تبرز لدى النساء بشكل عام صفة الشخصية المنفتحة، الاجتماعية والبعيدة عن التعقيد، والتي تمتلك قدرات عالية من الاندماج والتفاعل والانخراط بالمجتمع، وتسعى إلى المرح والإثارة والأجواء الصاخبة والمليئة بالأصدقاء. وتميل بعض النساء إلى العزلة وتصنف كشخصية انطوائية تشكل نسبة ما يقارب 20 بالمئة من مجموع الشخصيات بين عالم النساء. ويعبر عن الشخصية الأنطوائية؛ بالشخصية التي تميل إلى الاستنباط والهدوء والعيش في معزل عن الناس أو تكتفي بوجود عدد قليل من الأصدقاء من حولها.
من هي المرأة الانطوائية؟
يشار إلى المرأة الانطوائية بألقاب عديد في بعض المجتمعات التي قد تجردها من صفاتها وقدراتها العقلية والاجتماعية. حيث يعتبرها البعض خجولة وصعبة ويعتقد آخرون بأنها إنسانة معقدة، مريضة ومختلة عقليًا، لذلك فقد تعاني المرأة الانطوائية من الاهمال وعدم الاكتراث وتجنبها في الكثير من المناسبات.
وتشير الدراسات بأن المرأة الانطوائية تمتلك جانبًا من المرح والسعادة والانبساط، إلا أنه دائما ما يغلب عليها أمام الآخرين الجانب الأول من الخجل والصمت. حيث تميل الشخصية الانطوائية إلى التركيز على عالمها الداخلي والمثير بالنسبة إليها عل عكس ما هو عليه العالم الخارجي بالنسبة للآخرين. الأمر الذي يجعلها غير قابلة نسبيًا من التعامل والاندماج مع المجتمع الذي يميل إلى التعامل مع النساء الجريئات أصحاب القدرة على التعبير والحديث والتأثير والإقناع. فالجرأة ترمز للمرأة إلى السلطة والقيادة داخل المجتمع.
يقدم موقع introvertexplores-com العديد من خصال المرأة الانطوائية، وكيفية التعامل معها. ويثير مجموعة من التساؤلات، أهمها: هل تحتاج المرأة الانطوائية إلى العلاج النفسي؟ وهل يمكنها أن تكون شخصية ناجحة وقيادية في المجتمع؟ نلخصها لكم في النقاط الآتية:
“الانطوائيون ليسوا مملين، إنما يحملون عوالم مليئة بالأفكار والخيال داخل قلوبهم.” – آن مورو
1- الاهتمام بالتفاصيل:
المرأة الانطوائية تهتم بالتفاصيل مما يجعلها أكثر دقة في الحكم وتقدير الأمور. المصدر: freepik by pvproductions
من أهم الصفات التي تتميز بها المرأة الانطوائية والتي من الممكن ملاحظتها بشكل واضح هي: اهتمامها بالتفاصيل وتدقيقها بشكل مباشر في الأمور البسيطة التي لا نعيرها اهتماماً بالعادة، لذلك فإن تفاصيل الأمور الصغيرة والإنتباه لها والتفكير بها هو ما يميز المرأة الانطوائية ويجعلها أكثر دقة في الحكم وتقدير الأمور والبحث عن الخفايا وطرح الأسئلة التي لا يتوافر إجابات محددة عنها. لذلك تكون المرأة الانطوائية أكثر تركيزاً في الاستماع والإنتباه إلى المواضيع والأحداث التي تتعرض لها لتستغرق في تفاصيلها بشكل أكبر.
2- إلتزام الصمت والهدوء :
تلتزم المرأة الانطوائية بالصمت والهدوء في معظم أوقاتها، وتتجنب الخوض في نقاشات عامة، لذلك فهي تعطي عنها انطباعاً بالحياد أمام الآخرين، كما ويساعدها صمتها على تجنب العديد من الصدامات مع الآخرين، حيث أن التزامها بالهدوء وعدم الانفعال يجلعها أكثر ثقة في تكوين قناعاتها وعدم التسرع في الحكم على الآخرين، لذلك فإن الصمت والهدوء اللذان يلازمان المرأة الانطوائية يلاحظه بشكل واضح الأشخاص الذين يتعاملون معها.
3- الاستقلالية والحساسية :
تتميز المرأة الانطوائية بحساسية المشاعر وردود الأفعال تجاه محيطها، لذا فإنها تكون بالعادة مستقلة في قضاء وقتها وتحديد اهتماماتها وبناء قناعاتها، وعلى هذا النحو فلا بد من أخذ تلك الصفات بعين الاعتبار عند التعامل معها واحترامها وتجنب انتقادها بشكل مباشر لتجنب خسارتها أو خوض صراع معها.
