
لسناً متشابهين في برمجة أدمغتنا لأنّ سيرة كل واحد منّا تختلف عن الآخر،الاب والام مختلفين،المدرسة والشارع والتجربة الشخصية والأمراض و الهوايات مختلفين،الأهداف والآلام والآمال و الرؤّى مختلفين.
لذّاتنا مختلفة وإن تشابه الذوق والرأي والمتعة.
كذلك هي ثقافتنا متفاوتة وإن كثرت فيها القواسم المشتركة لأن استيعابنا للأفكار يعمل على آلية وعلى سرعات متفاوتة ولو تتلمذنا عند الاستاذ او المرجع نفسه.
تفاوت الثقافة يؤسس للاختلاف والاختلاف يمهّد للخلاف والخلاف سبب اوّلي لسوء التفاهم وسوء التفاهم مدخل للنزاع والنزاع شرارة اولية للاصطدام والاصطدام اعلان حرب.
هي أمور بسيطة جدّاً بإمكانها ان تنحو بنا إما لصداقة طويلة او لعداء دائم،مجرّد مفاهيم اعتمدناها كمبادىء وحقائق وفق مستوى ذكاء كل واحد منّا و وفق طموح وخبث و طهارة وبراءة كل واحد منّا أيضاً.
لذلك احلامنا ليست واحدة فناطور المبنى في شارع كاراكاس محسود من ناطور مبنى في الدكوانة وناطور مبنى في الدكوانة محسود من ناطور مبنى في الشويفات.
هذا ينام على أمل أن يتمّ تعيينه وزيراً في حكومة وذاك ينام على أمل أن يحصل على دفتر قيادة سيارة عمومية ليصبح سائق سيارة أجرة.
كل منّا يحلم وفق موقعه وإمكانياته و وفق احتمالات نجاحه ورسوبه.
الصيّاد عند صخور بلدة عدلون لا يتوقع ان يصطاد الا سمكا صغيرا او اكبر بقليل إنما الصياد في المركب في عمق البحر ان رفعت شباكه سمكا صغيرا رماه فوراً في البحر من جديد رافضاً اياه النعمة التي يحلم بها صيّاد عدلون.
حتى في ارتكابنا للجريمة نثبت ان لا جريمة مطابقة لأخرى كبصمات ابهاماتنا تماما وكبصمات عيوننا السوداء والبنية والزرقاء والعسلية والخضراء.
تباين في الأحلام على ارتباط وثيق مع التفاوت في الثقافات ومع اختلاف برمجة أدمغتنا و وفق
قدرات وقواعد كلّ واحد منّا.
الفقير إن عظّم حلمه قالوا عنه حالم و واهم اما الغني ان عظّم حلمه قالوا عنه انه موهوب ومرزوق وقادر.
كلنا ناس إنما لكل واحد منّا مشروع آخر،مشروعه الخاص.
كلّنا ثيران تتناطح وكلّنا نسير في قطيع ونادرون هم الذئاب المنفردة المتمردة التي تجعل حتى من قمة جبل الثلج وجاراً لهم.
تفاوت في الثقافة وتباين في الأحلام.
لن نتفق ابداً ولو آمنّا بالتسويات.
بقلم د.احمد عياش
المقال يعبر عن رأي الكاتب وليس رأي الموقع، شكرا على المتابعة.