غريب أمر هذه الدولة والأغرب الصمت الداخلي والدولي مما جرى أمس في بلدة الوزاني.
ما عجزت عنه إسرائيل خلال 36 يوم من المعارك التي أثبتت فيها المقاومة بإنها الوحيدة التي تستطيع مواجهة هذا العدو
لقد تحقق بعد وقف إطلاق النار وعلى مرآى من العالم دون أن يستطيع أحد منعها أو بشكل أصح وأوضح لم يتجرأ أحد على وقف هذه الأعتداءات أو حتى تصريح عالي اللهجة؟
منذ شهرين والعدو يفخخ المنازل ويجرف الطرقات حتى أصبحت بعض القرى الجنوبية صحراء
ما حصل أمس في منتزهات الوزاني هو أكبر بكثير من تدمير منزل أو قرية
فالمنزل يعاد إعماره خلال سنة او أقل، ولكن ما حصل في الوزاني هو أكبر بكثر وهو مخطط للسنوات القادمة بضرب السياحة فهذه المنتزهات تتعدى 12 منتزه بينهم 5 منتزهات تعتبر الأكبر في منطقة الجنوب، وهذه المنتزهات التي تحدثت عنها في أكثر من مقابلة صحفية عن اهميتها السياحية والتي بُنيت بمجهود فردي من أصحابها وسط غياب كلي للدولة وتحولت هذه المنتزهات إلى مقصد سياحي من كل لبنان والدول المجاورة وحتى الأوروبية فأصبحت تعتبر الوزاني من المناطق السياحية بأمتياز
وهذه المنتزهات تحتضن أكثر من 400 موظف
ما يعني بأن إسرائيل قامت بتدمير السياحة اللبنانية الجنوبية لسنوات طويلة
ولم يقتصر الأجرام الإسرائيلي على السياحة في الوزاني بل تخطى الأمر لتدمير الزراعة
فقاموا بجرف أراضي كبيرة جدا” مزروعة بكروم الدوالي (العنب) والتي تجاوز عمرها 24 عاما” وكانت من أفضل الأنواع في المنطقة وكانت تصَدر إلى الخارج نظرا” لجودة زراعتها والأهتمام بها وهذه الأراضي التي تجاوز التدمير فيها 500 دلم بحاجة لأربع سنوات فقط لتبدأ بالأنتاج البطيئ
وهذا ضرب للزراعة الجنوبية وللأقتصاد اللبناني أيضا”
فأين الدولة مما جرى أمس على الوزاني
وأين لجنة المراقبة الخماسية
وأين ضمائركم و ضمير العالم الذي يشاهد ويصمت
وأين الكاذبين والمنافقين الذين يدعون السيادة والوطنية من إدانة ما حصل
أم أن وظيفة (السيادة) التي تعملون بها مهمتها فقط مهاجمة المقاومة عندما تتصدى للعدو، وتضعون رأسكم في الأرض عندما تنفذ إجرامها إسرائيل على جنوب لبنان
يا إيها المدعين بالسيادة
يا سادة الكذب والنفاق والهوان، إسرائيل سرقت شجرة السلام من أرض الجنوب التي تجاوز عمرها الف عام
ما يحصل من صمت هو معيب ليس فقط بحق الجنوب بل بحق دماء الشهداء الذين منعوا إسرائيل من تنفيذ مخططها وأنتم اليوم شركاء بتنفيذ ما تقوم به بفضل السيادة الكاذبة
بقلم نضال عيسى
المقال يعبر عن رأي الكاتب وليس رأي موقع سانا نيوز شكرًا على المتابعة.