الصغار هم مخلوقات فضولية للغاية وبمجرد أن يبدأ الحديث بينك وبينهم، توقعي سيلاً من الأسئلة التي لا تنتهي. في ما يلي أسئلة تطرحها “سيدتي وطفلك” بلسان حال الأطفال، والتي تعد أكثر الاستفسارات المحرجة والمربكة التي من المحتمل أن يطرحها طفلك عليك. يقترح حلولاً لها الدكتور محمد بن جرش، كاتب وباحث إماراتي، وإذا لم تجيبي عليها بشكل منطقي ومبسط، سيلجأ الطفل للبحث عن إجابات خارج المنزل، من أشخاص قد يسببون له الاذى النفسي، فتعلمي كيفية الاستعداد للإجابة على أسئلة الطفل المحرجة.
من أين أتيت؟
أسئلة محرجة من الطفل لوالدته
هذا هو السؤال الذي طالما شغل بال الأطفال الصغار الذين يعرفون عادةً كيف خرجوا منك، لكنهم لا يفكرون بالخطوات التي سبقت ذلك، بالطبع لا حرج في معرفة الأطفال الأكبر سنًا لحقيقة التزاوج عند الطيور وتلقيح النحل، ولكن عندما يكونون في سن ما قبل المدرسة، يصعب عليهم التعامل معهم. فأنت لا تفضلين بالتأكيد حتى التلميح بالعلاقة بين الرجل والمرأة لتقَربي الفكرة إلى ذهنه.
يفضّل أن تجيبي: “أحببت أنا ووالدك بعضنا وأردنا حقاً أن تكون في حياتنا، فساعدنا الأطباء في ذلك، أخذوا عينة من دم بابا، ووضعوهَا بي، فنموت في بطني”.
لا تحاولي أبداً الإجابة بقلق، أو بطرح أي قصة خرافية أخرى قد ترغبين في تأليفها.
لماذا تستخدمين المناديل؟
هو يقصد الفوط الصحية، لكن كلمة المناديل أقرب إلى ذهنه، ومهما خبأت عبوة الفوط، سيلاحظهَا ويلمسها، وسيسْألك لماذا ترتدين حفاضًا، لأنه سيراقبكِ من دون أن تشعري، حتى يراها في يدك قبل أن تدخلي الحمام، وسيسْألك عنها!
يفضل أن تجيبي: “الفوط هي مجرد أشياء تحتاجها النساء فقط، كما يحتجن طلاء الأظافر للنساء ومكواة الشعر، ألا تريدني أن أبدو جميلة”؟
هل كان هذا الدجاج على قيد الحياة؟
عندما يجلس على طاولة العشاء، سيلاحظ ما وصل إليه الدجاج بعد الطبخ، وسيطرح عليك هذا السؤال؟ فهذه الدجاجة الصغيرة لم تعد تمرح في الحقول، كما رآها في الصور، لكن سؤاله عن الأمر سيكون مربكاً أكثر.
تخطئ الكثير من الأمهات حين يتظاهرن بالقول إنه ليس نفس الدجاج الموجود في المزارع ذات الريش! لكن هذه الإجابة لن يقتنع بها الطفل طويلاً، فالكتب والرسوم المتحركة تشير علانية إلى أن العديد من حيوانات المزرعة تؤكل.
يفضل أن تجيبي: “انتبه إليّ طفلي العزيز، بعض الحيوانات خلقها الله لتصبح طعامًا لنا، أعلم أن هذا يؤلم قلبك، ولكن لا تقلق، فلن يمكن أبداً أن نأكل كلبك بوبي، أو قطة الجيران زارا”. قد تتفاجئين بمدى قبوله لهذه الأخبار الصعبة، عندما يطمئن على كلبه.
أين ذهب أبي؟
مهما حاولت حماية الأطفال من انهيار العلاقة بينك وبين زوجك، لكن الطفل سيلاحظ ويحزن ويسأل، في لحظات سؤاله حاولي ألا تسيئي إلى شريكك – بغض النظر عن مشاعرك الشخصية، فلا يزال هذا الشخص هو الوالد الآخر لطفلك.
