اخبار للسيدات

لماذا تكثر المشاكل قبل الزواج ؟

يُعد الزواج من أقدس روابط الحياة، حيث إنه يمثل عقد شراكة دائماً وملزماً بين رجل وامرأة، ويرتكز على الحب والتفاهم والمسؤولية المشتركة بهدف تكوين أسرة ناجحة، وقد يواجه الشباب قبل الزواج مجموعة من المشاكل، قد تؤدي إما إلى تراجعهم وعزوفهم عنه، أو إتْمَامه دون أساس متين وقوي، إذا ما تم التعامل معها بشكل صحيح، بالسياق التالي “سيدتي” التقت خبيرة العلاقات الأسرية عبيرالدريني في حديث يعرفك لماذا تكثر المشاكل قبل الزواج.

الزواج يتطلب التضحية واحتواء الشريك :
المشاكل قبل الزواج
خطيبة تتحدث مع خطيبها وهو ينظر لها بلا حماس بسبب كثرة المشاكل بينهما بسبب الضغوط النفسية والجسدية لهذه المرحلة الانتقالية
الزواج هو شراكة مقدسة، وميثاق غليظ وعقد ملزم مدى الحياة يتطلب الالتزام والحكمة والشجاعة لإدارة الحياة الزوجية، ويُنظر إليه كشراكة أساسية لبناء عائلة مستقرة ولتحقيق الاستقرار العاطفي والأمان النفسي لكلا الشريكين، ويتطلب الثقة والاحترام المتبادل والالتزام من الطرفين، فهذا الارتباط ليس مجرد عقد تقليدي، بل هو مؤسسة إلهية قائمة على مشاعر الود، والرحمة والسند في مواجهة ضغوطات الحياة، وهو يتطلب التضحية من أجل الطرف الآخر، واحتوائه في مختلف الظروف وقد تحدث المشاكل قبل الزواج للعديد من الأسباب أهمها اختلاف وجهات النظر، وضغوط الاستعداد المالي والعاطفي، والمسؤوليات، وتوقعات الحياة المشتركة، وتدخل الأهل، وتأثير قلق المستقبل، بالإضافة إلى الضغوط النفسية والجسدية لهذه المرحلة الانتقالية، كل هذه العوامل مجتمعة تخلق بيئةً مليئةً بالتوتر، والتي تظهر على شكل خلافات بين الشريكين.
قد ترغبين في التعرف إلى: أهمية النضج العاطفي قبل الارتباط لدى المخطوبين

أسباب عديدة لزيادة المشاكل قبل الزواج :
إن أسباب المشاكل قبل الزواج تتعدد لسبب اختلاف البيئات والثقافات واختلاف العادات والطباع، وعدم الاستعداد للمسؤولية، وتضارب توقعات كل طرف، وتدخل الأهل أو الأصدقاء، والعوامل النفسية كالقلق والخوف، الخلافات المالية، وإخفاء العيوب الشخصية خلال فترة الخطوبة والعديد من الأسباب كالآتي:

اختلاف الثقافات ونمط الحياة والعادات :
كل طرف يأتي من بيئة مختلفة عن شريكه، بيئة لها عاداتها وتصوراتها حول الزواج، والمال، والأسرة، مما يؤدي إلى خلافات حول الأمور الحياتية اليومية، وضغوط عائلية، واجتماعية، ومادية تتعلق بتجهيزات الزفاف والتوقعات المجتمعية، فيمكن أن يكون مصدراً للتحديات والصراعات بسبب الاختلافات في القيم، التقاليد، طرق التواصل، والمعتقدات كما يمكن أن يكون مصدراً للتوتر والصراعات، ولكنه قد يثري العلاقة ويجعلها أكثر تنوعاً وفائدة إذا تم التعامل معه بوعي وانفتاح واحترام.

ضغط التحضير للزواج :
ضغط التحضير للزواج أمر طبيعي، ويشمل مخاوف بشأن الالتزام ومسؤوليات جديدة، حيث تتطلب فترة الخطوبة تجهيزات مالية، وتنظيمات معينة، وترتيبات تتعلق بالحياة المستقبلية المشتركة، فالانتقال من حياة العزوبية إلى الحياة المشتركة يتطلب تكيفاً وتحملاً لمسؤوليات مختلفة، مما يضع ضغوطاً كبيرة على الطرفين، فيخلق شعوراً بالقلق والتوتر والذي يظهر في شكل مشاكل وخلافات، وهذا بدوره قد يفتح الباب للشك وعدم الثقة بينهما.

