إنّ الحياة الزوجية تحتاج لجهد من المرأة والرجل؛ لكي يحققا السعادة الحقيقية مع الشريك، وبما أنّ الزواج مليء بالمسؤوليات والضغوطات؛ فقد تقع بعض الخلافات العابرة بين الزوجين، لكن المشكلة الكبرى حينما يعيش الزوجان في حالة تعاسة زوجية تنعكس عليهما وعلى أولادهما. تقول الدكتورة آمال إبراهيم، خبيرة الأسرة لـ«سيدتي»: هناك الكثير من العوامل التي تؤثر على علاقتكِ الزوجية بالسلب، إلا أن هناك أسباباً شائعة تنتج عنها تعاسة علاقتكِ الزوجية:
– اختلاف شخصية الزوجين :
أسباب التعاسة الزوجية
إنّ اختلاف تكوين شخصية الزوجين، من حيث الطبيعة البشرية وعقلية التنشئة الاجتماعية ومحيطهما؛ حيث ترعرع كلٌّ منهما، يُعتبر من العوامل التي تجعل الزوجين يلمسان هذا الأمر بينهما؛ مما يُشعرهما بالتعاسة؛ لذا من الضروري أن تكتشف المرأة شخصية الشريك قبل الزواج؛ كي لا تندم لاحقاً، ومن المهم أن يكون هناك تشابهٌ ما، بينهما كي يشعرا بالسعادة معاً.
– الغاية من الزواج :
لكل إنسان غاية محددة من الزواج، ويجب على الزوجين أن يكون لديهما ذات الاتجاه الفعلي نحو الزواج؛ فلو كان لكل منهما غاية مختلفة عن الآخر؛ فستقع المشاكل بينهما، وبالتالي ستصبح حياتهما عُرضة للتعاسة الزوجية.
– جهل الزوجين بمسؤوليات الحياة الزوجية :
إنّ جهل الزوجين بمسؤوليات الحياة الزوجية والأسرية والتزاماتها المختلفة بعد فترة من الزواج، يؤدي إلى خلافات زوجية تسود معها أجواءُ التوتر والتعاسة؛ لذلك يجب أن يكون الزوجان على قدر من الوعي نحو تلك الأمور.
– الاختيار الخطأ لشريك الحياة :
بعد فترة من الزواج، قد تشعر الزوجة بأنّها أخطأت في اختيارها هذا الشريك؛ مما يؤدي بها للشعور بالتعاسة، ومن هنا تكون أهمية الدقة في اختيار زوج المستقبل، بالاعتماد على العقلانية والمنطق، لا العاطفة العشوائية.
– كيفية مواجهة المشاكل :
إذا لم يعرف الطرفان كيفية حل المشاكل ومواجهتها في الحياة الزوجية؛ فسيسود جوّ التعاسة أرجاء المنزل؛ لذا يجب على الزوجة أن تتحلى بالحِنكة؛ لكي تدرك كيفية حلّ المشاكل الزوجية؛ للمحافظة على السعادة وتجنّب التعاسة.
– التنافر في الطباع واختلاف وجهات النظر :
إنّ التنافر بين الزوجين من حيث اختلاف الطباع والآراء، يؤدي إلى الاحتكاك والتصادم في الآراء، والبرود العاطفي بينهما، وهذا أيضاً يستدرج التعاسة.
– اختلاف المستوى الثقافي :
الفارق الشاسع بين الزوجين في المستوى الثقافي ومدى النضج العقلي، يؤدي إلى التعاسة الزوجية؛ لأنّ هذا الفارق سيجعلهما غير متوافقيْن.
– فشل العلاقة الحميمة :
أسباب التعاسة الزوجية
فشل العلاقة الزوجية سبباً للتعاسة، ويمكن حلّها عبر اللجوء إلى طبيب مختصّ.
– عدم إظهار الزوج تقديره لمجهودات الزوجة:
تحتاج المرأة دائماً لأن تشعر بتقدير الزوج، لما تقوم به من مجهودات، سواء لتلبية احتياجات الأسرة، أو حتى ترتيب المنزل.. وعادة ما يُغفل الرجل ذلك، وهو ما يُشعر المرأة بأنها غير مقدَّرة، وأن ما تفعله ليس له أهمية؛ مما يتسبب في شعورها بالإحباط وتراجعها عن إظهار أيّة مشاعر إيجابية.
– الضغوط :
الأعباء والمسئوليات الأسرية والعملية الملقاة على عاتق المرأة كزوجة وأم، وأيضاً تراكم المهام المفروض عليها إنجازها، يقلل من شعورها بحبّ الذات، وبالتالي يقلل رغبتها في التفاعل الاجتماعي مع الزوج تفاعلاً كاملاً.
– التسلط والأنانية :
عندما يعتقد أحد الطرفين أنه الأفضل، وأن كل شيء يتمركز حوله، ويفرض آراءه ورغباته وتصرفاته على الطرف الآخر من دون استشارته أو احترامه، تقل المشاركة والاحتواء بين الزوجين.. وهذا بالطبع أمرٌ مرفوض وخطير، ويؤدي إلى تدهور العلاقة الزوجية وزيادة مشاكلها.
– تدخل الأهل أو أي طرف ثالث :
يلجأ أحد الزوجين عادةً إلى الأهل فور حدوث أيّة مشكلة بينهما، وذلك نتيجةً لضعف التواصل بين الزوجين، وعدم إيجاد لغة مشتركة بينهما لحل المشاكل.. وهذا بالطبع له آثار كبيرة وسلبية على العلاقة؛ حيث يُفقدها خصوصيتها، ويُضعف الحميمية، ويزيد الجفاء، ويعمل على زيادة توتر العلاقة مع أهل الطرف الآخر، وقد يصل الأمر إلى القطيعة، وفي أحيان كثيرة يتسبب هذا الأمر بالطلاق والانفصال.
– المهام والأعباء المنزلية :
إن أعباء المنزل ومهامه، من طبخ وتنظيف وترتيب والعناية بالأطفال، يمكنها أن تتسبب للمرأة بالإجهاد والضغط، الأمر الذي ينعكس على مزاجها ويجعلها عصبية. لذلك؛ فإن تقاسم الأعمال المنزلية، وتحمُّل بعض المسؤوليات مع الزوجة، سيؤدي إلى راحتها واستقرار العائلة وسعادتها.. قدِّرا جهود بعضكما، واستعملا عبارات الشكر والتقدير مهما كانت المساعدة صغيرة، وستنتهي المشاكل حتماً.