«خلال الخطبة وفي بداية زواجنا كان زوجي رقيقًا في تصرفاته، يستمع إليَّ مهما أطلتَ الحديث، لا يبخل عليّ بالكلام الحلو، يتفهم مشاعري عندما أكون غاضبة أو حزينة، لكنه لم يعد صبورًا على الاستماع كما كان يفعل من قبل، أصبح قضاء الوقت أمام التليفزيون أو على الإنترنت أهم من البقاء معي، أصبحتُ أعد كلماته الرقيقة وأنتظرها، أصبحت خائفة من التعبير له عن مشاعرى حتى لا يغضب أو يظن أننى أتهمه».. شكوى كثير من الزوجات، لماذا حدث هذا التحول؟ وما أسباب البرود العاطفي؟ وهل من سبيل إلى استعادة حرارة العاطفة؟
ما أسباب البرود العاطفي؟
قبل أن تتعرفي إلى حلول مشكلة البرود العاطفي، ابحثي عن السبب الأساسي للمشكلة، اكتبي كل الاحتمالات الممكنة وفنِّديها واحدًا تلو الآخر، حتى تصلي إلى الاحتمال أو الاحتمالات الأقرب إلى الصواب، وهذه أكثر الأسباب التي تؤدي إلى البرود العاطفي بين الزوجين:
1 – عدم التسامح في الجروح القديمة، ومحاولة الشريك حماية نفسه من تكرارها، بأن يغلق على مشاعره حتى لا يُجرَح مرة أخرى.
2 – المعاملة السيئة كالكلام بأسلوب جاف، أو عدم مراعاة احتياجات الآخر.. إلخ، كلها أمور تضع الحواجز بين الناس وتقضي على المودة بين الزوجين.
3 – اعتياد الزوج زوجته، ما يجعله غير مُقدّر لمميزاتها التي بهرته فى البداية، وعدم بذل المجهود والوقت الكافيين لتقوية العلاقة، طالما لا توجد مشكلة ظاهرة كخلاف أو شجار، وهذا يجعل الطرف الآخر يشعر أنه غير مرغوب فيه، فينسحب إلى عالمه الخاص.
4 – ضعف التواصل والاقتصار على الكلام السريع عند تناول الوجبات، أو قبل النوم.
5 – عدم التحدث فى الخلافات، خوفًا من رد فعل الطرف الآخر، أو لأنه جرى التحدث فيها من قبل، دون أن يثمر ذلك عن نتيجة جيدة.
6 – شعور أحد طرفي العلاقة أن احتياجاته غير مشبعة، كالاحتياج إلى الأمان، التقدير، الحب.. إلخ.
7 – مرور أحد الزوجين بأزمة تضعه تحت ضغط وتتركه قلقًا مكتئبًا.
8 – إنكار أن هناك أى مشكلة وتعليل النفس بأن الأمر ليس بهذا السوء، وبأن الأمور ستتحسن من تلقاء نفسها مع الوقت.
كيفية التعامل مع الزوج البارد عاطفيًا :
هل وصلت إلى سبب المشكلة ؟ الآن اقرئي هذه النصائح واختاري منها ما يتناسب مع شخصيتك وشخصية زوجك ووضع العلاقة بينكما :
1 – كوني واقعية : بمعنى ألا تتوقعي أن يكون زوجك رومانسيًا كما كان في أثناء الخطبة أو أيام الزواج الأولى، فلكل مرحلة شكل الحب الذي يناسبها، تمامًا كالماء يأخذ شكل الإناء الذي يوضع به، لكنه في النهاية يظل ماء.
2 – تحدثي مع زوجك : الحوار القائم على الاستماع الجيد الذى يؤدي إلى تفهم وجهة نظر الطرف الآخر ومشاعره، وليكن هدفكما الوصول إلى حل بغضّ النظر عن المخطئ.
3 – اسألي نفسك : عن نصيبك من المسؤولية، وكوني مستعدة لإصلاح أخطائك وجبر تقصيرك.
4 – اقضي بعض الوقت بمفردك : يجب أن تفكري في الأمور التي تودين مناقشتها مع زوجك قبل أن تتحدثي معه، مثل مخاوفك فى العلاقة، ما المساحات التي تحتاج إلى تحسين في حياتكما وعلاقتكما، ما توقعاتك من شريكك، وسيكون من الأفضل أن تسجلي هذه الأفكار بالكتابة، لأنها تساعد على جعلها واضحة أكثر، وكشف المبالغات والأفكار غير المنطقية.
5 – احرصي على قضاء وقت خاص مع زوجك : في الحديث والمرح والتنزه.
6 – احرصي على فعل اللفتات البسيطة : التي تعبر عن الحب والاهتمام والرومانسية، كاستقباله بشوق عند عودته من العمل، إيقاظه بقبلة رقيقة، الاتصال به خلال اليوم للاطمئنان عليه، مفاجأته بإطعامه بيدك في أثناء تناولكما الوجبات.. إلخ.
7 – ادفعي السيئة بالحسنة : وهذا يحتاج إلى الصبر، وكما يقول الشاعر: “إذا أنت أكرمت الكريم ملكته…. وإذا أنت أكرمت اللئيم تمرد”.
8 – لا تجبري زوجك على التحدث : عندما تجدينه مشحونًا بالضغوط، سواء عن مشكلاته أو مشاعره، فقد ينسحب أكثر إلى قوقعته، ولكن افعلي أشياء إيجابية تخرجينه بها من قوقعته.
9 – ابحثي عن طريقة تعبرين بها عن حبك لزوجك : واحتياجك إليه كل يوم، وتقديرك لما يقوم به من أجلك أنتِ والأبناء، وعن امتنانك لوجوده في حياتك، فهذا يعزز شعوره برجولته.
علامات حب الرجل للمرأة :
إذا كان زوجك لا يعبّر عن مشاعره فإليك بعض العلامات التي تكشف لك عن حبه:
- النظرات ولغة الجسد : يمكن أن يعبّر الزوج عن حبه لزوجته بالنظرات ولغة الجسد فركزي معهما لتفهمي رسائلهما.
- الشعور بالمسؤولية تجاهك وحمايتك: تجدينه يعرض نفسه للخطر لتأمني أو للتعب لترتاحي.
- مزاجك يؤثر فيه: إذا وجدك حزينة يتأثر لذلك ويحاول إخراجك من هذه الحالة بطرق مختلفة.
- يحسن الإنصات إليك : قد يكون لا يعبر عن حبه بالكلام لكنه يصغي إليك جيدًا عندما تتحدثين إليه.
- يحب قضاء الوقت معك.
- وأخيرًا، بعد أن تعرفتِ إلى كيفية التعامل مع الزوج البارد عاطفيا، نتمنى لكِ حياة تشع فيها حرارة الدفء العاطفي بينك وبين زوجك، بعيدًا عن البرود العاطفي ومسبباته.