القلق الاجتماعي عند الأطفال، لا يعني الخجل الذي يظهره الطفل وسط الأصدقاء أو التجمعات، إنما الخوف الدائم من الحكم عليه، وهو الإحساس بالتوتر والعصبية والقلق وسط كل صحبة،..وقد تصاحب هذه المشاعر الطفل حتى عمر سنة..بعد ذلك تصبح مشكلة، وعلى الآباء تعليم طفلهم كيفية التفاعل مع هذه المشاعر السلبية، للتغلب على هذا القلق الاجتماعي.لمزيد من التفاصيل كان اللقاء وخبيرة شؤون الطفل الدكتورة ماجدة مصطفى بكلية التربية.
القلق الاجتماعي لدى الطفل :
القلق والخجل جزء من تطور الطفل الاجتماعي
* من الشائع أن يُظهر الأطفال الصغار- سن عام واحد- بعض القلق والخجل أمام الغرباء، فهو جزء من التطور الاجتماعي والسلوك الطبيعي لديهم، ونادراً ما يكون سبباً للقلق على الطفل.
* ولكن إذا أظهر الطفل قلقاً شديداً وخجلاً أثناء المواقف الاجتماعية ، وكان لديه خوف دائم من أن يقع عليه إذلال من نوع ما.. أو الحكم عليه، فيمكن اعتباره اضطراب قلق اجتماعي.
* إن أدرك الآباء هذا القلق، وتفهموه بلطف وهدوء.. تمكنوا من تشجيع الطفل على التفاعل مع الآخرين، والقيام بالأنشطة أمامهم، فيتغلب على هذا الخوف والقلق الاجتماعي.
7 أسباب للقلق الاجتماعي :
قلق اجتماعي بسبب حادثة تنمر سابقة
1 – تشير الأبحاث إلى أنه قد يكون لدى الطفل تاريخ عائلي من الاضطراب الاجتماعي في علاقاتهم، ولهذا فهو أكثرعرضة للإصابة به، وكذلك حالة إصابة أحد الوالدين أو كليهما به..أو بعض الأخوة.
2 – وهناك الطفل الذي يعاني من القلق الاجتماعي المستمر، بسبب حدث اجتماعي تعرض له؛ قد يكون واقعة تنمر من أحد أقرانه بالحضانة أو المدرسة أو النادي، أو مثل مواجهة موقف اجتماعي تسبب له في إحراج شديد بين الأقران والأشقاء.
3 – كما أن السخرية باستمرار من طفل صغير أمام الآخرين ، قد يؤدي أيضاً إلى معاناة الطفل من اضطراب القلق الاجتماعي.
4 – و تشير الدراسات إلى أن الأبوة والأمومة المفرطة الحماية، قد تسبب القلق الاجتماعي للطفل، وقد يصبح الطفل عرضة للاضطراب الاجتماعي.
5 – وهناك آباء يثبطون أطفالهم باستمرار من التفاعل الاجتماعي، ما يصيب الطفل بالخوف..عندما يحين وقت التفاعل مع الغرباء.
6 – قد يصاب بعض الأطفال باضطراب القلق الاجتماعي، حتى بدون إظهار أسباب، وفي مثل هذه الحالات يمكن أن يكون السبب راجعاً لشخصية الطفل الفردية.
هل القلق الاجتماعي علامة على التوحد؟
القلق الاجتماعي يختلف عن حالات التوحد
* قد يكون لاضطراب طيف التوحد واضطراب القلق الاجتماعي بعض الأعراض المتداخلة، ولكنه ليس علامة حصرية على التوحد؛ بمعنى ليس كل طفل يشعر بالقلق الاجتماعي يعاني من التوحد.
* الاختلاف الأكبر أن التوحد اضطراب تنموي عصبي؛ حيث يتصرف الطفل وكأنه مقيد اجتماعي في المنزل أيضاً، ولا تؤثر التجمعات الاجتماعية عليه، عكس المعاناة من القلق الاجتماعي الذي يقتصر على التصرف السلبي خارج المنزل وسط مجموعات.
* كما أن تشخيص التوحد عند الأطفال يحتاج لعدة تقييمات، بما في ذلك التحقق من تاريخ نمو الطفل منذ الولادة..حتى أعمار مختلفة، لاستنتاج وجود التوحد من عدمه..بينما القلق الاجتماعي حالة نفسية مكتسبة وتزول بإزالة الأسباب.
علامات القلق الاجتماعي عند الأطفال الصغار :
يظهر خوفاً وانزعاجاً شديداً وسط الآخرين
1 – يتجنب الطفل الاتصال بالعين أو المشاركة في المواقف الاجتماعية، وقد يظهر خوفاً وانزعاجاً شديداً عندما يُطلب منه أن يشارك في موقف اجتماعي..لعبة كانت أو نوع من النشاط الجماعي.
