يخرج الطفل في هذه السن -3 سنوات- من مرحلة كونه رضيعاً إلى الطفولة المبكّرة، فيفهم مشاعره، وتزداد استقلاليته وتظهر شخصيته، ويكون أكثر قابليةً للتشكيل والتعلُّم وغَرْس القِيَم، لذا على الآباء قضاء الكثير من الوقت مع الطفل؛ لكي تُغرس به القِيَم والسلوكيات التي يريدونها، ففي هذا العمر يُقبل الأطفال على التعلم والنمو السريع، وتظهر الكلمات الجديدة في معجمهم اللغوي، ويفهمون الفرق بين الصباح والمساء والنهار والليل، كما يتعلمون في هذه الفترة كيفية الاهتمام بأصدقائهم. اللقاء مع أستاذة الطب النفسي فاطمة الشناوي؛ للشرح والتوضيح.
جوانب النموّ بعمر ثلاث سنوات :
النمو العاطفي يجعل الطفل “3 سنوات” أكثر وعياً بمشاعره
- النموّ البدني : ببلوغ معظم الأطفال هذا العمر يكونون قد اكتسبوا ما يُقارب 2كغم من الوزن، ونحو 7.5سم من الطول، مقارنة بما كانوا عليه في السنة السابقة.. كما يكتمل نموّ أسنان الطفل، ويبدأ بطنه المملوء والبارز بالتسطّح تدريجياً.
- النموّ العاطفي : عمر ثلاث سنوات مهمّ من أجل نموّ الطفل العاطفي، وخلاله سيصبح الطفل أكثر وعياً بمشاعره المختلفة، بما فيها مشاعر الاضطراب كالشعور بالذنب، ويصبح أكثر فهماً لمشاعر الآخرين.
- في هذا العمر سيبدأ بالاهتمام بأصدقائه، كما سيدرك مدى تأثير سلوكه عليهم أو تأثير سلوكياتهم عليه، وخلال هذا العمر قد تستمرّ نوبات الغضب عند الطفل؛ لعدم قدرته على التعبير عن مشاعره بالكلمات.
- اللّغة والتواصل : يُتوقّع أن يكون قادراً على فهم بعض الكلمات؛ مثل: في، وعلى، وأسفل، وأعلى، قول اسمه، وعمره، وجنسه، ترديد بعض الضمائر؛ مثل : أنا، نحن، مع ذكر بعض صيغ الجمع؛ مثل: قطط، وكلاب، وسيارات.
- الطفل في نهاية عامه الثالث قادر على تذكّر القصص المفضّلة لديه وإعادة سردها، واتباع الإرشادات البسيطة؛ مثل: اغسل وجهك، ونظّف أسنانك بالفرشاة، بجانب فهم الأوقات المختلفة كالصباح والمساء، وإدراك أيام الأسبوع.
كيف يتم التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة؟
أسلوب تربية الأطفال بعمر ثلاث سنوات :
إعداد بيئة تفاعلية تحفز الطفل
* من الجيّد إعداد بيئة تفاعلية تُحفّز الطفل في عمر ثلاث سنوات على الإبداع، ويكون ذلك من خلال توفير مجموعة من الألعاب المناسبة له.. وتقديم بعض النشاطات التي تجذب انتباهه وتثير اهتمامه؛ كي يبقى مشغولاً بها، فلا يجد فرصة لخلق المشكلات.
* كما يحتاج الطفل في عمر ثلاث سنوات إلى أن تكون المهارات التي سيعمل على إتقانها ضمن دائرة اهتماماته، وإلّا فإنّه لن يشعر بالسعادة والمتعة عند إتقانها.
* السماح للطفل بالتعبير عن مشاعره المختلفة، ولا يجب على الوالدين إجباره على أن يكون سعيداً، وأن يتركوا له الحرية في التعبير.
ثبات الأهل على موقفهم :
* من الممكن حرمان الطفل من بعض الامتيازات؛ حال رفضه أداء مهمّة معيّنة، أو نتيجة مخالفته قاعدة موضوعة مسبقاً؛ مثل حرمانه من لعبته المفضلة، أو مشاهدة التلفاز لفترة معيّنة.
* على الوالدين تشجيع الطفل والثناء عليه عند قيامه بسلوكٍ جيد؛ بهدف تعزيز هذا السلوك، مع ضرورة أن يكون المدح حقيقياً دون مبالغة.
* يمكن تنظيم حياة الطفل والعائلة على أساس روتين معيّن، ما يتيح للطفل القدرة على التنبّؤ بالنشاطات اليومية وتوقّع ما سيقوم به.
