الحياة الزوجية من أهم العلاقات الإنسانية التي تحتاج إلى رعاية مستمرة للحفاظ على قوتها واستمراريتها، والحب يحتاج إلي رعاية مستمرة، ولكن بعد فترة من الزواج وبسبب ضغوط الحياة أو ما شابه، وزيادة صعوباتها، وكثرة مسؤولياتها، قد يُصاب كل من الزوجين بالملل والفتور بسبب الروتين وتراكم المواقف السلبية بداخلهما دون الإفصاح عنها، فيؤدي ذلك إلي الذبول والتلاشى.
كلما طالت العلاقة زاد الروتين :
كلما طالت العلاقة الزوجية زادت احتمالية الدخول في حياة رتيبة
تقول خبيرة العلاقات الأسرية نيفين الشامي : العلاقة الزوجية تعتبر من أقوى الروابط التي تربط البشر مع بعضهم البعض، والتي لابد لها أن تبنى على أسس متينة من الحب والاحترام والتفاهم، وكلما طالت العلاقة زادت احتمالية الدخول في حياة رتيبة تتكرّر معها الأشياء ذاتها وهذا أمر بديهيّ، لأن أي حياة زوجية لابد لها أن تمر بعدة مراحل من التحديات والفتور والتباعد التدريجي، والذي إن لم يتم تداركه في البداية، فسوف يتراكم عبرالأيام والسنوات، ليحدث شرخاً وفجوة في العلاقة بين الزوجين، ويؤدي شعورالزوجين بعد فترة من الزواج بالملل والتوتر، والاستسلام للملل الزوجي يعرض العلاقة كلها إلى الجمود وربما إلى الانهيار، لذا فالحفاظ علي علاقة صحية لابد أولاً من كسر الروتين لأنه يعتبر القاتل الصامت للعلاقة الزوجية، وحتي لايهيمن على الحياة الزوجية.
نصائح لتخطي الروتين في الحياة الزوجية :
الاحتواء :
وهو من الحلول المثالية ومن أسباب القضاء على الروتين والملل الزوجي، كاحتواء شريك الحياة والإنصات إلى مشاكله والبحث عن حلول للمشاكل سويًا، ولنجاح الاحتواء العاطفى لابد من الثقة بين الزوجين والصراحـة، والرفق والتراحم، والاعتذار إذا أخطأ طرف من الأطراف وإكتساب مهارات التغافل عن العيوب، خصوصاً إذا كانت مشاكل بسيطة، والتعامل بعاطفة وحنان وحب خصوصاً فى أوقات الضغوط التى يتعرض لها الزوجان، والاحتواء ببساطة هو الاهتمام بالمشاعر الطيبة والمساندة والدعم وقت الكرب دون تقديم أى لوم أوانتقاد حتى يشعر الشريكان بالتعاطف.
السفر :
السفر يساعد على كسر الروتين الزوجي
يساعد السفر على كسر الروتين الزوجي، ويبعد الزوجين عن المشاحنات والمنغصات اليومية، ويُعد حلاً مثالياً للقضاء على الملل، لذا فلا بد للزوجين أن يقوما بالتخطيط معاً لرحلات مشتركة واستكشاف أماكن جديدة، والقيام برحلات رومانسية وخاصة بالأماكن التي تحمل ذكرى خاصة لدى كل من الطرفين، مع ممارسة أنشطة ترفيهية فالسفر يكون فرصة للتقارب العاطفي بين الزوجين ولتحقيق تواصل أعمق، ولإنشاء ذكريات جميلة تقضي على أي روتين وملل في الحياة الزوجية.
المفاجآت غير المتوقعة :
إن أفضل المفاجآت هي التي تأتي من القلب وتعكس الحب والاهتمام به، وهو من الحلول الشائعة لكسر الملل الزوجي، والمفاجآت غير المتوقعة ضرورية لإدخال البهجة والسعادة على شريك الحياة، كإرسال باقة زهور، أو التجهيز للسفر المفاجئ، أوالعشاء الرومانسي، أو كتابة رسالة حب مفاجئة للشريك واخفائها في مكان يعثر عليه بشكل غير متوقع.
ثقافة الإعتذار :
لابد أن يتعلم كلا الزوجين ثقافة الاعتذار، والاعتذار يعني الاقتناع التام بأن هناك خطأ ينبغي تصحيحه، وهو ما أوجب فعل الاعتذار، وبالتالي فإن نوع الاعتذار لابد وأن يقترن بنوع الخطأ، فالاعتذار هو التطبيق العملى للأسف، عن طريق تحويل الشعور الداخلي بالأسف إلى اعتراف بالخطأ، لذلك ينصح باتباع سياسة الاعتذار عند الخطأ لحل الخلافات بشكل سريع دون أن تترك أثراً.
