اقلام

قدرات المقاومة المخفية، بقلم السيد محمد شكر

قدرات المقاومة المخفية

محمد شكر

نستعرض ببعض الكلمات آخر تطور حساس ومؤثر على المستوى الاستراتيجي والذي قامت به المقاومة في لبنان، وليس بالضرورة ان نقيم بلغة العارف المتمكّن والآتي من خلفية عسكرية ولا بلغة المراقب والمحلل ، لكننا نضيء على الموضوع بأسلوب سلس وواضح ولا يتضمن اي تعقيد ، كوننا نتحدث عن حركة مقاومة استفادت من كل لحظة وراكمت على القوة وضاعفت العمل والتدريب والمهارات الفردية لمقاتليها ليتكيفوا مع كافة الظروف وأولها الصبر ، ودخلت في تكتيكات الجيوش وتخطت المفاهيم العسكرية المعروفة بحسب الانظمة الشرقية والغربية ودمجت بين حرب العصابات القديمة والحديثة وطورت من أساليبها لتتغلب على العقل الصهيوغربي في التكنولوجيا وطوّعتها لتشكل حالة مستعصية امام تلك الدول المتقدمة بأهم الصناعات العسكرية الجوية وسلاح البر المدرع بافضل تحصين فولاذي وبكلفة مرتفعة.
تميزت هذه المقاومة بإخفاء قدراتها عن أعين العدو وعملائه على مدى عقود من العمل الشاق فوق الارض وتحتها، طوّعت الجبال وتأقلمت مع تضاريسها ومع كافة المتغيرات لتصبح قوة قتالية اقليمية بوجه العدو الصهيوني الذي استباح على مدى ثمانية عقود سماءنا وارضنا ومياهنا ، ولا نبالغ اذا قلنا ان المقاومة فرملت المشاريع والمخططات الخبيثة والمؤامرات التي تستهدف منطقتنا وتصدت لها وافشلت معظمها سواء من خلال الميدان بالمواجهات العسكرية او باتباع اسلوب الحرب النفسية التي فضحت هشاشة جيش العدو وجبهته الداخلية ، وإن الكشف عن المنشأة عماد 4 في هذا التوقيت بالذات يحمل عدة دلالات، وبرزت تحليلات وآراء كثيرة متخصصة قد يصيب بعضها الهدف وأخرى تحمل مضامين سياسية عامة.
والجدير ذكره ان هذه المقاومة وبالوقت الذي تخلت فيه اغلب القوى عن دورها في الاعداد والتسليح واكتفت بالعمل السياسي والنقابي وجدت المقاومة نفسها أمام مسؤولية كبرى وهي القتال بجدية وتبنت مشروع التحرير ودفعت أثمانا كبيرة وقدمت النخبة من مقاتليها وقادتها شهداء وأضحت على مدى سنوات شبه القوة الوحيدة التي تواجه العدو الصهيوني إلى أن انجزت مشروع التحرير عام 2000 واكسبها ذلك خبرات عالية أهّلها لبناء قدرات مميّزة قاتلت بها خلال عدوان 2006 على لبنان ، ومنذ ذلك الوقت وهي تعدّ للمعركة القادمة مع العدو .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى