لا شك أن عملية ضبط النفس والتحكم في ردود الأفعال الشخصية تجاه كل ما يثير الفرد، من العوامل الأكثر تأثيراً على القدرة في استيعـــاب سلوكيات المجتمع والتعاطي بإيجابية مع الضوابط الاجتمـــاعية، في ضوء اختلاف توجهات وتفكير كل فرد في هذا المجتمع، وبالتالي قدرته على التحكم في تأثيرات الأحداث المختلفة وعلاقاته في الأسرة والعمل والأصدقاء.
ومن العقبات التي تواجه البعض كما تقول الدكتورة أميرة حبراير الخبيرة النفسية، هي عدم القدرة على السيطرة على النفس، وهو ما يمكن أن يؤثر على أداء وكفاءة العمل، وهدوء العلاقات مع الزملاء داخل فريق العمل الواحد، وبالتالي ينعكس على الأداء الشامل للمؤسسة.
نصائح تساعد على ضبط النفس :
يعتبر خبراء علم النفس أن الإنسان القادر على السيطرة على النفس هو متماسك واثق من نفسه، إيجابي، يشعر بتوتر أقل، قادر على العمل بشكل أفضل، وتجاوز العقبات المختلفة.
ويرون أنه يمكن الوصول إلى مرحلة متقدمة من ضبط النفس، من خلال الرقابة الدقيقة للنفس، والتماسك وعدم إصدار أي رد فعل بأي صورة سواء الحركة أو الإشارة، وضرورة تطوير الذات وتجنب الغضب والانفعال أو الاندفاع.
وتعدّ القراءة إحدى أهم الأعمال التي يمكن أن ينشغل بها الفرد وتساعده على ضبط النفس، إلى جانب الانتظام في ممارسة رياضة المشي بشكل يومي، محاولة الاستغناء على الهاتف المحمول في أجزاء محددة من اليوم، وهو ما يمثل اختباراً للقدرة على السيطرة.
إن معظم الناس يتبرمجون منذ الصغر على أن يتصرفوا بطريقة معينة، ويتكلموا بطريقة معينة، ويعتقدوا باعتقادات معينة، ويشعروا بأحاسيس سلبية من أسباب معينة، ويشعروا بالتعاسة لأسباب معينة، واستمروا في حياتهم بالتصرفات نفسها تماماً مثل الفيل نيلسون… وأصبحوا سجناء في برمجتهم السلبية واعتقاداتهم السلبية التي تحد من حصولهم على ما يستحقون في الحياة. فنجد نسب الطلاق تزداد في الارتفاع والشركات تغلق أبوابها، والأصدقاء يتخاصمون وترتفع نسبة الأشخاص الذين يعانون من الأمراض النفسية والقرحة والصداع المزمن والأزمات القلبية.
رحلة التحكم في الذات :
إن رحلة التحكم في الذات تبدأ من الحديث معها، فإن إحدى الجامعات في كاليفورنيا أجرت دراسة على التحدث مع الذات، وتوصلت إلى أن أكثر من 80% من الذي نقوله لأنفسنا يكون سلبياً، ويعمل ضد مصلحتنا، ولك أن تتخيل مدى تأثير هذا الكم الهائل من السلبيات، وأن القلق يتسبب في أكثر من 75% من الأمراض بما في ذلك ضغط الدم والقرحة والنوبات القلبية.
ثم تأتي مرحلة الاعتقاد، الذي هو الأساس الذي نبني عليه كل أفعالنا، وأهم خطوة على طريق النجاح، لا تتطلب الاعتقاد بأن يكون الشيء حقيقة فعلاً، وفي هذا حكمة تقول: «لكي ننجح فلابد أولاً أن نؤمن بأننا نستطيع النجاح».
وعند الوصول إلى مرحلة العواطف، فإن الأحاسيس أو العواطف تختلف كألوان قوس قزح، وإذا أردت أن تكون سعيداً، فتعلم كيف تتحكم في شعورك وتقديراتك. والسلوك هو العامل المباشر المتحكم في نجاح أو فشل الفرد، والطريقة التي ترى بها نفسك أي الصورة التي في ذهنك عن نفسك لها أكبر أثر على سلوكك». واعتقادك عن نفسك يؤثر على نتائجك، كما أن النتائج أيضاً تضيف إلى اعتقاداتك وتؤثر فيها، وهناك تأثير كبير على السلوك ينبع من تقديرك وتقييمك لنفسك، وأيضاً مدى ثقتك واحترامك لها». والطريقة التي ترى بها نفسك أي الصورة التي في ذهنك عن نفسك لها أكبر أثر على سلوكك.