لابد من الأخذ بعين الاعتبار بأن الزواج ليس علاقة مثالية أفلاطونية وردية، ولا بالمثالية التى تعرضها الأفلام ويتغنى بها المطربون كما يعتقد البعض، فهذا تصور خاطئ، لأن الاصطدام بالواقع لاحقاً سيكون محبطاً ومخيباً للآمال، فصعوبات الحياة الزوجية خاصة بالبداية تكاد لا تنتهي بسبب اختلاف الطباع، لكن الأمر الأهم هو كيفية تعامل الزوجين مع هذه الصعوبات، فإما أن يعبران بسلام أو يسقطان بهوة عميقة.
تقول استشاري العلاقات الأسرية والإنسانية د. وفاء الأنصاري لسيدتي : العلاقة الزوجية ليس أن يربح طرف على حساب طرف آخر، ولكن أن يربح الطرفان معاً، فهذا هو سر الزواج السعيد المبني على المودة والرحمة وليس المكسب والخسارة، ولا شك أن هناك تغيرات كثيرة تحدث للشريكين خلال الانتقال من مرحلة العزوبية التي تتميز بتوازنها النفسي إلى مرحلة الزواج التي يتبعها تغير في سلوكيات الشريكين، فمن الطبيعي أن تنتج عن هذه التغيرات خلافات، وقد تكون متواترة بكثرة وبحدة لا يمكن معها الاستمرار في هذا الزواج.
• صعوبة التأقلم مع الطرف الآخر :
الحياة الزوجية حياةٌ مشتركة بين شريكين مختلفين في الطباع والشخصيات
تقول د. وفاء الأنصاري إن الحياة الزوجية حياةٌ مشتركة بين شريكين مختلفين في الطباع والشخصيات، والتعامل مع الحياة الزوجية فن لا يجيده الكثيرون، وقد يجد أحد الشريكين صعوبة في التأقلم مع طباع شريكه ومع مسؤولية الحياة الزوجية الجديدة، وخصوصاً اللاتي حصلن على مزيد من الدلال من جانب أسرتها، وعدم إشراكها في شؤون المنزل، فنجدها لا تتقبل الوضع الجديد في بداية الزواج، وهي مرحلة تتطلب من كلا الطرفين نوع من التعامل بطريقة خاصة للتأقلم مع المتغيرات الاجتماعية والنفسية والمادية.
• عدم تفهّم الطباع بين الزّوجين :
اختلاف الطباع بين الزوجين من أهم صعوبات الحياة الزوجية التي تواجه الزوجين، ولكن ليس هو ما يؤدى إلى فشل الحياة الزوجية، فمن الطبيعى أن يكون لكل طرف طباعه الخاصة وأن يتفهم كل طرف شريكه، ويتقبل هذه الإختلافات، فلكل منهما شخصيته وطباعه الخاصة والأهم هو الأرضية المشتركة للزواج والقدرة على التفهم والاحتواء وقبول الطرف الآخر.
• إدمان المواقع الإلكترونية :
كثير من المشاكل الأسرية تقع بسبب إهمال الزوج للزوجة والعكس، وقضاء أوقات طويلة وساعات متواصلة على مواقع التواصل، إلى جانب إدمان وهوس الكثير من الأزواج على مشاهدة مباريات كرة القدم، والتي تؤدي إلى وجود حالة من الصمت الزواجي الذي يعقبه انفجار لأبسط المشكلات ثم العنف، لانشغال الزوج عن شريكة حياته هرباً من مواجهة المشكلات الأسرية، فهذا سيؤدي بالطبع إلى التدهور في العلاقات الأسرية، خاصة العاطفية.
• سوء خُلُق أحد الزوجين وقِلَّة الاحترام :
كثير من المشاكل الأسرية يقع بسبب إهمال الزوج
سوء الخلق هو مايصدر عن الشخص من أفعال قبيحة فاسدة، والزواج علاقة بين اثنين أساسها الاحترام والتقدير والتفاهم والصبر على عثرات الزمان فإن غاب هذا الأساس، كانت العلاقة واهية والانفصال حل منقذ.
• المطالب لا تتطابق مع الإمكانيات المتاحة :
ارتفاع سقف التوقعات بما لا يتناسب مع المتاح، مما يؤدي إلي زيادة الضغوط التي تفتح باباً للمشاكل الزائدة بين الزوجين التي لا حل لها.
• عدم احتواء المشكلات :
عدم احتواء المشاكل أولاً بأول بل وتضخيم المشاكل الصغيرة، وتدخل طرف ثالث سواء الأسرة أو الأصدقاء بسبب عدم التفاهم والوصول إلى الحلول بين الطرفين أحد أهم صعوبات الحياة الزوجية في بداية العلاقة، والذي يسمح بتفاقم المشاكل وتشعبها بدلاً من احتوائها وتخطيها.
يمكنك التعرف في السياق التالي على مشاكل الزواج الأكثر شيوعاً؟
• الاختيار غير الصحيح :
نجد أن التوافق الاجتماعي والثقافي لايهم عند الكثير من الشباب عند الاختيار، فغالبية الشباب يبحثون عن الجمال أو المال والمظهر، وآخر ما يشغلهم في الاختيار هو الدين والثقافة، أوالتوافق في الميول والاتجاهات، فكل هذا يزيد من فرص الخلافات بين الزوجين في المستقبل ثم الفراق.
– حلول لتخطي المشاكل الصعبة
احتواء المشاكل أولاً بأول يخلق السعادة ويبعد المشاكل
• الرضا والقناعة بما قسمه الله مع الأخذ بالأسباب الباعثة على التطوير والتجديد، فإنها تبعث الطُّمَأْنينة والراحة النفسية، والإنسان بدون الرضا يقع فريسة لليأس .
• التسامح والتغاضي عن صغائر الأمور، وعدم الوقوف على الكلمة لكي تسير الحياة بشكل جيد.
• يجب وضع حد للمطالب لما يتطابق مع الإمكانيات المتاحة، ووضع سقف للتوقعات بما يتناسب مع المتاح حتى لا نزيد من الضغوط على رب الأسرة.
• عدم اللجوء لطرف آخر لفض أي خلاف أو نزاع بين الزوجين ولحل الخلافات، وإذا استعصى الأمر الأفضل اللجوء إلى مراكز الاستشارات الأسرية والمختصين.
• لابد أن نتحلى بالإيجابية، وألا نندفع ونتسرع في اتخاذ القرار تجاه الشريك، فالسلبية أحد أهم صعوبات الحياة الزوجية، وكلما تحلينا بالإيجابية كانت مصدر أمان لكلا الزوجين وخففَّتْ من ضغوطات الحياة.
• لاحياة زوجية بدون احترام، فالاحترام بين الزوجين هو أساس نجاح الزواج، ولابد من احترام الحقوق والواجبات الزوجية والمشاعر، ولا يجوز التقليل من شأن أحد الزوجين للآخر، أوالاستخفاف بأفكاره وآرائه، كما يجب أن يطيب كل منهما خاطر الآخر عند حدوث أي خلاف، حتي ينتج عن ذلك خلق جو أسريّ هادئ، مليء بالمرح والحب.
• الاستفادة من تجارب الناجحين في تخطيهم وتعاملهم مع صعوبات الحياة الزوجية، ولا يعني ذلك إهمال القدرات الذاتية والطموح، فالتجارب مهمة لكنها لا تعني أنها قواعد ثابتة، فتجارب الآخرين تنير لنا الطريق وقد تختصر الوقت وتمكن الشخص من تفادي أخطاء غيره.