* ثبات الأهل على موقفهم مع الطفل، ما يشير إلى قدرة الوالدين على معالجة نفس السلوكيات السيئة، مع مراعاة ألا يتضمّن ذلك العقوبات القاسية أو الصراخ.
مراحل تطور اللعب عند الأطفال
أخطاء عند تربية الأطفال بعمر ثلاث سنوات :
لعب الطفل في عمر 3 سنوات يثري مهاراته
1 – عدم إدراك العلامات التحذيرية التي تدلّ على غضب الطفل، حيث يكون الطفل غير قادر على سماع والده والتركيز معه، وربما يكون ذلك ممكناً قبل دخوله نوبة الغضب.
2 – وقد يلجأ الأطفال في عمر ثلاث سنوات للأنين؛ فمثلاً قد يبدأ الطفل بالبكاء والأنين قبل موعد تناول الطعام؛ من أجل أن يذهب للعب مع صديقه.. وغالباً يستسلم الآباء لذلك، ما يدفع الطفل لتكرار تلك الممارسات للحصول على ما يريد في المستقبل.
3 – الإفراط في الأنشطة والمهام الملقاة على الطفل: عن طريق جدولة الآباء للعديد من الأنشطة خلال اليوم الواحد دون مراعاة ترك وقت لراحة الطفل.. إذ قد يعتقد الآباء أنّ ممارسة جميع تلك الأنشطة ستدفع الطفل للنوم مباشرة، إلّا أنّ ذلك غير صحيح.
4 – عدم الالتزام بروتين معيّن بالمنزل يُشعر الطفل ذا السنوات الثلاث بالارتباك والاضطراب، وقد يعبّر عن ذلك بنوباتٍ من الغضب، وسيشعر بالتشتّت.. لذا على الوالدين أن يكونا ثابتيْن ومنتظميْن في جميع النشاطات المتعلّقة بالطفل.
5 – لعب الطفل في عمر ثلاث سنوات يساعده على إثراء مهاراته، وتطوير ونموّ دماغه بالشكل السليم، وتنمية روح التحدّي لديه.. وعلى الوالدين منحه مساحة ووقتاً كافياً للعب، فاللّعب هو الشيء الذي يفعله وفق اختياره ورغبته، ومن أجل المتعة.
نصائح خاصة للتعامل مع الطفل :
إظهار المحبة للطفل ومنحه الاهتمام والرعاية
* إظهار المحبة للطفل وتجنّب الصراخ عليه؛ إذ يُعدّ الصراخ وسيلة دفاع خاطئة تستخدم في حال عدم نجاح جميع الطرق السابقة، ولها أضرارها على الجانبين السلوكي والنفسي للأطفال في عمر ثلاث سنوات.
* الانسجام مع الطفل في عمر ثلاث سنوات يعني.. صحة عاطفية جيدة، ويدفع الوالدين لمعرفة سبب السلوكيات السيئة للطفل، وبالتالي يصبحان قادريْن على تلبية احتياجات الطفل بشكل أفضل، فتتحسن سلوكياته.
* قد يقوم الطفل البالغ من العمر ثلاث سنوات أحياناً ببعض التصرّفات؛ بهدف لفت انتباه والديه، وفي هذه الحالة ينبغي على الوالدين منحه الاهتمام الكامل؛ على شكل فترات جلوس متكرّرة، مع إظهار تعابير الوجه ولغة الجسد اللتيْن تشعرانه بالانتباه.
* يحتاج الطفل البالغ من العمر ثلاث سنوات إلى العناق والاحتضان بشكلٍ كبير، وعلى الوالدين مراعاة ذلك، واحتضانه لمرّات عديدة خلال اليوم، حتى لو لم يكونا متفرّغيْن.
* من المتوقّع أن يكرّر الأطفال في عمر ثلاث سنوات نفس الأخطاء عدّة مرات، وبعض السلوكيات السيئة، لذا على الوالدين متابعتهم والتدخّل مبكراً، وتشجيعهم على اتّخاذ خيارات جيدة.
* يحتاج الأطفال في عمر ثلاث سنوات للمزيد من الاهتمام من جانب الوالدين؛ لتنميتهم في مختلف الجوانب؛ كتطوير المزيد من المهارات اللّفظية لديهم؛ ليكونوا أكثر قدرة على اتّباع تعليمات الأهل، والتعبير عن أفكارهم واحتياجاتهم الخاصّة.
* في هذا العمر ينتقل الطفل من الطفولة المبكّرة إلى فترة الحضانة، وما قبل المدرسة بقليل، والتي قد يُتوقّع فيها حدوث نوبات من الغضب والعصبية لدى الطفل، وكذلك الكثير من روح الدعابة والإبداع التي تجلب الكثير من الفرح والسعادة.
ملاحظة : قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.