
نظّم مركز عين إبل في منطقة بنت جبيل في القوّات اللبنانيّة وقفة وجدانية في ساحة كنيسة السيّدة في عين إبل، وفاءً لروح الشهيد إلياس الحصروني “الحنتوش”، الذي سقط غدرًا.
وللمناسبة ألقت ماريان الحصروني، ابنة الشهيد كلمة أشادت فيها بشجاعة والدها وتفانيه في خدمة عين إبل ولبنان، مستذكرة حنانه وصوته وروحه الطيبة التي لا تزال حاضرة في كل زاوية من البلدة. أكدت أن وجهه وذكراه باقيان في الوجدان، وأن جريمة اغتياله الغادرة لن تُنسى، مع إيمانها الراسخ بأن العدالة آتية لا محالة.
بعدها، ألقى مارون الحصروني، شقيق الشهيد، كلمة مؤثرة عبّر فيها عن حزنه العميق لفقدان أخيه، وفخر العائلة والمجتمع بمسيرته الحافلة بالبطولة والإخلاص في خدمة بلدة عين إبل. استذكر تضحياته خلال حرب تموز 2006، وجهوده في توحيد الصفوف خلال انتخابات 2016، مشيرًا إلى الغدر الذي أنهى حياته، ومطالبًا بتحقيق العدالة رغم وضوح الجهة المسؤولة. ودعا أهالي البلدة إلى تجاوز المصالح الشخصية والعمل بروح الشهيد من أجل مستقبل أفضل، وختم بتوجيه الشكر لكل من شارك في إحياء الذكرى.
من جهته توقّف منسّق القوّات اللبنانيّة في منطقة بنت جبيل جوزيف سليمان
عند تضحيات الحنتوش وشجاعته، واصفًا إياه في كلمته بالرجل الذي لم يسعَ إلى منصب أو سلطة، بل رفض الاستبداد ونادى بالوحدة، المحبة، والكرامة. وأكد أن اغتياله في آب 2023 لم يُنهِ حضوره، بل أعطى لذكراه قوة مضاعفة. وقد رأى فيه رمزًا للوحدة والانتماء، واعتبر أن عين إبل تستمد عزتها من كرامة أهلها لا من سطوة السلاح أو الوهم بالسلطة. وختم مؤكدًا أن الحنتوش سيظل نبضًا حيًّا، ورسالةً مستمرة في الأفعال والذكريات.
بدوره ألقى رئيس البلدية عماد اللوس كلمة عبّر فيها عن مشاعر الحزن والفخر معًا، مؤكدًا أن الحنتوش كان رجلاً مخلصًا لوطنه وبلدته، ولم يتوانَ عن خدمة أهلها. وقد وصفه بأنه رمز للوحدة والمثابرة، حيث رفض العنف وفضّل السلام والوفاق. وأكد تمسّكه بالإرث الذي تركه الشهيد، والذي سيظل مصدر إلهام للأجيال القادمة.
أما كاهن رعية كنيسة السيّدة الأب حنّا سليمان عبّر عن وجع الفقد، وتحدث عن حب الشهيد الكبير لإيمانه وعمله في بناء مزار “أم النور”، مشيرًا إلى إشرافه عليه بكل تفانٍ، وختم بالصلاة لراحة نفسه.
وللمناسبة، أُزيحت الستارة عن لوحة تذكارية تحمل صورة الشهيد الحصروني التي رُفعت بمحيط قبر الشهداء، عربون وفاء لتضحياته في سبيل لبنان.
واختُتم اللقاء بكلمات من أرشيف الشهيد، كما بُثت الأناشيد والأغاني الوطنية.