تدخل الأهل والأصدقاء في العلاقة :
مشاكل قبل الزواج
خطيبة مختلفة مع خطيبها،حيث تحدث المشاكل قبل الزواج للعديد من الأسباب أهمها اختلاف وجهات النظر
تدخل الأهل والأصدقاء قبل الزواج قد يدمر العلاقة، حيث يكون سبباً في اهتزاز الثقة بين الشريكين، وإلى فقدان الخصوصية، وتصاعد المشكلات بينهما، فقد يرى الأهل أن من واجبهم التدخل في شؤون الخطيبين، سواء بالنصح أو التوجيه، فيعتاد الشريكان الاتكاء على الأهل والأصدقاء، وقد يصبح من الصعب على الشريكين اتخاذ أي قرارات مهمة دون الرجوع إلى الأهل أو الأصدقاء، مما يؤثر على استقلاليتهما، فقد يشعر أحد الشريكين بضغط لإرضاء الأهل على حساب راحته واحتياجاته، مما يزيد من تعقيد الأمور ويحول الخلافات البسيطة إلى مشاكل كبيرة.

المخاوف والتوقعات غير الواقعية :
وتشمل مخاوف بشأن الالتزام، والمال، والتوافق، والخوف من المجهول والتغيير، بالإضافة إلى التأثيرات الاجتماعية مثل المقارنة بالآخرين والضغوط العائلية، وتنشأ هذه المخاوف غالباً من التعرض للقصص الرومانسية والأفلام والتركيز على الجوانب المثالية للزواج، مما يخلق معايير غير واقعية، أو توقعات غير واقعية حول الحياة الزوجية، فتؤدي إلى الإحباط، وزيادة الصراع، وانخفاض الرضا الزوجي عندما تصطدم هذه التوقعات بالواقع، وتنشأ المشاحنات والمشاكل بين الشريكين.

الصحة النفسية والجسدية :
تؤثر الأمراض النفسية والجسدية، أو الصدمات الناتجة عن علاقات سابقة على قدرة الشخص على تكوين علاقة زوجية مستقرة بل وعلى استقرار العلاقة بأكملها، كما تؤثر على قدرة الفرد على بناء علاقة متوازنة وقادرة على مواجهة تحديات الزواج المستقبلية، وقد تؤدي هذه المشكلات الصحية النفسية أيضاً إلى صعوبة في التكيف مع شريك الحياة، وإلى الشعور بالاكتئاب والقلق إذا لم يتم مناقشتها بشفافية.

نقص التواصل الفعّال :
قد يفتقر الشريكان قبل الزواج لمهارات التواصل الفعال قبل الزواج، فيؤدي ذلك إلى سوء فهم وصراعات متزايدة، مما يخلق مسافة عاطفية وشعوراً بالعزلة وعدم الثقة بين الشريكين، وعدم القدرة على حل المشاكل بطريقة صحية، فتؤدي إلى الاستياء وعدم الرضا عن العلاقة، وتجعل من الصعب بناء زواج مستقر وقوي.

إخفاء العيوب :
حرص كل طرف على تقديم أفضل ما لديه في فترة الخطوبة، وتجنّب إظهار العيوب الحقيقية، فيؤدي ذلك إلى تبديد الحب، وفقدان الثقة وتراشق الكلمات المؤلمة، وإلى تضارب الحقائق بعد الزواج، ونشوء خلافات، مما قد ينتهي بانفصال الطرفين عندما تتكشف هذه العيوب بعد الزواج.

الخلافات المالية :
تعتبر الأمور المادية سبباً شائعاً للخلافات، خاصة إذا لم يتم التفاهم على كيفية إدارة شؤون الأسرة المالية، واختلاف الأولويات بين الشريكين في توزيع الميزانية على الاحتياجات والرغبات، وعندما تختلف توقعات كل طرف حول إدارة المال أو عند غياب الحوار والشفافية في القرارات المالية.

القلق وفوبيا الزواج :
هي حالة نفسية تسبب خوفاً مفرطاً أو قلقاً شديداً من الزواج أو الالتزام، وتترافق بأعراض جسدية كخفقان القلب وتسارع التنفس، وأعراض نفسية كالشعور بالذنب والتوتر الشديد، ويمكن أن يؤدي الخوف من الالتزام ومواجهة المسؤوليات، أو التجارب السابقة الفاشلة، إلى قلق ما قبل الزواج وزيادة المشاكل.

مشاكل في أنماط التعلق :
تتمثل في وجود صعوبات في تكوين علاقات صحية بسبب سلوكيات مستمدة من الطفولة المبكرة، هذه المشاكل قد تشمل القلق والخوف من الهجر، الحاجة المفرطة للاستقلال والانسحاب العاطفي، أو مزيج من الاثنين، مما يؤدي إلى علاقات متقلبة وغير مستقرة وتزيد من احتمالية رهاب الزواج أو فشل العلاقات الزوجية.
والسياق التالي يعرفك: أخطاء تجنبيها مع خطيبك أثناء فترة الخطوبة

زر الذهاب إلى الأعلى