المارّون بين الكلمات العابرة لم يحملوا اسماءهم ولم ينصرفوا،عادوا من كل حدب وصوب ليتأكدوا من موتنا.
ما اقتنعوا،أصرّوا ان نموت بعد وبعد البَعد ان نُقتل اكثر.
ليس هناك موت اكثر.
حجارة سقف السماء المفككة والمبعثرة كركام على أرض وعلى قمر وعلى مشتري وعلى مرّيخ حملها الاله على كتفيه ليعيد تركيب سقف بيته.
مَن يقف خلف محاولة اغتيال الربّ بمسيّرة جوية معادية؟
قتل خلق الله الابرياء اعتداء سافر على السماء.
هناك مملكة تُسرق،باب القصر مفتوح على مصراعيه.
لا حرس عند الباب ولا بعدين لا الليل ولا عنتر بن شداد.
ما معنى ان يكون هناك مسجداً بلا مئذنة؟
إمام جامع بلا مصلّين،
ما معنى ان يكون هناك كنيسة صغيرة بلا كاهن وبلا جرس.؟
و كنّا معاً ،عاشقين وحيدين منذ الصغر و كبرنا معاً كزهر و كعشب نما بين مفاصل صخر في بساتين ضاحكة واذكر ان سماء الربيع كانت تؤلف نجماً فرحا ونجما حزيناً وكنّا وما زلنا رفيقين دوماً نسير كفاً بكف لنصنع معاً الخبز والتأميم وتوزيع الخيرات بعدالة والاغنيات.
مَن يقف خلف محاولة اغتيال الشاعر المرهف والرسّام الحالم؟
كنّا معاً ،صرخنا معاً في وسط حصار مدينة بيروت “ياوحدنا”وها نحن اليوم نصيح من جديد من وسط حصار غزة والجنوب اللبناني “يا وحدنا”.
لم يحضر احد،تُركنا كما تُرك خيرة الفدائيين يقتحمون الغابات وتقاعست القيادات عن تأمين غطاء عبر قصف مدفعي لينسحبوا.
مات كل الفدائيين.
غفت عيون القيادة.
هكذا تكون احيانا الأوامر.
سوء تقدير وسوء إدارة للصراع في السلم وفي الحرب.
ما مات الشاعر لقد انتحر.
كلما عرفت أناس اكثر ازدادت شكوكي بوجود الاله.
الله موجود حتماً إنما عبيده غير موجودين، بعض المؤمنين يفضلون معركة حلب على أيّة معركة أخرى.
يبدو ان هناك ملحق لمعارك أخرى لا يكفينا جرح بغداد ولا الطعن بصنعاء ولا اعتقال بنغازي.
حمكت المحكمة على صور وبعلبك بالإعدام.
شرسين بأدوار قذرة ضد بعضنا بعضاً كوكلاء وحكماء ورحماء وعقلاء ضد العدو الأصيل يا بني قومي.
أين قومي؟
لأي قطيع انتمي؟
مذ غادرت القطيع و أعلنت استقلالي الاقتصادي واكتفائي بغذاء مما زرعت وبثياب مما صنعت والكلاب المدربة الشرسة تخونني وتطاردني وتهددني.
هنا الجميع تابع ومستهلك .
هنا يخنقون الكاتب الجريء غير المأجور بعملات ورقية ورقمية.
يخنقونه بإشاعات سامّة.
هنا يطحنون الجماجم.
خيراً فعلت ايها الشاعر الثائر الصادق أنّك متّ قبل الاوان.
نحن اهل فوات الاوان إن كنت لا تعلم.
د.أحمد عياش
المقال يعبر عن رأي الكاتب وليس رأي موقع سانا نيوز شكرًا على المتابعة.