استقرار الزواج ونجاحه يتوقف على مدى التفاهم والرضا بين الزوجين، وغياب التواصل العاطفي بين الأزواج يعمل على خلق فجوة عاطفية كبيرة بين الرجل والمرأة، وفقدان المودة والسكن النفسي بين الزوجين، فالتواصل العاطفي له دور مهم جداً في استقرار الحياة الزوجية، وهو السبيل الوحيد للسعادة الزوجية.
– لماذا التواصل العاطفي بين الزوجين أمر مهم؟
التواصل العاطفي بين الزوجين أمر مهم
تقول استشاري العلاقات الأسرية والإنسانية، د. علياء النشرتي، : التواصل العاطفي بين الزوجين أمر مهم للحفاظ على الزواج؛ وذلك لحماية طرفيها من حدوث تباعد عاطفي بينهما، كما يحدث في بعض الزيجات غير المستقرة، والتي يحدث في صرحها التصدُّعات والشروخ، بل يكاد يصل إلى الانهيار الكامل، وللتواصل العاطفي بين الزوجين أهمية كبرى؛ فهو يوثق أواصر الحب والمودة بينهما، ويزيد من تقاربهما وتفاهمها، ويعزز مقدرتهما على تخطي المشكلات، على أن أسلوب تواصل الزوجين هو الذي يحدد استمرار نجاح العلاقة الزوجية أو انهيارها.
وإذا أردت التعرف إلى طرق تساعدك على التواصل مع الآخرين، فيمكنك متابعة كيفية تحسين مهارات التواصل مع الآخرين
– طرق يمكن اتباعها لتعزيز التواصل العاطفي بين الزوجين
تقول د. علياء النشرتي: لابد أن تكون العلاقة الزوجية علاقة تواصل دائم، وحب متجدد، فهذا يُسهم في تكوين أسرة سليمة، فالملاحظ أن السلوك الرومانسي بين الزوجين يظهر دائماً في بداية الزواج، ثم ينخفض بعد فترة، ليبدأ الملل يتسرّب إلى هذه العلاقة، ويمكن تعزيز التواصل العاطفي بين الزوجين من خلال:
• الحوار الصريح :
يجب على الشريكين الحديث بصراحة عن مشاعرهما وأفكارهما
يجب على الشريكين الحديث بصراحة عن مشاعرهما وأفكارهما؛ حتى يتمكنا من فهم بعضهما البعض بشكل أفضل، فبسبب تراكم الغضب والمشاعر السلبية دون التعبير عنها ومناقشتها، قد يؤدي إلى استياء من الطرف الآخر، لذلك لابد من فتح الحوار بينكما والتحدث عن المشاكل التي تواجهكما، وما يمكنكما القيام به للتغلب عليها.
• الإنصات بشكل جيد
لابد من الإنصات بشكل جيد ومحاولة فهم مشاعر واحتياجات الطرف الآخر، فقد تكون هناك أسباب معينة وراء انخفاض مستوى الحب بينكما، والإنصات سيؤدي لفهم هذه الأسباب والعمل على حلها، ويتيح الاطلاع على وجهات نظر الطرف الآخر، والتفكير في الأمر، وهي أداة مهمة لتعميق التواصل العاطفي بين الطرفين.
• تبادل الهدايا الرمزية
المجاملات التي كانت تشعل لهيب العواطف بين الزوجين اختفت في زحمة هذه الحياة ومشاغلها، لذلك نجد أن تبادل الهدايا الرمزية التي تحمل في مضمونها معاني رومانسية، كالاهتمام بذكرى الزواج، والمناسبات المهمة للطرف الآخر، تعمل على تحسين التواصل العاطفي بين الزوجين، أيضاً مفاجأة الزوج للزوجة أو العكس برسالة حب وتقدير، وتقديم الزهور تعني الكثير بالنسبة للطرفين، فالهدية لها مفعولها الساحر في تنشيط العواطف بين الزوجين، في ظل ضغوط الحياة الحالية.
• استيعاب المشاكل قبل تفاقمها
يترك الزوجان المشكلة حتى تتفاقم، ثم تتملك منهما مشاعر الغضب، ثم تتوالى عملية البحث عن حلول، فيجب الإفصاح عن المشاعر السلبية التي تدور داخل كل من الزوجين أولاً بأول، مثل الغضب أو الغيرة أو الحزن، فهذا سيسهم في استيعاب كل من الزوجين لمشاعر الآخر، وبالتالي يتمكنان من الوصول إلى حل للمشكلة وتخطي الأضرار النفسية في وقت مبكر.
