
“خيانة الحق”
“للأسف الشديد، يوجهون دائماً اللوم إلى المقاومة على دفاعها الشرس عن لبنان، بينما يغضون الطرف عن العدو الذي خطط لإبادة هذا الوطن، وكان الموعد 12 أكتوبر. كل ما قامت به مقاومتنا هو أنها استبقت الكارثة وسندت الجبهة، فجاء الرد باتهامنا بأننا سبب الحرب.لقد أكدت بعض الوكالات الصهيونية اعترافات الكيان أن الحرب كانت محتمة علينا، ومن الدلائل تفجير البيجيرز الذي كان مخطط له مع الدخول البري، أن الحرب ليست خيارنا، فنحن نطمح إلى السلام أكثر من أي طرف سياسي، لكننا لن نقبل أن يكون ذلك على حساب كرامتنا أو تحت شروط عدونا. هؤلاء قوم يتوهمون أنهم جبابرة الكون، وأنه تحت سطوتهم، والدليل واضح في مشروع التطبيع. من يطبع يعيش في رفاه، ومن يرفض التطبيع فمصيره الحرب الاقتصادية، النفسية، والعسكرية. والتطبيع يعني أن نعترف بأن فلسطين، أرض الشهداء، هي ملك للصهاينة. بالله عليكم، ألا يذكركم هذا بموقف كربلاء حين طلب يزيد من الإمام الحسين(ع) أن يعترف به كخليفة للمؤمنين وإلا فالسيف؟ أليس ما نراه اليوم هو نفس السيناريو، ولكن بوجوه وأحداث جديدة؟ كيف يُطلب منا أن نخون المدرسة الحسينية ونتخلى عن مبادئنا لنصبح تابعين لكيان صهيوني تأسس على القتل البشع والتسلط على المستضعفين؟ هل يمكن أن يكون هناك شك في أننا لسنا على حق؟
ألسنا أتباع من قال: (لو علمنا أننا نُقتل ثم نُحرق ثم نُنشر في الهواء، ثم نُحيَا ثم نُقتل ثم نُحرق ثم نُنشر في الهواء، ويفعل بي ويفعل بنا ذلك ألف مرة، ما تركتك يا حسين)؟
كيف تطلبون منا أن نساوم مع عدو يريدنا أن نعترف بأنه صاحب الأرض التي اغتصبها؟ أليس ذلك هو الذل بعينه؟
هل يُعقل أن يكون أمثال الشيخ “حسن الحج حسين” والسيد “محمد علي الحسيني” من أصحاب الحق؟ هؤلاء الذين باعوا مبادئهم بثمن بخس، وتزيّنوا بالدنيا لإرضاء أسيادهم الذين يتحكمون في مصائرهم. اختاروا عبودية المال والكراسي والمصالح على حساب الحق ونصرة المظلوم، فهم لا يعبدون إلا الدنيا ومظاهرها، ويستغلون موقعهم الديني لتحقيق ذلك. لعنة الله عليهم وعلى أمثالهم، وحشرهم الله مع من يحبون من ترامب وأتباعه.
“نحن لا نغير موقفنا، فإذا استشهدنا، انتصرنا، وإذا انتصرنا، فزنا.”
ريما فارس