الخجل من الصفات الطبيعية الشائعة بين الأطفال الصغار، ولكن يزيده أو يقلل منه أسلوب تربية الآباء والجو المحيط بالمنزل بعامة. وتربوياً الدلال الزائد من جانب الآباء للطفل أو القسوة الزائدة على حدٍّ سواء؛ يُعدان من العوامل التي تدفع الطفل للانزواء والابتعاد عن الناس والخجل من التعامل معهم. اللقاء وخبيرة طب النفس الدكتورة فاطمة الشناوي؛ لتوضيح أسباب الخجل وشرح آثاره السلبية في الطفل، والأهم: كيف تعززين الثقة في قلب طفلك الخجول؟
ما الخجل؟
الخجل هو الشعور بالارتباك وعدم الراحة من الوجود بقرب آخرين
* الخجل شعور الطفل بالارتباك وعدم الراحة، والخوف من الوجود بالقرب من أشخاص آخرين؛ حيث يفضل الطفل الخجول الانسحاب من المواقف الاجتماعية.
* وهناك أطفال يُولدون خجولين وأكثر حساسية، ويخشون من أحكام الآخرين عليهم، وبالتالي يفضلون الانسحاب وعدم التعبير عن النفس.
* لا يُعد الخجل أمراً سيئاً، من الطبيعي أن يستغرق الطفل بعض الوقت ليشعر بالراحة مع أشخاص جدد أو مواقف جديدة، وفي تلك الحالة يكون الخجل مؤقتاً.
* وفي أحيانٍ كثيرة يأتي الخجل والرغبة في العزلة والانطواء نتيجة عدم ثقة الطفل بنفسه، التي تأخذ شكل الخجل في عيون الآخرين.
أسباب الخجل عند الأطفال :
الجينات والبيئة المحيطة سببان لخجل الطفل
* أحياناً كثيرة يأتي الطفل مع ميل بيولوجي إلى الخجل، ويُمكن أن يستمر في حالة وجوده في أجواء لا تُشجعه على التغيير، بل يزداد مع تقدمه في العمر بدلاً من حدوث العكس.
* قلق الانفصال، يُمكن أن يحدث الخجل بشكل مفاجئ للطفل الطبيعي حالة ابتعاده عن والدته، كأن ينام في غرفة بمفرده أو يذهب إلى الحضانة، وكلما زاد خجل الطفل ومحاولة انعزاله؛ سُمى خجله بقلق الانفصال.
* وتبدأ مرحلة قلق الانفصال للطفل، منذ عمر 6 أشهر وحتى 3 سنوات تقريباً، وعلى الأم في هذه المرحلة أن تُحاول مساعدة طفلها في تجاوزها، وعدم تركه يعيش في هذه المخاوف التي تُحيطه.
* ومن الممكن أن يأتي الخجل بسبب طبيعة الأطفال الحساسة، وعدم قدرتهم على تكوين صداقات بسهولة، والخوف والقلق الأكبر من أن يصبح الطفل هدفاً لزملائه المتنمرين.
علامات الخجل عند الأطفال :
الخجل هو عدم موافقة الطفل على الجلوس مع الآخرين
* الخجل عند الأطفال هو عدم ارتياحهم للتفاعلات الاجتماعية، ويظهر هذا من خلال ردود أفعالهم وتصرفاتهم في أثناء وجودهم في مكان مزدحم، ويُمكن ملاحظة هذا على الطفل في سن صغيرة من خلال:
– بكائه عندما يرى شخصاً غريباً.
– عدم موافقته بالجلوس مع أشخاص آخرين سوى الأب والأم.
– عدم الابتسامة أو التجاوب مع الأشخاص الجدد؛ حيث تكون ردود أفعاله غير متوقعة، كأن يحتضن والدته ولا يبتعد عنها، ويخفي وجهه.
– الجلوس أمام التلفاز لفترات طويلة؛ حيث يُفضل الأنشطة التي لا تتطلب التعامل مع أشخاص.
– قلة حديث الطفل، كلامه محدود مع الأطفال الآخرين، ويتجنب الانضمام لمجموعات اللعب.
تأثر حياة الطفل سلبياً بسبب الخجل :
قلة الثقة وانخفاض القدرة على الإنجاز سببان لخجل الطفل
1 – من الطبيعي أن يشعر معظم الأطفال بالخجل من وقت لآخر، لكن حياة البعض منهم تتأثر بشدة بسبب خجلهم الدائم والمستمر.
2 – ويتمثل هذا في انخفاض فرص تطوير المهارات الاجتماعية أو ممارستها، مع عدم القدرة على تكوين صداقات.
3 – انخفاض المشاركة في الأنشطة الممتعة التي تتطلب التفاعل مع الآخرين، مثل الرياضة أو الدراما أو الموسيقى.
4 – زيادة الشعور بالوحدة وعدم الأهمية وتقليل الثقة بالنفس، مع مستويات عالية من القلق، والتعرض للتنمر والإيذاء من الأطفال الآخرين.
5 – انخفاض القدرة على إنجاز الكثير من المهام بسبب الخوف من أحكام المحيطين، وظهور آثار جسدية مثل الاحمرار والتلعثم والرعشة.
كيف تعززين الثقة في قلب طفلك الخجول؟
طرق كثيرة لتعزيز الثقة في قلب طفلك الخجول
* لا تصفي طفلك بأنه خجول، واشرحي للآخرين أن طفلك يخجل حالة التعرف إلى الغرباء، ولكن ابذلي جهدك لعدم وصفه بالخجول أمامه أو من ورائه.
* عززي الثقة الاجتماعية لطفلك، ولا تدفعيه إلى مواقف اجتماعية غير مريحة، وكوني معه في مواقف اجتماعية محدودة، ثم اتركيه وزيدي الأمر تدريجياً.
* تعاطفي مع سلوك طفلك، وشجعيه على استخدام كلماته الخاصة لوصف مشاعره، واشرحي له كيف تخطيتِ مشاعر الخجل في طفولتك؛ فيزداد ثقة بنفسه ويزول الخجل.
* كوني مستجيبة لاحتياجاته، وكوني نموذجاً للشخص الواثق بنفسه مع الآخرين، وأكثري من المقابلات الاجتماعية في وجود طفلك.
* علِّمي طفلك المهارات الاجتماعية، وساعديه على ترتيب مواعيد اللعب، أو المشاركة في المجموعات الرياضة ثم اتركيه تدريجياً.
* من المهم تعليم الطفل مهارات السلوك الاجتماعي؛ مثل المصافحة والتواصل بالعين عند التفاعل مع الآخرين، وكيف يطلب المشاركة في اللعب معهم؛ فالصحبة تكسبه ثقة، والثقة تزيل الخجل.
* ابحثي عن فرص لبناء احترام الذات والثقة؛ فالأطفال الذين يشعرون بالرضا عن أنفسهم يميلون إلى أن يكونوا أكثر ثقة عند التعامل مع الآخرين.
* وإذا كان خجل طفلك مستمراً أو شديداً لدرجة إعاقة الحياة اليومية وتكوين الصداقات، فاطلبي المساعدة من طبيب الأطفال للعثور على العلاج.
ملاحظة : قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج؛ عليكِ باستشارة طبيب متخصص.