4- التفكير المتعمق :
المرأة الانطوائية تميل إلى التفكير بعمق بنفسها ومشاعرها ومحيطها.
تمتاز المرأة الانطوائية بعمق التفكير بنفسها ومشاعرها ومحيطها، لذلك فإن أي موقف أو حدث قد تتعرض له من شأنه أن يستغرق وقتًا كبيرًا منها للتفكير بعمق في أدق تفاصيليه وأسباسبه ونتائجه، فالمراة الانطوائية كثيراً ما تفكر بمشاعرها تجاه الآخرين بعمق أكبر وتأخذ جميع التفاصيل والمواقف بعين الاعتبار، مما قد يسبب لها الإرهاق والتعب في الاستغراق بكل هذا التفكير.
5- الإبداع والتميز :
بالرغم من أن المرأة الانطوائية تثير الكثير من الفضول حول هدوئها وصمتها وتجنبها النقاشات مع الآخرين والتفاوض معهم ومشاركة أفكارها، إلّا أنها لا تخلو من الإبداع والإبتكار في عملها وتصرفاتها وقراراتها، فالمرأة الانطوائية تكون أكثر تركيزاً في الأمور الإيجابية وفي التفاصيل وفي الاستغراق بالتفكير وفقاً لما بيناه سابقاً، لذلك كل تلك الصفات السابقة تمهد لها بيئة خصبة لإنتاج الإبداعي والإبتكار في مجال اهتماماتها.
ولكن بالرغم مما سبق أن ذكرناه من صفات شائعة تتميز بها المرأة الإنطوائية، يتوجب أن يعرف الآخرين كيف يتعاملوا معها، لأن طريقة التعامل مع النساء صاحبات الشخصية الانطوائية لها خصوصية واعتبارات محددة نذكر منها الآتي:
1- احترام الخصوصية:
احترام خصوصية المرأة الانطوائية.
يتوجب على الآخرين احترام خصوصية المرأة الانطوائية وعدم الخوض في نقاشات حادة معها أو توجيه النقد المباشر لها، لأن ذلك من شأنه أن يسبب إزعاج كبيرًا لها ويجعلها في وضع صعب، الأمر الذي قد يؤثر سلبًا عليها ويجعلها عدائية إتجاه من لا يحترم خصوصيتها أو تفضل الهروب منه وعدم الثقة به.
2- الانتباه والاستماع بعمق :
يتوجب عند التعامل مع المرأة الانطوائية الإلتزام بالاستماع بعمق وهدوء وانتباه، لأن ذلك من شأنه الحفاظ على مودتها وثقتها على مشاركة المزيد من أفكارها وآرائها وتطلعاتها، ويعزز الثقة المتبادلة معها، ويؤسس لعلاقة جيدة مبينة على الاحترام والثقة.
3- تقديم الدعم :
تقديم الدعم للمرأة الانطوائية من العائلة والأشخاص المحيطين.
تحتاج المرأة الانطوائية إلى تقديم الدعم من عائلتها والأشخاص المحيطين بها أو الذين تثق بهم، لأن تقديم الدعم لها يشعرها بسعادة وثقة أكبر، ويحثها على المشاركة والإبداع مع الآخرين، ويقلل بشكل ملحوظ من إنطوائها أو شعورها بالحزن .
في النهاية، إن المرأة الانطوائية شخصية أقل صراحة من الآخرين وتميل إلى العيش في عوالمها الخاصة، وقد تجد أن سعادتها بأن تكون بمفردها للقيام بهواياتها وأنشطتها الخاصة مع دائرة معارف ضيقة ومختارة بعناية. ويشار إليها كشخصية مميزة تستطيع إيجادة من يغفل عنه الآخرون كالمراقبة بصمت والاستماع الجيد والدقيق، وقراءة لغة العيون والجسد، مما يجعلها أكثر دقة وصواب في الحكم على الآخرين. لذلك فهي شخصية عادية لا تحتاج إلى علاج نفسي.
فالمرأة الانطوائية قد تختار الصمت في معظم الأوقات لكنها تعرف متى تتحدث في اللحظة المناسبة، وهي شخصية متأنية تقوم بدراسة الأفكار والمعلومات ومناقشتها وتحليلها بشكل دقيق وحذر ومقارنتها مع الأبحاث والدراسات المطروحة، لذلك فأنها شخصية تميل إلى النجاح والتفوق والقيادة وتبوؤ المناصب في المجتمع.