره بما قدَّم، ففي التشجيع راحة معنوية وإثابة على ما قدمه من خير وبر، وفي الإهانة والتحقير قتل للنفس، وإهانة للروح، اجلس بجوار كبير السن، واشكر له تضحياته وذكِّره بمآثره وكرمه ونبله، فهذا يساعده على الشفاء من أمراضه، والتفاؤل والقدرة على الحياة.
مرافقتهم ومشاركتهم نشاطاتهم اليومية :
يحتاج الوالدان في سن الشيخوخة إلى رفيق يسمع لهم ويجلس بجوارهم أكثر من أي وقت مضى؛ لذا يجب أن يحرص الأبناء على مشاركتهم الأنشطة اليومية خارج المنزل أو داخله.
تقديم الرعاية لكبار السن :
يمكن إظهار الاحترام لمن هم أكبر سناً عن طريق خدمتهم، يتوجب على الأبناء رعاية والديهم ومساعدتهم في قضاء أمورهم التي يواجهون صعوبة في إنجازها وحدهم فقد كبرت أجسادهم وأصابها التعب، وعليك أن تراعي أن تكون لطيفاً عند خدمتهم، فقد يقوم البعض على الخدمة لكن دون أن يكون لطيفاً إلا أن الاحترام المطلق يكون بتقديم الخدمة والمساعدة بلطف ومحبة من دون شكوى أو تذمر يمكن أن تزعج الكبار في السن.
تحضير الوجبات لهم :
ادعُ أحد كبار السن لتناول وجبة مطبوخة في منزلك مع العائلة والأطفال، واعتبر ذلك حدثاً منتظماً. وفي أوقات أخرى، احرص على طهي الطعام لهم وتوصيله لمنزلهم.
الاحتواء النفسي لكبار السن :
تكون الحالة النفسية للإنسان في تلك الفترة العمرية في أدنى مستوياتها خلال مرحلة الشيخوخة، لذلك يتعين على مقدم رعاية المسنين بالمنزل أن يوفر لهم الاحتواء النفسي اللازم لتجنب الدخول في نوبات اكتئاب أو قلق مزمن قد يكون لهما تبعات ومضاعفات غير مرغوب فيها، تؤثر على الحالة الصحية للمسن.