جبيلجبيل المدينةجبيليات وكسروانيات

سماحة الشيخ محمد الزعبي من كفر زبونا: يزيد أراد قتل النهج الإسلامي من خلال قتله للإمام الحسين عليه السلام

سماحة الشيخ محمد الزعبي: يزيد أراد قتل النهج الإسلامي من خلال قتله للإمام الحسين عليه السلام

في اليوم الثالث من شهر محرم، وفي مسجد الصديقة فاطمة الزهراء عليها السلام في كفر زبونا، اجتمع المحبون للإمام الحسين عليه السلام، للترحيب بالزائر الكبير صاحب الفضيلة سماحة الشيخ محمد الزعبي، عضو تجمع العلماء المسلمين في لبنان، يرافقه سماحة الشيخ فراس السنكري.

وبحضور قلوب خاشعة، تلا سماحة الشيخ فراس السنكري آيات بينات من الذكر الحكيم. ثم تحدث فضيلة الشيخ محمد الزعبي عن أسباب استشهاد الإمام الحسين عليه السلام، حيث قدم مطالعة تاريخية دينية مدعمة بأحاديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

بدأ سماحته الحديث منذ لحظة مبايعة رسول الله للإمام علي عليهما السلام خليفة على المسلمين، وأن هذه المبايعة ليست فقط مبايعة زمنية ومكانية، بل هي مبايعة بأن نهج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سيستمر. واستمرار نهج رسول الله حرك كل شياطين الأرض ودعاة الفساد من أجل القضاء على الإسلام الحقيقي.

فكانت الخطة والخطوة الأولى للشيطان وأتباعه من أجل وقف رسالة الله هي إبعاد المسلمين عن أهل البيت عليهم السلام. وكان حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “إنّي أُوشكُ أن أُدعى فأُجيب، وإني تاركٌ فيكم الثَّقَلَين، كتابَ اللهِ عَزَّ وجَلَّ، وعِتْرَتي، كتاب الله حَبلٌ ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أَهْلُ بيتي، وإن اللطيف الخبير أَخبرني أَنهما لَن يفترقا حتى يَرِدا عليّ الحوض، فَانْظُرُوني بِمَ تَخلُفُونِي فيهما”.

هو من أوضح الأحاديث التي تشير إلى أنه بعد وفاة الرسول، وبحال لم تتمسك الأمة بالثقلين كتاب الله عز وجل وعترتي، فإن الأمة ستضيع. وللأسف أن غالبية الذين اتخذوا دينهم هواهم وأرادوا ضياع الأمة عملوا على إبعاد المسلمين والأمة عن الثقلين، بل واستبدلوهما بالكثير من الأحاديث الضعيفة.

لذلك، مقتل الإمام الحسين ليس في العاشر من محرم، بل من لحظة نقض بيعة الإمام علي عليه السلام. وكل ما جرى مع أهل البيت هو في ذات السياق، كي يسقط الإسلام يجب إقصاء المسلمين عن أهل البيت.

لذلك، قتل الإمام الحسين من قبل يزيد وبني أمية بالامس وما يرتكبه الأمريكيين ومخططات الصهيونية، هو نهج لقتل الإسلام. اضافة الى الذين ادعوا الإسلام على مر التاريخ وهم لا يريدون إسلام النبي وأهل بيته، بل يريدون الإسلام الذي يحقق مصالحهم الخاصة.

فرعون كان يؤمن بدين ولكن الدين الذي كان يحقق مصالحه، وعندما جاء نبي الله موسى بالدين الحنيف، “قال فرعون ذروني أقتل موسى وليدع ربه إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد”

لذلك، تحدث الإمام الحسين عليه السلام بكلامه الشهير: “الناس عبيد الدنيا والدين لعقٌ على ألسنتهم يحوطونه ما درت معائشهم، فإذا مُحصوا بالبلاء قل الديانون”.

وختم سماحته قائلاً: إن استشهاد الإمام الحسين هو من أعظم الأمور التي أصابت الأمة، ويجب على كل مسلم أن ينظر إلى الحق، الحق الذي قال عنه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إنه مع علي وعلي مع الحق. وحديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم: “يا عمار، إن رأيت عليا قد سلك واديا وسلك الناس كلهم واديا فاسلك مع علي فإنه لن يدليك في ردى ولن يخرجك من هدى”.

ونحن اليوم عندما نتحدث عن الإمام المهدي وندعو الله أن يجعلنا من المستشهدين بين يديه، فإن بقتالنا لكل مستكبر وظالم واستشهادنا على هذا الخط يعني استشهادنا بين يدي الإمام المهدي عليه السلام. لعن الله من ظلم أهل البيت عليهم السلام، وكل من خرج على أهل بيت الرسول ليس بمسلم. وفي مصطلح إسلامي، المؤلفة قلوبهم هم قوم دخلوا في الإسلام من غير أن يرسخ الإيمان في قرارة نفوسهم، وقد كان لهم تأثير في مجتمعهم بسبب مكانتهم الاجتماعية. ومن بين هؤلاء أبو سفيان بن حرب ويعلى بن أمية، فقد كان النبي يعطيهم نصيباً من الزكاة من أجل تأليفهم لما لهم من مكانة في مجتمعهم القرشي.

وفي نهاية الكلمة المباركة، كان لسماحته قصيدة عن حبه لال البيت عليهم السلام حركت العواطف واشعلت القلوب ننشرها بمنشور خاص ان شاء الله تعالى.

واختتم اللقاء مع قارئ الجلسة العاشورائية سماحة الشيخ علي ترمس.

زر الذهاب إلى الأعلى