
تعالوا إلى طلاق رحيم لتجنب تعايش كاذب وحرب أهلية دورية ولتجنب الموت العشوائي والصراع الدموي.
تعالوا إلى انفصال رحيم بعدما ثبت بالدليل القاطع استحالة التناغم في نسيج واحد.
صراع الرؤى والثقافات هائل وخطير وغير قابل للمرونة.
من كانوا قادرين على الجمع ماتوا والذين بقيوا على قيد الحياة لا يتّقنون غير مهنة الترويج للفراق.
لا وحدة بالقوة و لو ان المقسّم سيتفتت اكثر.
فشل الجميع بجعل الناس شعبا وفشل القيّمون من جعل القضاء عدالة ولم ينجج المعنيون بجعل الحرس جيشاُ.
كلهم يسعون لمال حرام وكلهم يتمنون الجنّة.
ما زلنا في المربّع الاوّل للجمهورية الأولى،ما زلنا في دولة لن تتحوّل لوطن.
ماذا نفعل هنا؟
لنفترق بصمت.
ليكن الطلاق الرحيم بهدوء لعل الروح الطائفية تطمئن في قمامتها .
لن تنجح مع هؤلاء إمّا تغير الوجوه والاسماء والعناوين كلها والا ستعيد حرباً أهلية اكثر قساوة من سابقاتها.
حاول كثيرون ان ينقذوا البلاد وسقطوا.
ليكن الطلاق الرحيم .!
ذاك الطلاق الهادىء الذي ينقذ الذكر والانثى،الزوج والزوجة،الاولاد الضحايا والذي يوزع الإرث والرزق الحلال كل حسب عمله وكل حسب حاجته.
عين المتآمر كعين التاجر العالمي والمحلي على نفط وغاز بحر مجزرة قانا .
لا بل عقل المتأمر على مَن يحمي كل حدود فلسطين المحتلة لشعب يهوه المختار.
من يوقع يبقى في الحكم حاكما ومن يرفض يهيّجون شعبه ضده ليقتله.
ليعدمه.
خدعة وجود امّة انتهت تفاصيلها،كان حلما زهرياً اتعبنا و شرّدنا وتسبب بذبحنا على الهوية.
ستبقى الاممية اغنية في قلوبنا إنما لا وجود لأمة عربية واسلامية الا في الكتب.
سقط الوهم العظيم.
سقط مفهوم الأمّة ،تيقن الجميع انها كانت صرحاً من خيال وهوى.
تعالوا لكلمة فراق لطيفة لا لكلمة سواء مخادعة.
لا داع لهذه الحرب الأهلية التالية.
لنطلّق من دون محضر الهي لرجل دين.
لنفترق من دون استجواب قاض.
لنرحل من دون حماية دولية.
لنختفي قبل وصول الإمدادات الغذائية.
لننجوا لنبقى أحياء!
تعالوا للموت الرحيم !
لا،
ليس الموت الرحيم.
تعالوا إلى الطلاق!
لا،
ليس اي طلاق،
تعالوا إلى طلاق رحيم يرحمكم الله.!
د.احمد عياش
المقال يعبر عن رأي الكاتب وليس رأي الموقع، شكرا على المتابعة.