السياسية

من داخل مجمّع النور التربوي… فيصل كرامي يضع إصبعه على جرح التعليم

قام رئيس تيار الكرامة، النائب فيصل كرامي، بزيارة رسمية إلى مجمّع النور التربوي في منطقة الزاهرية – طرابلس، حيث كان في استقباله مدير المجمّع، الشيخ الدكتور محمد رامز الحموي، إلى جانب أعضاء الهيئتين التعليمية والإدارية. وتأتي الزيارة ضمن الجولات التي يجريها كرامي على المؤسسات التربوية والاجتماعية في المدينة، للوقوف على أوضاعها ودعم دورها في ظل التحديات التي يواجهها القطاع التربوي في لبنان.

استُهلّ اللقاء بكلمة للشيخ الدكتور محمد رامز الحموي، رحّب فيها بالنائب كرامي، مستعرضًا مسيرة المجمّع منذ تأسيسه، والرسالة التربوية التي يعمل عليها عبر الجمع بين التعليم الأكاديمي المتوازن والتعليم الشرعي الذي يُشكّل ركيزة أساسية في بناء الوعي الديني والوطني لدى الطلاب. وأكد الحموي أنّ المجمّع يحرص على توفير بيئة تربوية سليمة قائمة على العلم والأخلاق، وعلى تطوير برامجه بما يلبّي حاجات المجتمع ويخدم طلابه على المستويات كافة.

وفي كلمته، عبّر النائب فيصل كرامي عن اعتزازه بهذه الزيارة، مؤكدًا أنّ المؤسسات التربوية في طرابلس هي الشريان الثقافي والفكري للمدينة، وأنها تشكّل خط الدفاع الأول عن المجتمع في مواجهة الانهيار الاجتماعي والاقتصادي المتفاقم. وأشار إلى أنّ المجمّع، بما يقدّمه من تعليم شرعي وأكاديمي متوازن، يساهم في تحصين الجيل الجديد بالقيم والمعرفة، ويؤدي رسالة لا يمكن الاستغناء عنها في ظل الفوضى التي يعيشها البلد.

وتوقّف كرامي عند أهمية المؤسسات الأهلية والخيرية والتعليمية في تاريخ طرابلس، لافتًا إلى أنّه ينتمي إلى عائلة أرست نموذجًا مؤسساتيًا رائدًا منذ أكثر من نصف قرن عبر تأسيس المستشفى الإسلامي والكلية الإسلامية وجامعة المدينة. وأوضح أنّ هذه الصروح لم تُنشأ للوجاهة أو السياسة، بل كانت وما زالت مؤسسات لخدمة أبناء المدينة، تقدّم التعليم والرعاية الصحية لجميع الفئات من دون تمييز، وتشكل مرجعيات علمية واجتماعية يحتاج إليها المجتمع في مختلف المراحل.

وأكد كرامي أنّ هذه التجربة العائلية تمنحه دافعًا أكبر لدعم أي مؤسسة تحمل رسالة تربوية أو اجتماعية حقيقية، مشددًا على أنّ طرابلس تحتاج اليوم إلى تكاتف الجهود لحماية قطاعها التربوي من الانهيار، وإلى دعم المدارس التي تعمل في ظروف قاسية وتصرّ على الاستمرار في خدمة الطلاب. وأضاف: “المؤسسات هي العمود الفقري لنهضة طرابلس، وهي التي تحافظ على هوية المدينة وإرثها العلمي والديني، وتبني جيلًا قادرًا على مواجهة المستقبل بثقة ومعرفة”.

كما دعا كرامي إلى إطلاق رؤية تربوية جديدة لطرابلس، تقوم على الشراكة بين المؤسسات التربوية ومرجعيات المدينة الفاعلة، وعلى تعزيز الاستثمار في التعليم الشرعي المنفتح الذي يرسّخ الأخلاق ويحفظ الهوية، ويجمع بين العلم الحديث والقيم الأصيلة.

وفي ختام اللقاء، قام النائب فيصل كرامي بجولة شاملة في مرافق المجمّع، شملت الصفوف وقاعات التدريس ومرافق التعليم الشرعي والأنشطة. واستمع خلال الجولة إلى شرح من الإدارة والمعلمين حول البرامج المطوّرة وحاجات المؤسسة وخططها المستقبلية. وقد أبدى كرامي إعجابه بحيوية المجمّع وبالجهود التي يبذلها المعلمون للحفاظ على المستوى التربوي رغم التحديات.

واختُتمت الزيارة بتأكيد مشترك على أهمية دعم المؤسسات التعليمية في المدينة وتعزيز دورها في خدمة الطلاب والمجتمع، بما يعيد لطرابلس مكانتها كمنارة للعلم والتربية والثقافة في لبنان.

زر الذهاب إلى الأعلى