• التعامل بلطف
وهذا التعامل يتعلق بتجنب الكلمات غير اللائقة بينكما، وإلقاء كلمات لطيفة باستمرار؛ مثل: “شكراً”، و”من فضلك”، ربما تبدو خطوة بسيطة، ولكنها فعالة وذات جدوى في إظهار القليل من الامتنان والذوق والاحترام للطرف الآخر، وهذا التواصل يعتبر بمثابة جسر من التواصل والاحترام وإظهار الود وحسن المعاشرة بينكما.
• الثقة
الثقة أحد أهم مكونات التواصل العاطفي، فلابد من بناء الثقة بينكما وتجنب الشك والغيرة الزائدة، فالثقة هي أساس قوي لأي علاقة، وتساعد في تحسين الاتصال بين الشريكين وتقوي الحب، ويمكنكما بناء الثقة بتحديد الأهداف المشتركة والعمل على تحقيقها معاً، وأيضاً بالوفاء بالالتزامات والتعهدات التي تقومان بها.
• إحياء الرومانسية
حاولي إحياء الرومانسية في علاقتكما، وعدم الاستسلام للروتين اليومي، فالرومانسية هي عالم من الأحاسيس الحقيقية الدافئة والقادرة على احتواء الطرف الآخر بمجرد التواصل بالنظر إلى عينيه، والشعور بها بدون أي بوح، فيمكنك تخصيص وقت معين في نهاية الأسبوع لقضاء وقت ممتع معاً، وإظهار الشغف والحب والاهتمام بطرق مختلفة؛ مثل الإعداد لوجبة عشاء رومانسية، أو تحضير هدية صغيرة.
• تبادل الدعم
والدعم هو أن تتشاركا في تحقيق الأحلام والطموحات معاً، فيجب أن يكون كل منكما هو الجمهور الأول لشريك حياته، ولابد من الوقوف بجانب الآخر في كل المسؤوليات واحتواء بعضكما لبعض.
• أنتما كيان واحد
يتحقق التواصل العاطفي بين الزوجين من خلال شعور كل طرف بالآخر، (المصدر: pexels)
وذلك يتحقق عندما يتفاهم ويتناغم الزوجان ويشعر كل منهما بالثقة والأمان مع الآخر، ويطمئن كل منهما للآخر، فالتفاهم والثقة والوضوح والاحترام والعدل وحسن المعاشرة؛ كل ذلك من الطبيعي أن يُنبت مودة ورحمة وسكناً، فيكونان كياناً واحداً،وتذكّرا دائماً أنكما تسيران في نفس الطريق.
• الشعور بالآخر
يتحقق التواصل العاطفي بين الزوجين من خلال شعور كل طرف بالآخر، بتعبه أو آلامه أو انشغاله بالتفكير بمشكلة ما، سواء داخل الأسرة أو خارجها، وانتباهه له وقوة ملاحظته لكل ما يطرأ، كما أن ذلك سيعزز من التواصل العاطفي بين الزوجين.
• الخوف على أحاسيس الآخر
لا يوجد أجمل من شعور الزوجين بأن كليهما حريص على مشاعر الآخر ولا يريد جرحه، ففي ذلك تعميق للمشاعر الدافئة التي جمعت كل منهما بالآخر.
• أهل الزوجين ودورهم في التواصل العاطفي بـينهما
صلة الأرحام سبيل إلى الجنة، والزواج يوسع دائرة الرحم، فعلى الزوجين مساعدة بعضهما على تحسين العلاقات إلى أقاربهما معاً دون تفريط في حق أي من الطرفين وحسن مقابلتهم، والسؤال عنهم، كل هذا سيزيد ويقوي جسر التواصل العاطفي بينكما.
• طلب المساعدة من المتخصصين
وفى حالة فشل الخطوات السابقة في إعادة التواصل في العلاقة بين الزوجين، يفضل طلب المساعدة من أي متخصص في العلاقات الأسرية، الذى يقوم بدوره في المساعدة على إعادة بناء وتقوية أواصر التواصل العاطفي بين الزوجين.