السياسية

المستشارية الثقافية الإيرانية في لبنان، نظمت ندوة تحت عنوان “فلسطين في فكر الإمام السيّد موسى الصدر”.

عشية ذكرى تغييبه حضر فكر الإمام السيد موسى الصدر من بوابة فلسطين في الندوة التي نظمتها المستشارية الثقافية للجمهورية الإسلامية الإيرانية في بيروت وشارك فيها حشد من الشخصيات السياسية والحزبية والثقافية والفكرية.
نظّمت المستشارية الثقافية للجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان، الخميس 29 آب 2024، ندوة تحت عنوان “فلسطين في فكر الإمام السيّد موسى الصدر”، وذلك في الذكرى السنوية الـ 46 لتغييبه.
وأُقيمت الندوة في قرية الساحة التراثية- بيروت، بمشاركة شخصيات لبنانية وفلسطينية،وممثلي رؤساء الطوائف الاسلامية والمسيحية والاحزاب اللبنانية والفلسطينية ومجموعة كبيرة من النخب والمثقفين ، يتقدمهم السيد صدر الدين الصدر نجل الامام موسى الصدر ومدير مركز الامام الصدر للابحاث والدراسات، ممثل شيخ عقل طائفة الموحدين الدروزالشيخ سامي ابو المنى ، كاثوليكوس الارمن آرام الاول كشيشيان، ممثل سفير الجمهورية الاسلامية الايرانية في بيروت السيد مجتبى أماني وقيادات حزبية لبنانية وفلسطينية.
بداية آيات من القران الكريم ثم قدم المتحدثين علي قصير بمداخلة فأعتبر ان الامام السيد موسى الصدر وعى مبكراً أن احتلال فلسطين هو بداية لإحتلال كثير من الاراضي العربية، وأن سكوت العالم عن إحتلال فلسطين من قبل الصهاينة، بكل ما تمثله من رمز للقداسة، سيسهل على الصهاينة احتلال ما يشاؤون من أراض عربية، وانتهاك جميع المقدسات دون خوف أو رادع أو وازع.
رئيس المركز الكاثوليكي للإعلام المونسنيورعبدو أبو كسم إستذكر نصرة الإمام الصدر للمظلومين، مؤكدا انه كان عابرا للطوائف في لبنان ومناضلا في قلب القضية الفلسطينية فحملها الى كل العالم.
أضاف ابوكسم ان الامام الصدر قاد ثورة المحرومين ،بعين الحكمة وألبسها الثوب الديني،لتبقى ثورة مزينة بالمحبة التي تجمع ولاتفرق . ناصر المظلومين وحارب الطائفية البغيضة وحصّن الوحدة الداخلية في مواجهة الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان وجنوبه .
وقال ابوكسم في ذكرى تغييب الامام الصدر نستذكر ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في غزة من جازر طالت الاطفال والنساءوالشيخ وتدمير كامل المنازل والبنى التحتية ،في ظل صمت عربي و عالمي مريب ،وكأن الانسانية في غيبوبة لم نشهد لها مثيل، وان ما يجري في فلسطين يعكس محاولات لتهجير الفلسطينيين من أرضهم وتدمير جذورهم التاريخية.
أبو كسم أشاد بالدور البارز للإمام موسى الصدر في دعم القضية الفلسطينية. وشدد على أن الإمام الصدر لم يكن يقتصر دعمه لفلسطين على الخطاب الديني والسياسي داخل لبنان، بل رفعها إلى مستوى القضايا العالمية.
مفتي بعلبك – الهرمل الشيخ بكر الرفاعي أكد ان فشل مشاريع الإحتلال حتمي موضحا انه “ليس بيننا وبين المحتل الا لغة الرصاص.
الشيخ الرفاعي اكد على مكانة الإمام الصدر كقائد مستشرف للمستقبل، حيث لم يكتفِ بقراءة الواقع بل سعى لتحذير الأمة من المخاطر المحتملة. وأشار الرفاعي إلى أن خطاب الإمام الصدر لا يزال حاضراً بقوة في مواجهة التحديات الراهنة، مما يجعله رمزاً للتجديد والإصلاح في مجالات الدين والسياسة. وأوضح الرفاعي أن الإمام الصدر تجاوز مرحلة القراءة والتحليل ليصبح واحداً من أبرز القادة الذين استشرفوا أبعاد المشروع الإقليمي واللبناني، مشدداً على أهمية استلهام فكر الصدر في مواجهة تحديات الحاضر.
في كلمته طمأن ممثل حركة حماس في لبنان أحمد عبد الهادي إلى وضع المقاومة، مؤكدا بانها ما زالت قوية ومقتدرة وقادرة على الصمود والقتال مهما طال امد الحرب.