استعادة الذكريات الجميلة :
استعادة الذكريات الجميلة من الأشياء التى تحافظ على بقاء الحياة رومانسية طوال الوقت، ويمكن للزوجين تخصيص بضع دقائق كل فترة لتذكر سبب إنجذاب كل منهما للآخر، ومشاركة ذكرياتهما الممتعة معًا فى ذلك الوقت ومحاولة تذكرالمقابلة الأولي مع الطرف الآخر، والتحدث عنها، كما يمكنهما إعادة قراءة رسائل الحب الأولي التي فيها من الحب الكثير، والأحاسيس الأولية وإستعادة هذه الذكريات الجميلة، والتفكر في علاقتهما كيف كانت، كذلك فتح ألبوم الصور ومشاهدة فيديو الزفاف.
تعزيز الاحترام المتبادل :
لأن الاحترام المتبادل بين الزوجين يساعدهما ويدفعهما من أجل المزيد من التقارب، ويعين كلا الزوجين على أن يتعلما من بعضهما، وعلى أن يتقبل كل منهما نظرة شريكه للأمور لتصبح جزءًا من نظرته هو، وينبغي البعد عن التعالي والتقليل من شأن الآخر، لذا فتوافر الإحترام المتبادل بين الزوجين ضرورة لتفادي الخلافات ولتجنب العديد من المشاكل فالاحترام بين الزوجين هو قيمة في حد ذاته، ولا بد من الحفاظ عليها لكسر حاجز الروتين .
التفكير في المستقبل :
من الحلول الإيجابية لكسر حاجز الروتين بين الزوجين، التفكير الواقعي الذي يخطط لمستقبل أفضل، ويدور في حدود الممكنات، وليس المستحيلات ووضع خطط تتناسب مع الظروف المحيطة واتخاذ قرارات سريعة.
الهواية المشتركة :
لاشك أن بعد الزواج تقضي هوايات الزوجين على الملل وتولد الانسجام بينهما، خاصة فيما لو كانت هوايات مشتركة بين الطرفين، لذا لابد من استغلالها والاستفادة من مزاياها، فتفهّم الأزواج لهوايات شركائهما في الحياة الزوجية، يثمر عن علاقة سعيدة يسودها الحب والإنسجام، فمشاركة الزوجين في تجربة هواية جديدة أسلوب رائع للترابط وخلق ذكريات فريدة من نوعها، وبالتالي قضاء أطول فترة ممكنة سوياً وكسر الروتين الطاغي ويقضي على الملل ويحقق السعادة.
التواصل الدائم :
التواصل بين الزوجين عملية يتبادل خلالها الشريكان مشاعرهما وأفكارهما وتطلعاتهما، بهدف التوصّل إلى تسويات ناجحة تساهم في تلبية حاجات كل منهما، وتؤدي إلى نجاح زواجهما واستقراره، فعلى الزوجين ألا تتراكم المنغصات والضغوطات فتغطي على العلاقته بينهما، وأن يكونا على تواصل دائم ولو بضعة دقائق ليتفقدا فيها أحوال بعضهما البعض، وما فعلاه في اليوم، فبذلك سيقضيان علي الروتين والملل بسهولة ويسر.
الهدية المفاجئة :
تقديم الهدايا بين الزوجين تعتبر إشارة لاحترام الآخر ولتقديره، حيث تعبّرالهدية عن الحب وتؤجج المشاعرالرقيقة بين الزوجين، فالهدية تزيد المحبة والاحترام وتكسر الروتين وتقرب بين الزوجين، وتعمل على زيادة جسور الثقة والمحبة، وتلغي المنغصات والخلافات الزوجية وتمنح الزوجين حياة سعيدة مع بعضهما، ولاشك أن كلا الطرفين يرحبان بالهدايا والمفاجآت بحال أراد الآخر التعويض عن خطئه، وكفيلة بتجديد الحب والرومانسية.
التعبير عن الامتنان :
الامتنان والعرفان والشكر بين الزوجين من أهم مقومات الحياة السعيدة بينهما، والامتنان ليس مجرد عمل، بل هو عاطفة وتقدير وشكل من أشكال الكرم واللطف، ويمكن إظهار الامتنان للطرف الآخر من خلال قول شكراً لشريك الحياة، فالامتنان له دور أساسي في إذابة الجليد الذي يصيب هذه العلاقة مع مرور السنين، ويصلح ما يفسده الروتين.