قارب عام 2025 على الانتهاء، وحان الوقت لإعادة النظر فيما سبق وتحديد أحلام العام الجديد وكيفية تحقيقها، ويعتبر الخبراء أن كل عام يبدأ هو فرصة جديدة لإعادة ضبط الحياة، والوصول إلى النسخة الأفضل من نفسك.
إذا كانت هذه الخطوة هامة لحياة أي شخص، فتزداد أهميتها للشباب، لأنهم لا يزالون في بداية الطريق، والانتباه إلى الأخطاء أو العادات المزعجة والمعطلة للطموح، وذلك يساعد لاحقاً على تحسين مسارات المستقبل.
وهنا نتحدث عن مفهوم “الريست السنوي”، والذي يعد فرصة لإعادة تنظيم الحياة وتغيير العادات وتعزيز الإنتاجية.
خطة العام الجديد :
الترتيب ليس السيطرة الصارمة على كل تفاصيل الحياة، بل خلق مساحة لما يبعث على الفرح ويستحق البقاء، وفيما يلي خطوات لترتيب الحياة في العام الجديد 2026:
استقبل العام الجديد بنوايا وليس أهدافاً
ابدأ بالنية قبل الخطة :
يذكر Youth In Progress أن الخطوة الأولى ليست كتابة “لائحة أهداف” بل تحديد النوايا، وهنا المقصود ليس أرقاماً وخطة زمنية بينما نوايا تحدد مسار القرارات، وللتوضيح مثلاً عليك أن تحدد ماذا تريد؟ فهل أنت تبحث عن مزيد من الإنتاجية؟ مزيد من الهدوء؟ أم تبحث عن طرق لتنظيم الوقت أو الاهتمام بالعلاقات الأسرية والاجتماعية.
بعد تحديد النوايا يتم بناءً عليها تحديد الأهداف وليس العكس، لأن هذه النوايا ستكون البوصلة التي تبنَى عليها أهدافك وخطتك لاحقاً، وتساعدك عندما تحتار بين اختيارات كثيرة في منتصف العام.
تحويل النوايا لأهداف قابلة التنفيذ :
وهنا تأتي خطوة الأهداف التي تقودها نوايا صادقة، ولكن ما نصح به الخبراء أن تكون الأهداف هذه قابلة للتنفيذ ومناسبة لإمكاناتك كشاب في بداية حياته، وربما لا يزال في مراحل دراسية، وهنا تسمى “الأهداف الذكية”، وهذا يعني أن يكون الهدف محدداً وقابلاً للقياس وقابلاً للتحقق ومرتبطاً بحياتك وواقعك، وله إطار زمني واضح، فبدلاً من أن تقول “أريد أن أكون أحسن في العام الجديد” ضع هدفاً واضحاً بنية حقيقية لما هو الأحسن بالنسبة لك، وعليه تضع مهامّ واقعية لتصل لهذا الأحسن.
ويشير الموقع إلى أن هذه الطريقة تواجه شعور التشتت الذي عادة ما يشعر به الشباب في هذه المرحلة ومع البدايات الجديدة، ميزة هذا الأسلوب أنه يجبرك على تحديد “ماذا” و”متى” و”كيف”، فلا يصبح هدفك مجرد إحساس جميل، بل خطة يمكن متابعتها وتقييمها وتعديلها إذا لزم الأمر.
لا تُكثر من الأهداف :
ينصح forbes بعدم ملء العام بعشرات الأهداف حتى لا يتحول التخطيط نفسه إلى عبء، الأفضل أن يختار الشاب أو الفتاة ما بين 3 و5 أهداف رئيسية تدعم النوايا الأساسية.
ويشير الخبراء إلى أنه عندما تقل الأهداف تكون محددة أكثر وقابلة للتنفيذ أيضاً، ولأن العبرة في التغيير الحقيقي، فلا داعي لإثقال قائمة العام الجديد بالأهداف.
ابدأ بالروتين البسيط :
كل شيء ترغب في تحقيقه يجب أن تدرجه داخل روتين يومي بسيط، ومع العام الجديد، يتحدث خبراء فوربس كذلك عن أهمية بناء روتين صحي مع بداية العام، خاصة للشباب الذين لا يحبون الالتزام بروتين، وهنا المقصود ليس الشكل الصارم العسكري، بينما روتين بسيط يتماشى مع قدرات الشاب ووقته وطبيعة حياته، لكن ما شدد عليه الموقع هو التكرار الذي يحول الأمر إلى عادة صحية يقوم بها العقل دون تفكير أو شعور بالملل.
ترتيب الأهداف حسب الأولويات يساهم في تنفيذها
وهنا نصح الموقع بالتالي:
- شخصنة الروتين : لا تنقل جدول شخص آخر من الإنترنت، بل اسأل نفسك: ما الذي يناسب يومي أنا؟ ظروف مواصلاتي؟ ساعتي البيولوجية؟
- التبسيط : ركز على عادة واحدة جديدة كل شهر، مثل النوم مبكراً، أو تقليل وقت الشاشة قبل النوم، أو تخصيص 10 دقائق لترتيب الغرفة، في نهاية العام ستجد أن روتينك تغير بالكامل بخطوات صغيرة متراكمة.
- ربط العادات : اربط عادة جديدة بسلوك تقوم به أصلاً، مثل الاستماع إلى بودكاست مفيد أثناء الطريق، أو ترتيب المكتب، بينما تستمع إلى الموسيقى التي تحبها.
راقب يومك وراجع نفسك :
جرت العادة على أن نضع أهداف كل عام، وسرعان ما تتلاشى مع زحمة الحياة، لكن ما يجب فعله هو أن تتبع التقدم لتجعل الهدف حياً في ذهنك ويظهر لك كم قطعت من الطريق. في هذا الصدد يمكن الاستعانة بتطبيقات بسيطة على الموبايل، أو جدول في ملف إكسل، أو أجندة ورقية تضع فيها علامات على الأيام التي التزمت فيها بعادة معينة.
كن لطيفاً مع نفسك :
أخيراً يذكر نقطة تبدو بسيطة لكنها مهمة وهي أنه من حقك أن تغير خطتك خلال العام، الحياة لا تمشي دائماً كما نخطط، وقد تضطر لتعديل أهدافك بسبب ظروف دراسة أو عمل أو صحة أو أسرة.