يفضل أن تجيبي: “الأب والأم يمكن أن يختلفا، لذلك قد يقرر الأب الذهاب والعيش في مكان آخر لفترة من الوقت. أنا آسفة حقًا لأنه لن يكون معك ولكن كليْنَا ما زلنا نحبك كثيرًا وسنفعل ذلك دائمًا. سيأتي والدك لرؤيتك قدر الإمكان، مرة واحدة على الأقل في الأسبوع”.
10 أسئلة يجب عليك طرحها للتعرف على أداء طفلك في المدرسة
متى سأموت؟
الموت جزء من الحياة ولا يمكنك إخفَاؤه عن الأطفال الصغار، مهما كنت ترغبين في ذلك. حتى لو لم يعيشوا تجربة وفاة أي من الأقارب أو الأصدقاء المقربين، فسوف يتعرضون لهذه الحقيقة عبر الحيوانات الأليفة العائلية أو الكتب والأفلام، وسيسْألك لماذا ومتى سيموت؟
يفضل أن تجيبي: ” كل كائن حي يموت، بما في ذلك نبات المنزل إذا نسيت سقيه لأسبوع سيموت، وعادة قبل أن يموت يتلقى خطاباً بذلك، لكن هذا لن يكون قبل 100 سنة، لكن لا تقلقي إذا حصل لك هذا فلن تكون بعيداً عن ناظري”.
لماذا لا يبدو جسد أختي/ أخي مثل جسدي؟
يتفق معظم معلمي الأطفال وخبراء السلامة على أنه من الجيد استخدام المصطلحات الصحيحة لأجزاء الجسم عندما تشرحين لطفلك الاختلافات بين أجزائه، خاصة عندما يكون أطفالك صغارًا ، يمكنك شرح “الأجزاء الخاصة”، وما تعنيه خصوصية الجسم. ويعد هذا أيضًا وقتًا مناسبًا لإعلام طفلك بأن يكون حذراً.
يفضل أن تجيبي: هذه الأجزاء من جسمك يجب ألا يلمسها أي شخص آخر. وألا يراها إلا أن اووالدك وجدتك، لأننا نساعدك في الدخول إلى الحمام، وعليك أن تخبرني إذا لمسها أي شخص أو طلب منك أن يراها”.
لماذا لا أملك مثل هذه الدمية وسعيد لديه مثلها؟
غالبًا ما يحب الأطفال ما يملكه أقرانهم، لكنهم لا يملكونه. وعاجلاً أم آجلاً، سوف يدرك المراقب الصغير أيضًا التفاوت الاجتماعي والاقتصادي في المجتمع. كيف تشرحين للطفل لماذا لا يملك ما يملكه الأولاد الآخرون؟ يجب أن تكون الإجابة صادقة: قولي له “نحن جميعًا مختلفون: لدى سعيد جهاز من هذا النوع ولديك جهاز آخر. يمكنك أن تطلب منه التبديل أو اللعب معًا”.
لماذا تتبادلين الشتائم مع والدي؟
الأطفال يخافون كثيراً من الخلافات بين المقربين منهم، وغالباً ما يبدأون في الاعتقاد بأنها كانت نتيجة خلافات بين الوالدين، وهذا يؤلمهم بالطبع، هل تتحدثين مع طفلك عما إذا كان يتفق دائماً مع أصدقائه، وهل يعني هذا أنه يحبها أقل، ويتبادل الأب والأم الشتائم لأنهما يختلفان في بعض الأمور ولكنهما يستمران في حب بعضهما البعض؟
طمئني طفلك، وأظهري له أنك ما زلت تحبينه رغم كل الخلافات بينكما. لكن استمري في محاولة حل مشاكلكما كبالغين في غياب الأطفال أو من خلال الحوار مع الطفل البناء. هكذا تظهرين له السلوك الصحيح أثناء الخلاف.
هل تعرفين أسئلة تجعل الحوار مع طفلك ممتعاً؟
نصائح اتبعيها في الرد على الأسئلة المحرجة التي يطرحها الأطفال :
* لا تنزعجي أو تسخري من الأمر. إذا كان رد فعلك قويًا، فقد يتلقى طفلك رسالة مفادها أنه ليس من المقبول أن يسألك مثل هذه الأشياء. قد يتجنبك في المرة القادمة ويفضل أن يسأل شخصًا آخر يشعر براحة أكبر في التحدث معه. والأسوأ من ذلك، قد يحاول الحصول على إجاباته من مصدر غير موثوق. أهم شيء هو أن تظلي قريبة منه وأن تجعلي منزلك مكانًا آمنًا حيث يمكن التعبير عن الأسئلة.