2 – الطفل الصغير بوعيه الذاتي الثابت عن نفسه، دائماً ما يكون خجولاً أثناء التجمعات العائلية أو المناسبات الاجتماعية أو في الحضانة..والأمر مقبول حتى عمر سنة.
3 – تجدين الطفل يتجنب الأنشطة التي تنطوي على التفاعل..سواء كان الطفل في الحضانة أو حالة التحدث مع الأقارب على الهاتف.
4 – يجد صعوبة في التركيز في أي مهمة يقوم بها، وكذلك إنهائها في الوقت المحدد لها، حيث إنه وبطبيعته القلقة..يستغرق وقتاً لإنهاء مهمة ما خاصة عندما تكون في مجموعة.
5 – سيظهر على الطفل الصغير المصاب بالقلق الاجتماعي أيضاً بعض العلامات الجسدية جنباً إلى جنب..مثل آلام المعدة والغثيان والتعرق والارتجاف.
6 – وقد يُظهر الطفل قلقاً شديداً أثناء المواقف الاجتماعية، ويخشى باستمرار من السخرية من حوله.
علاج القلق الاجتماعي :
شجعي طفلك ليكون جزءاً من أي موقف اجتماعي
* شجعي طفلك على أن يكون جزءاً من أى موقف اجتماعي داخل المنزل، بحماس وفاعلية، كلفيه بشيء ما، ولا تتهاوني في مراقبته والتفاعل معه.
* لا تجبري طفلك على فعل شيء ما وبسرعة، شجعي على التفاعل ولا تجبري..وانتظري النتائج في المرات القادمة.
* كوني لطيفة في تشجيعك لطفلك،ولا تقنعيه بالصوت العالي والملامح الخشنة، ولا تضعيه جسدياً وسط الناس ليتفاعل.
* القلق الاجتماعي يحجز فرحة الطفل ومشاركة من حوله، لهذا لا تسخري من رفضه وقلقه، فليس لديه النضج المعرفي بعد، ولا تعقدي المقارنات.
* القلق الاجتماعي يدفع الطفل لانهيار حاد في مشاعره أحياناً، لهذا تماسكي واضبطي مشاعرك وانفعالاتك..فلا تثوري ولا يعلو صوتك.
* سيدتي: إن الإفراط في الحب والرعاية والحماسة للطفل، تجعله سلبياً أمام المواقف ..فالقلق على النفس بعض الوقت لن يضر الطفل.
* تحديد الوقت الذي يمضيه الطفل مع أصدقائه في نشاط ترفيهي غير مدرسي، قد يدفعه للتقرب أكثر منهم..وربما طلب زيادة بالوقت.
ضعي روتيناً لساعات يوم طفلك وأيامه :
اتركي طفلك وشجعيه على التفاعل مع أقرانه
* وسجّلي مناسبة أو احتفالاً ما قادماً..واخبريه به..وشاركيه عدّ الأيام على أصابعه، ما يجعل الطفل يحاول الاستعداد له..وتقديم الأنشطة المناسبة.
* شجّعي طفلك وبثي الثقة بداخله، وأخبريه ألا يأخذ كل كلمة بشكل جاد، خذي من أفكاره عن نفسه طريقاً للتشجيع وبث الثقة.
* ابعدي من ذهن طفلك فكرة الإذلال..ما يجعله يخاف التفاعل مع الآخرين، واجعليه يمحيها من عالم اليقظة الذي يعيش فيه، واخبريه أن كل من حوله يفكر فيه بشكل إيجابي.
* لا تقفلي فكرك على أفكارك وحدها، قد يكون القلق الاجتماعي لدى أطفال كبار..لهذا استمعي إليهم وشاركيهم تحليل مشاعرهم للتوصل إلى حلول ممكنة.
* امتدحي دائماً جهود طفلك..واعترفي بها،بمجرد أن يظهر الطفل أمامك..امدحيه بالحضن والكلمات الإيجابية..ما يساعده في تعزيز أفعاله على المدى الطويل.
* اجعلي الأشخاص المألوفين الذين يثق بهم الطفل، كالآباء والأجداد يشاركونك العلاج،وابتعدي عن كل شخص يشعر الطفل معه بالقلق.
* قدوة إيجابية، اطرحي في حديثك مع أطفالك نموذجاً، اعطي طفلك أمثلة، وتكلمي معه عن أشخاص آخرين لهم مواقف إيجابية تُحكى.
* تحدث مع طفلك أيها الأب.. عن الأبطال الخارقين، الذين يجبرون الطفل بحكاياتهم على تهدئة النفس عقلياً عند المواقف الاجتماعية التي يقابلونها..خاصة إذا كان بمفرده.