إن العلاقات الزوجية الناجحة والصحية تتطلب تفانياً وجهداً مستمراً من الزوجين، فهي العلاقة التي تبنى على أسس متينة من الثقة المتبادلة، والاحترام، والتفاهم العميق بين الطرفين، ويشعر فيها كل طرف بالأمان والاستقرار، لذلك فالعلاقة الصحية هي حجر الأساس لزواج مستقر وسعيد ومستدام، بالسياق التالي تعرفي إلى كيفية بناء علاقة زوجية صحية ومستدامة.
العلاقة الزوجية ليست علاقة إنسانية سهلة :
زوجين سعيدان بحياتهما الزوجية ومتكاملان
تقول استشاري العلاقات الأسرية د. ليلي السعدني : العلاقة الزوجية ليست سهلة علي الإطلاق، فهي علاقة قويّة وصعبة نتيجة اختلاف الطباع الشخصية بين الطّرفين، ولإنجاحها يجب أن يسعى كلّ طرف لإيجاد طرق سليمة ووضع أسس جوهريّة لتحقيق هذا النّجاح والمحافظة على الطّرف الآخر، والاستثمار في العلاقة يمكن أن يؤدي إلى علاقة زوجية صحية، وحياة زوجية مليئة بالسعادة والرضا، فبالتوازن بين الحب والاحترام والتواصل الفعّال، يمكن للأزواج بناء علاقة زوجية تدوم للأبد.
نصائح لبناء حياة زوجية مثالية طوال الحياة :
تقول د. ليلي السعدني إن بناء علاقة زوجية صحية بين الزوجين أمر ضروري للاستقرار والنجاج وهو من المفاتيح المهمة لبناء علاقة قوية بين الأزواج، والمحافظة على استمرارية العلاقة الزوجية ولحياة زوجية مثالية وصحية ومستدامة لابد من:
التقدير والاحترام المتبادل :
الاحترام يتضمن التقدير المتبادل لجهود الشريك في الأمور الحياتية والرعاية الأسرية، والاحترام المتبادل ركيزة أساسية للعلاقة الزوجية المستدامة، وهو يضمن بيتاً متماسكاً ومستقراً، وهو يعني تقبل شريك الحياة المختلف كما هو واحترام خصوصيته، وقيمته وحقوقة وكرامته، لذلك فهو يساهم في بناء علاقة صحية ومستدامة تعكس مبادئ الأخلاقيات الزوجية والقيم بين الزوجين.
التواصل :
زوج يعزف على الأورج والزوجة تستمتع بسعادة، فالتواصل وقضاء الوقت معاً والاستمتاع كأصدقاء يقوي أواصر العلاقة الزوجية
لابد من التواصل بين الزوجين بوضوح وبشكل متكرر للحفاظ على زواج صحي وناجح، فالتواصل وقضاء الوقت مع بعضهم البعض والاستمتاع معاً كأصدقاء، وليس فقط كزوجين يساهم في تفادي المشاكل نتيجة اتّخاذ القرارات الفرديّة وإجبار الطّرف الآخرعلى الرّضوخ إليها، ويُعزز من الحب والتفاهم فيما بينهما، ويجعل الشريكين يتبادلان مشاعرهما وأفكارهما وتطلعاتهما معاً، فيؤدي إلى نجاح زواجهما واستقراره.
الحفاظ على الثقة :
الثقة هي عمود أساسي في بناء علاقة زوجية صحية، وفقدانها يمكن أن يؤدي إلى إنهيار العلاقة، والثقة تعتبر جسر الحياة الصحيح التي يمضي عليه الزوجان ليصلا إلى حياة يسودها التفاهم والحب. لذلك، يجب على الشريكين العمل على بناء الثقة والحفاظ عليها، فهي تقوم على الصدق والشفافية في التعامل، فبناء الثقة هي أساس العلاقة المستدامة.
الصداقة :
الصداقة بين الزوجين تعني أن يكون شريك حياتك أقرب المقربين إلى نفسك، وأكثر الناس الذي تستمتع بقضاء معظم الوقت معه، وتجمعكما رابطة تشاركية ودودة وقائمة علي الإخلاص كأصدقاء وزوجين، فالشّريك أفضل صديق لأنّ العلاقة الزوجية يجب أن تكون كتاباً مفتوحاً يكون فيه كلّ طرف من الزّوجين مطّلعاً على شخصيّة الآخر وميوله ورغباته وطموحاته.
