الحواط وأبي رميا وبرو يستنكرون المجزرة الإسرائيلية بحق علمات جبيل، وتفاصيل قد تكشف للمرة الأولى سبب قصف علمات ومناطق أخرى.
بالأمس، حصل اعتداء إسرائيلي على بلدة علمات في جبيل، أسفر عن سقوط أكثر من 30 شخصًا بين شهيد وجريح.
ورغم ما أُشيع في الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي عن تواجد قيادات واجتماعات، إلا أن هذا الكلام محض افتراء ولا أساس له من الصحة.
الذي حصل في علمات جبيل، انه قبل فترة استشهد احد افراد عائلة القرصيفي اثناء المواجهة مع العدو الاسرائيلي، وبما ان هذا الشاب الشهيد لم يلتقي عائلته او اقاربه منذ انطلاق العمليات الحربية ضد لبنان، قررت العائلة إقامة مجلس عزاء عن روحه كما هو متعارف عند الوفاة. وقد اقتصر الحضور على رب العائلة وأولاده وأحفاده وأزواج بناته فقط دون تواجد اي غرباء، فقام العدو الإسرائيلي بالانتقام من عائلة الشهيد وقصف كل من كان موجودًا في المكان.
للأسف، غالبية ما قيل ونُشر في الإعلام عن وجود اجتماعات وسقوط قيادات يُشكل إدانة أخلاقية ودينية لكل من يُشيع مثل هذه الأخبار، خاصة أن هذه الأخبار غير صحيحة إطلاقًا، بل يفبركها الإعلام الإسرائيلي لتبرير جرائمه واستهداف الأبرياء. ولا أعرف ما الفائدة التي سيجنيها أي شخص يُشارك في نشر هذه الإشاعات، التي تُعد بدورها جريمة ضد الإنسانية والوطن.
وكثرة الحديث عن كل شخص تقتله إسرائيل بأنه “قيادي في حزب الله” تهدف إلى ابراز قدرات العدو الاسرائيلي الاستخباراتية مع العلم بانه لا يعقل بان يكون كل هؤلاء الشباب الذين لم تتجاوز اعمارهم ال 25 سنة هم قياديون في حزب الله، ولو تابعنا عدد الشهداء الذين وُصفوا بأنهم “قياديون في حزب الله”، لتبين أن كل الشهداء قياديون، مما يعني أنه لا توجد عناصر قتالية عادية.
بل إن الكثير من الشهداء الذين يسقطون داخل المناطق السكنية لا علاقة لهم بحزب الله كقوة قتالية؛ فغالبيتهم ينتمون إلى بيئة حزب الله، وقد يشاركون في حضور المجالس أو يقدمون المساعدات اللوجستية، أو حتى يعملون في مؤسسات مدنية تابعة لحزب الله. لكن في النهاية، لا علاقة لهم بالأعمال القتالية أو الحربية.
ما حصل في علمات جبيل يشبه ما حدث مع العديد من التجمعات العائلية في اكثر من منطقة ومدينة والتي استُهدفت أثناء إحياء شعائر دينية عن روح شهيد سقط في مواجهة العدو الاسرائيلي، مما يدل على أن إسرائيل تقوم بعمليات حربية انتقامية ضد أهالي الشهداء.
وربما في الأيام القادمة يتوقف حزب الله عن نشر أسماء شهدائه، وكذلك تتوقف العائلات عن إعلان أسماء أبنائها الشهداء أو إقامة مجالس عزاء علنية حتى تنتهي الحرب الإسرائيلية على لبنان.
وقد استنكر نائب بلاد جبيل، الأستاذ زياد الحواط، الجريمة الإسرائيلية وأعرب عن أسفه لأن تصبح جبيل مستهدفة كباقي المناطق. ودعا القيادات أو العناصر في حزب الله إلى عدم التواجد بين النازحين ولو حتى على سبيل الزيارة، حفاظًا على سلامة النازحين.
كما تحدث نائب بلاد جبيل، الأستاذ سيمون أبي رميا، عن المجزرة في علمات، التي وصفها بالمروّعة نظرًا لارتفاع عدد الشهداء ولأن المنزل تدمر بشكل كامل. وأوضح أبي رميا، وقد بدا الحزن والأسى والإرهاق والألم على وجهه، أن المنزل المستهدف يعود لأحد أبناء المنطقة المعروفين، وقد يكون استقبل نازحين، إلا أن هذه الجريمة لا يمكن تبريرها، فهي جريمة جديدة تُضاف إلى سجل آلة القتل الإسرائيلية.
وقد كان للنائب الأستاذ رائد برو موقف مماثل، إذ أكد أن استهداف علمات في الساحة الوسطى يشبه استهداف المعيصرة، والهدف منه زيادة الضغط على المقاومة والأهالي، خصوصًا أبناء جبيل وكسروان الذين أظهروا موقفًا وطنيًا بأبهى تجلياته.
ونفى النائب برو وجود أي قيادات أو مخازن كما يدعي العدو الإسرائيلي.
وقد وُزِّع مقطع فيديو يُظهر حجم المجزرة التي حصلت في علمات جبيل.