* لا تتجاهلي أسئلة طفلك وكوني مستعدة للإجابة عليها. وخذي وقتًا كافيًا للاستماع جيدًا إلى أسئلة طفلك ومخاوفه وأفكاره.
* إذا كان طفلك يتحدث، فاحرصي على إزالة أي عوامل تشتيت وركزي انتباهك على ما يقوله. سيؤدي هذا إلى بناء ثقة طفلك بك لأنه سيشعر بأنك تأخذه على محمل الجد.
* إذا لم تكوني متأكدة من سبب طرح الطفل لهذا السؤال أو نوع المعلومات التي يبحث عنها، فقومي بإعادة صياغته لمعرفة ما إذا كنت على المسار الصحيح، على سبيل المثال، “أريد التأكد من أنني أفهم ما تقوله. هل تسأل عن ما يحدث لجسد شخص ما بعد وفاته؟”
* إذا كنت لا تعرفين الإجابة، فلا تغلقي الموضوع على الفور، بل أخبري طفلك أنك ستبذلين قصارى جهدك لإيجاد حل مناسب ووعده بالعودة إليه في أقرب وقت ممكن. إن الصدق مع أطفالنا يساعد في إبقاء خط الاتصال مفتوحًا.
* لا تأنبي أو تنتقدي طفلك إذا سألك سؤالاً عن شخص ما قد يبدو غير حساساً أو مؤذياً لهذا الشخص.
* تذكري أن الأطفال ببساطة لا يملكون المعلومات أو الخبرة الكافية ليكونوا لبقين أو متفهمين، لذا كن لطيفًا في شرح سبب ضرورة إبقاء مثل هذه الأسئلة سرية. وهذا من شأنه أيضًا أن يعلمهم قيمة التكتم.
* احتفظي بالإجابات صادقة ولكن قصيرة وبسيطة، وتجنبي الخوض في تفاصيل مطولة حول الموضوع بأكمله، وخاصة بالنسبة للأطفال الذين قد يكونون صغارًا جدًا بحيث لا يستطيعون الإجابة على أسئلة معقدة. ومع ذلك، يمكنك منحهم معلومات إضافية تتناسب مع ما يمكنهم معالجته وفهمه مع تقدمهم في العمر.
* قومي بتعديل إجابتك بما يتناسب مع عمر طفلك ومستوى فهمه ونضجه، بالإضافة إلى إعطاء طفلك المعلومات التي يطلبها فقط، فإن اختيار الكلمات أو المفردات المناسبة لعمره سيساعد طفلك على فهم شرحك بشكل أفضل.
* استخدمي أمثلة يومية، أو كتب، أو مقاطع فيديو، أو حتى قصص مضحكة للأطفال للإجابة على هذه الأنواع من الأسئلة، ستساعد هذه التوضيحات طفلك على فهم تفسيراتك بشكل أفضل. ومن خلال القيام بذلك، سيشعر طفلك أن أسئلته تستحق اهتمامك بغض النظر عن مدى غرابتها أو إحراجها.
* تحلي بالصبر مع طفلك، لأن الأطفال، قد لا يتذكرون المحادثة بأكملها، لذا فهم يحتاجون إلى التكرار لاختبار الحقائق. من المرجح أن يُطرح عليك نفس السؤال مرارًا وتكرارًا، لذا كوني مستعدة لتكرار إجاباتك عدة مرات.
* أخبري طفلك أنك لا تعرفين شيئًا أو أنك تتساءل عن نفس الشيء بنفسك، إذا لم تعرفي الإجابة، لا يعد هذا علامة ضعف أو إشارة إلى أنك غير مؤهلة لأن تكوني أماً، بل إنك تقدمين نموذجًا لطفلك حول كيفية الحفاظ على هدوئه حتى في مواجهة عدم اليقين. يمكنك أيضًا استخدامه كفرصة لتعلم شيء ما معًا.