أضاف “لقد بحثتُ في خطبِ ومحاضراتِ ومواقف الإمام السيد موسى الصدر لأطلع على فلسطين في فكر الإمام السيد موسى الصدر، فوجدتُ أنّ فكره كلّه فلسطين. لأنه أدرك بتفكيره العميق وبصيرته النافذة بأنّ فلسطين هي الإسلام والعقيدة، والمقدّساتِ والعروبة والإنسانية. ووجد الإمام بأنّ فلسطين تلخّص كل المعاني الرفيعة والسامية كالحقِّ والعدل والثورةِ على الظلم والاستبداد والعزَّة والكرامة.
عبد الهادي اعتبر أن الإمام الصدر كان ينظر إلى فلسطين كرمز للمبادئ والقيم الإنسانية والإسلامية. وبيّن أن فكر الإمام الصدر يتسم بالتكامل والشمول، وأنه يسعى إلى بناء مجتمع قوي ومتماسك عبر تطبيق المبادئ الإسلامية على أرض الواقع
وقال عبد الهادي “كانت المستشارية الثقافية موفقةً في اختيار العنوان في ظل معركة من أهم المعارك في تاريخ القضية الفلسطينية وهي معركة طوفان الأقصى، هذه المعركة التي ليس فقط ستغيّر الواقع من جذوره بخصوص القضية الفلسطينية وتنهي الاحتلال الصهيوني لفلسطين، بل ستغيّر وجه المنطقة والعالم.
وختم عبد الهادي معركة طوفان الأقصى تمثّل تطبيقاً عمليّاً لفكر الإمام السيد موسى الصدر بخصوص فلسطين.
ومن عضو المكتب السياسي لحركة أمل حسن قبلان وعد بالبقاء على نهج الإمام الصدر، لافتا الى ان قضية فلسطين الى الأمام والمشروع الصهيوني شاخ وهو في طريقه الى التفكك.
قبلان تحدث عن ضرورة إعادة قراءة مواقف الإمام موسى الصدر بشأن القضية الفلسطينية. وأكد قبلان أن الإمام الصدر وضع رؤية شاملة تتناول كل أبعاد القضية، داعياً إلى وحدة الصف الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي. وأضاف أن مواقف الإمام الصدر الداعمة للمقاومة تعكس التزامه العميق بالمبادئ التي نادى بها.
من جهته، المستشار الثقافي الإيراني في لبنان السيد كميل باقر ركز على وعي الإمام المغيب، مشيرا الى ان منظومة الامام الصدر الفكرية تعتبر من اكثر المنظومات الفكرية قيمة لان قضية فلسطين والقدس تشكلان محورا اساسيا فيها.
السيد باقرأوضح بأن فكر الإمام الصدر يسعى إلى الجمع بين القيم الإنسانية والحضارية، داعياً إلى الاستمرار في دراسة وتحليل هذا الفكر لإيجاد حلول للتحديات الراهنة.
وقال ان هناك أوجه شبه كبيرة جداً بين المنظومة الفكرية لسماحة الامام السيد موسى الصدر ولسماحة الامام السيد علي الخامنئي وانا كتلميذ صغير في المدرسة الفكرية ومن خلال متابعاتي ومطالعاتي الدائمة و الحثيثة في فكر هؤلاء المفكرين العظام ،دائما أجد هذا التطابق والتقارب الفكري، وفقط من باب الاختصار اشير الى سبع نقاط اساسية في رؤية الامام السيد موسى الصدر ورؤية الامام السيد علي الخامنئي تجاه فلسطين كعناوين فقط :
1-مبدئية: “السعي لتحرير فلسطين ودعم المجاهدين ومساندتهم بكل ما نملك من القوة مبدأ لا يشك فيه احد”.
2-مركزية: “إن القضية الفلسطينية ليست ملك أحد إنها مسؤولية هذه الأمة”.
أولوية: “إن قضية فلسطين هي قضية لبنان الاولى”….3-
4-دينية: “السعي لتحرير فلسطين سعي لإنقاذ المقدّسات الإسلامية والمسيحية”.
5-إنسانية: “السعي لتحرير فلسطين سعي لتحرير الإنسان.
6-حضارية: “ان اسرائيل نعتبرها خصمنا الأول وإنها تشكل خطراً علينا، خطراً ثقافياً حضارياً اقتصادياً وسياسياً”.
7-أحقية: (ربطاً بالخير والشر، والانتصار الحتمي للحق): “إسرائيل شرّ مطلق وخطر على العرب مسلمين ومسيحيين، وعلى الحرية والكرامة، ومكافحة إسرائيل خير ‏مطلق”.
وأجمع المشاركون على الرؤية الإستشرافية للإمام الصدر والتي توقعت ما نعيشه اليوم في لبنان والمنطقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى