الزوجان هما رفيقا العمر وشريكا حياة، خلقهما الله ليسكن كل واحد منهما للآخر؛ فطريقهما واحد، وأهدافهما المشتركة واحدة، والحياة الزوجية تقوم على المشاعر الطيبة والمودة والرحمة، فحينما تُفتقد المودة تُفتقد الرحمة، وحينما تُفتقد الرحمة يُفتقد المعنى الحقيقي للزواج، وإذا عمَّ الحب بين الزوجين؛ ترابطت الأسرة وارتقت الحياة الزوجية للأفضل، «سيدتي» التقت استشاري العلاقات الأسرية د. دراز أمين إسكندر، في حديث عن طرق تنمية المودة والمحبة بين الزوجين يقول د. دراز لـ«سيدتي»: «مشاعر الحب بين الزوجين تحتاج إلى التجديد؛ حتى لا تموت اللهفة مع الوقت والرتابة والروتين، وتجديد مشاعر الحب بين الزوجين من الأمور المهمة، التي تحتاج إلى روافد تغذيه؛ حتى لا يضعف أو يزول، فالمودة والمحبة في الحياة الزوجية هما الجاذبية التي تشد كلا الزوجين نحو الآخر». وهكذا وعبر الخطوات التالية يتم شحن شحن مخزون الحب بين الزوجين وتنميته
• المحافظة على أسرار حياتهما الزوجية :
شحن مخزون الحب بين الزوجين وتنميته
يقول د. دراز إن الحفاظ على أسرار البيت من أهم الأسس التي تُبنى عليها العلاقة الزوجية الصحيحة، ولا يجوز للآخرين اختراقها حتى إن كانوا أقرب المقربين؛ لذلك عندما تُفشى هذه الأسرار تتزعزع العلاقة الزوجية وتنهار، فيجب أن تبقى هناك مساحة خاصة للزوجين فقط؛ فالحفاظ على أسرار البيت يقوي العلاقة الزوجية، ويجعلها متينة وقادرة على مواجهة ظروف الحياة، والأسرة التي يقوم أحد الزوجين فيها بكشف ما يدور بينه وبين شريك حياته، ولا يقدر حرمة هذه العلاقة وقدسيته؛ لن تستقر أبداً، ولن يعيش الزوجان فيها في سعادة، إلا أن يقلعا عن هذه العادة.
• إحياء الرومانسية في التفاصيل البسيطة :
يقول د. دراز : من أهم الأمور التي تساعد على زيادة المودة والمحبة بين الزوجين هي الرومانسية في علاقتهما، وعدم الاستسلام للروتين اليومي؛ فهي أحد مسببات التناغم والوفاق بين الزوجين، ولأنها تعني الهدوء وخلو البال من التفكير في الضغوط والأعباء، فيمكنك إظهار الحب والاهتمام بطرق مختلفة، مثل القيام بأنشطة جديدة معاً، مثل الذهاب في رحلة، أو الإعداد لوجبة عشاء رومانسية أو تحضير هدية صغيرة هذه اللحظات الممتعة والرومانسية، يمكن أن يزداد شعوركم بالسعادة الزوجية، وأن تعيد إحياء الحب وتجديدة وتقوية العلاقة بينكما.
• ممارسة الرياضة معاً :
إن ممارسة الرياضة مع زوجك لها تأثير كبير في العلاقة الزوجية؛ فهي أحد أهم الأنشطة اليومية التى تضمن للجسم النشاط الدائم، والتمتع بالصحة، وممارسة التمارين معاً يمكن أن تحسن علاقة الزوجين بسرعة، وتزيد من المودة والمحبة بين الزوجين من خلال قضاء وقت ممتع معاً، وتحسين اللياقة البدنية والنفسية، وتخلق جواً من التعاون والتشارك بينكما، وتعطي دفعة قوية لعلاقتكما، وتعمل على زيادة تركيزكما على الأمور الإيجابية في أمور حياتكما.
• احترام الخصوصية :
يقول د. دراز إنه لا يصح أن يحاول كل منكما خرق خصوصيات الآخر، وهذا أمر يجب أن يُحترم بين الزوجين، وانتهاك تلك المساحة من الخصوصية؛ فلا بُدَّ من احترام خصوصية زوجك، وحقه في الاحتفاظ بجانب من أسراره بعيداً عنكِ؛ فهذا سيعطي له قدراً من الأمان والحرية، فامنحي زوجك بعض الوقت للانفراد بنفسه، أو للخروج مع أصدقائه، أو زيارة أقاربه، وامنحيه شيئاً من الحرية من أجل أن يشعر أن الزواج ليس سجناً.
• التفاهم الواعي :
التفاهم الواعي هو حجر الأساس فى خلق أسرة سعيدة
التفاهم الواعي هو حجر الأساس فى خلق أسرة سعيدة، وهو يحقق الانسجام، ويعمل على تجديد المشاعر بين الزوجين وتحقيق المودة والمحبة بين الزوجين، وهو أحد أهم وسائل الاستقرار الأسري؛ لأنه يخلق بيئة هادئة مطمئنة يخيم عليها الحب والعشرة الطيبة، وتساعدهما على اكتشاف وتنمية مشاعرهما الطيبة.
• الغيرة المعتدلة :
الغيرة المعتدلة من الأمور المحمودة؛ فهي تجعل الحب متدفقاً طوال الوقت بين الزوجين، وهي تدعم المعاشرة بالمعروف بين الزوجين، وهي تنمي الحب ولا تقتله، لكن الغيرة الشديدة تدمر العلاقة الزوجية، وتنقلها من الأمان إلى القلق والشك؛ لذلك يجب أن يحرص كل واحد من الزوجين على أن تكون غيرته على شريك حياته في إطار الآداب والأخلاق؛ فلا مجال لسوء ظن، أو اتهام عشوائي ظالم.
• الإشباع العاطفي بين الزوجين والرضا عن الحياة :
وهو ارتواء قلبي الزوجين بالحـب والحنـان، وهو أهم وسائل تحقيق المودة والمحبة بين الزوجين بحيث لا يكون عندهما نقص في المجال العاطفي، فيبحثان عنه خارج حدود الإطار الزواجي أو الشرعي، فالوقت الذي يقضيه الشريكان مع بعض، والتزامهما بالواجبات والمشاعر في ظل تبادل العلاقة والتفاعل الإيجابي للعلاقة، التي تسودها المودة والألفة والرحمة والسكن والمشاركة في المصالح والفعاليات المشتركة بين الزوجين، ينشأ عنه التعبير عن الحنان والحب والثقة المتبادلة، والتفاهم .
• تبادل الهدايا وإن كانت رمزية :
لا شك في أن الهدية توطد العلاقة بين الزوجين، وتزيد من المودة والمحبة بين الزوجين، والهدية تعزز مكانة الرجل عند زوجته، وخاصة إذا كان تقديمها مجرداً من أي نوايا أو مناسبات، ولأنها تشعرها بكيانها، وتخفف من الضغوط الاجتماعية عليها، والعطاء في حد ذاته يشعرها بالسعادة، وبالتالي فهذا كله ينعكس على استمرارية العلاقة الزوجية بدفء وحب يجعلان الزوجين يعيشان في سعادة.
- قواسم مشتركة :
لا بُدَّ أن تكون للزوجين قواسم مشتركة فكرياً وعاطفياً وأهدافاً، وتلك القواسم هي رابطة الحب، ورابطة الهدف، ورابطة الرغبة في البقاء معاً، وهي من أهم أسس المشاركة الفعالة؛ لأن كل طرَف يقدم مشاركته للآخر بحوافز متعددة، ودوافع مختلفة، الغاية منها هو التقارب معه أكثر، والمشاركة الفعالة تُضفي على العلاقة الزواجية معناها وقيمتها وقدسيتها؛ فبالمشاركة الثنائية حول كل شيء يشعر الزوجان أن حياتهما بعد الزواج صار لها مذاق آخر، غير أنه لذيذ وممتع، ومثير وعميق، ورائع وجميل.