الامتنان :
كل زوجين يعربان عن الامتنان لبعضهما يكونان أكثر ارتياحاً لعلاقتهما، والذي يبدأ في تقدير كل الأشياء الصغيرة والامتنان لها، مثل تلك الأشياء التي يقوم بها الشريك من أجل شريكه، وكإخبار الشريك عن الامتنان لوجوده في حياتك، كل هذا يمكنكما من العيش في حياة زوجية طويلة وسعيدة، لذلك لابد من إظهار الامتنان وتقديم الشكر،عندما يقوم شريكك بطهي العشاء، أو يساعد الأطفال في واجباتهم المدرسية، أو يقوم بالتسوق من أجل الأسرة، فالامتنان والعرفان والشكر بين الزوجين من أهم مقومات الحياة السعيدة.
قد ترغبين في التعرف إلى: أسهل الطرق إلى السعادة الزوجية
الإخلاص :
إن الإخلاص يتحقق بين الزوجين عندما تكون العلاقة من البداية سليمة وراسخة، وعادة ما يتحقق من خلال المحبة والإيمان بما يجعل الحياة الزوجية مملوءة بالسعادة، ويعد الإخلاص من أكثر النصائح المهمة لزواج مستدام، وهو إخلاص العين، والعقل، والقلب، والروح، فيتطلب الإخلاص دائماً الانضباط الذاتي، والوعي بالعواقب، هو يعني البذل والعطاء والتضحية والصبر ولكي يتحقق الإخلاص بين الزوجين يلزمهما الاهتمام بالآخر، والحرص عليه، وتقدير جهوده، وعدم إفشاء سره، والعمل على إسعاده، ورفض أي شيء من شأنه أن يضر بإخلاص أي من الزوجين للآخر.
التسامُح :
التسامح يعني الحب والمودة، والعشرة والصفح والتفاهم
التسامح يعني الحب والمودة، والعشرة والصفح والتفاهم، فالكل يخطئ، فقد يجرح الشريك مشاعرشريكه أو يفعل شيئاً يزعجه، وقد يجعله يشعر بالغضب، ولكن من المهم تعلم التسامح، والمسامحة بين الزوجين هو أن ينسى كل منهما ما بدر من الآخر من إساءات أو أخطاء، وعذر الطرف الآخر إذا ارتكب أي أخطاء، لذا يجب أن يكون هناك تسامح بين الطّرفين وأن يعترف كلّ من الزّوجين بالخطأ لتجنّب تطوّر الخلاف، وحتى يكون الزواج متيناً وسعيداً، ومستداماً.
المساحة الخاصة :
يحتاج كل فرد إلى وقت لإعادة الشحن، والتفكير، والاستمتاع بمصالحه الشخصية وغالباً ما يضيع هذا الوقت بعد الزواج، ومن المهم جداً أن يحصل الزوجان على بعض الوقت والمساحة الخاصة للاسترخاء والتأمل والتفكير ويحظى بوقت خاص من أجل الخروج مع الأصدقاء، أو القيام بعمل تطوعي، وهذه المساحة هي المنطقة التي تحيط بالفرد ويعتبرها ملكاً له من الناحية النفسية، لذلك لابد من مراعاة الخصوصية وعدم الانتقاص من حقوق الشريك، حتى تكون العلاقة صحية ومستدامة.
المساندة والدّعم المعنوي :
يظهر معدن الزوجين عند تعرض أحد الطرفين لأزمة أو محنة صعبة، خاصة لو كانت أزمة صحية مستمرة لسنوات طويلة، فيجب أن يساند الزّوجان بعضهما البعض أثناء المحن، فالتّجارب الّتي يمرّ بها أحد الزّوجين تظهر جوهر ومعدن الطّرف الآخر ويكون لهذا الموقف تأثير قويّ على طبيعة العلاقة الزّوجيّة ومستقبلها.
الحبّ المتبادل :
لا شك أن الحب وسيلة للشعور بالأمان في الحياة، ولا حياة زوجية بدون حب، ولا يمكن بناء علاقة زوجيّة ناجحة يغيب فيها الحب المتبادل بين الطّرفين، فهو الأساس لعلاقة زوجية صحية ولديمومة هذه العلاقة، فالحياة الزوجية التي تخلو من الحب المتبادل حياة فارغة جوفاء، يسودها الجفاف في العاطفة، فإذا اختفى الحب فلا يمكن أن ينجح الزواج، لذلك الحب المتبادل مفتاح استقرار ودوام العلاقة الزوجية.