اقلام

اتفاقيات عالمية وخيارات متعددة ..!!


من اتفاقية لوزان إلى غيرها، وما فرض من الاتفاقيات المتعددة في العالم وفي الشرق الأوسط تحديدا، وكان منها ما فرض بشروط بريطانية قاسية على تركيا كفرضها للعلمانية كإيدولوجيا، وفرض تقاسم خارطة المنطقة بين هذه الدول ..، وم قبلها وبعدها من الاتفاقيات كانطاكية وأضنه وسيفر وسايكس وبيكو .. الخ ..، فالتاريخ يذكرنا بإمبراطوريات قامت ولكنها لم تخلد ولم تستمر بل انهارت ولكن أمم خرجت للحياة بواقع جديد، وقد أكد ذلك ابن خلدون في مقدمته الشهيرة ” مقدمة ابن خلدون “.. .
فما بين اتفاقية لوزان وما قبلها وبعدها وخيارات واقعية ملزمة لكل دول المنطقة ..، حين نعلم أن اتفاقية مؤتمر لوزان وبنودها ومخططها الجغرافي ما بين القوى العظمى في تقاسم كل العالم والاهم في سورية وما أدت إليه من تقسيمات وتوزيعات جغرافية ..، وما حصل بين بريطانيا بشروطها القاسية منها التي تمسكت بالموصل لنفطها وشرط فرضها لبند علمانية الدولة التركية وان يكون البوسفور ممر دولي ..!!, وتركيا أنذاك والتي كانت وبصفتها خليفة العرب والمسلمين ورأس حريتهم وقد خسرت الكثير في سورية والعراق الغير حاضرين آنذاك في المؤتمر ..
على ضوء ذلك قامت السياسة التركية على مرتكزات أساسية اربعة هي :
*العلمانية والتي قادتها باتجاه ما يسمى حضارة وتقدم وكانت في ذات الوقت منهجا لضرب تعاليم وحدة الأمة الإسلامية والعربية في المنطقة والعالم ..! .
*ومن ثم المرتكز الأهم وهو الإسلام أو العثمانية أساسيا كان ولا يزال يتم المحاولة لدفعه واجهة في السياسات التركية باسمة معالم الاعداد لخلافة اسلامية وتوحيد العالم الإسلامي رغم تعدد شعوبه وتوزعها مابين طوائف ومذاهب وأثنيات ..! .
*ومن ثم الطورانية المتمثلة بدقة متابعة هذه الاثنيات وتوزعاتها ..! .
*ما يقودنا للمرتكز الاخير وهو القائم على الموقع الجغرافي ..! .
ما دفع الحكومات التركية لان تعتمد مبدأ الخصوصية في سياساتها وهي لا تستطيع ممارسة الحيادية ..!!، فتركيا ما بين المعسكرين الشرقي والغربي والتعامل المدروس للشرق مع تركيا لتبقى بعيدة عن السقوط في الحضن الغربي كليا، خاصة أن لتركيا تاريخ وجذور ممتدة إلى إمبراطورية حكمت العالم وأوربا تحديدا، وكانت نواة أمة الاسلام والمسلمين ومرجعهم مئات السنين .. .

ألا تلاحظون ايها المهتمون لتعيشوا يومكم فقط وكيف تفرض سياسات الممنوع والمسموح التي تضمنتها تعاليم التلمود وبروتوكلات صهيون وانتم صامتون .. بكم ثم عميان ..!!، حيث يرفع علنا علم النازية الذي أصبح مسموحا في كل مكان محميات بأنظمة الخنوع ..!!, وكذلك ممنوع التشكيك بالمحرقة ” الهلوكست ” خوفا من غضب الصهيونية التي هي في مفاصل مؤسسات أكثر دول العالم ..!!، كذلك حق أصبح مكتسبا ومحميا امميا رفع علم الشواذ وتشريع المثلية ..!!، لكن وهو الأهم والملاحظ الذي عميت عنه أبصارنا وأبصار كل المسلمين،” لولا البعض منهم من القابضين على دينهم كقبضهم على جمرة”، ألا وهو استمرار سياساتهم في الدفع نحو حرق القرٱن وتدنيسه، وهو الذي يعتبرونه حرية تعبير وحق مشروع ..!!, ونحن لا زلنا نتجاهل ونتغافل ولا نريد أن نفهم معنى ذلك، ولا حتى التفكير في ما هو مرسوم لتحقيقه من وراء ذلك .
لكن في ظل الواقع وما يجب أن نكون تعلمناه من تاريخ العالم وشعوبه المتنوعة أنه لماذا لا نقفز للأمام ونتجرأ لنصنع نحن العرب والمسلمين بكل التسميات التي ننادي ونفتخر بها إمبراطورية عالمنا الخاصة اليوم ..!!، فنحن نعلم أن العالم منقسم وسيستمر بلا توقف بتقسيمه المتكرر في كل مكان وزمان ما بين الأقوياء قدماء وحتى جدد، وسيتم إعادة ثوابت هذا الانقسام استنادا لقواعد بينهم ورسم خرائط نفوذ من خلال هذه الدول، كما حصل مع اطلاقهم العمل والاتفاق وفق اتفاقية يالطا التي نتجت عن ختام الحرب العالمية الثانية وتقاسمهم كعكة المصالح والنفوذ في العالم، وتوزيع الأدوار بينهم، والتي تعيش اليوم ليس أكثر من حالة عبثية تعيد نتاج منظومة القوى ليس أكثر .. فأين نحن منهم أو بينهم ..!! .
فنحن في زمن حق القوة وما يتطلبه ذلك من شعوبنا لمواجهتها, لأننا لسنا في زمن قوة الحق التي تفرض العدالة والمحبة والسلام الافلاطونية النظرة والفرضية والنظرية التي لا يمكن تلبيتها إلا بتعاليم القران الكريم وحكمة ٱياته وما تضمنته ما ضيا وحاضرا ومستقبلا ، وهو الذي ٱمن به كبار رجالات العالم اليوم علنا وجهارا يقرون ويعترفون به عدالة وحكمة بقصص الأولين واستقراء أياته لقصص القادمين ونهاياتهم الحتمية من واقع ما يعملون ويبنون على أساسه ..!! .
لكن لم نقرأ يوما إلا القليل عن من استطاع فهم ومعرفة أن كل ما يجري قد قرأناه في تعاليم التلمود القديمه والملخص في بروتوكولات ما يسمى حكماء صهيون، ونحن لازلنا في مواقعنا نسعى أن نعيش في حالنا والعالم يتقدم وسيرفسنا ..!! عذرا سيلفظنا ..!! إن لم تعود الصحوة فينا لعقيدتنا في عالم يحاولون هم من خلال تعاليمه إطلاق مفاهيم متعددة في مواجهة الاسلام, كمفهوم العلمانية والإلحاد والحريات الخاصة التي أصبحت اليوم سياسة تشرع عالميا من منابر قيادات العالم ومن مجلس الأمن مباشرة ومن منظمة الأمم المتحدة .
نحن اليوم أمام واقع تجسده هذه الامبراطوريات المالية الضخمة ولم نسأل أنفسنا كيف تكونت ومن أين أتت كل هذه الثروات الهائلة التي لديها ..!!، ومن كان الممول الرئيسي لهذه الامبراطوريات المالية ..!!، إنها أسئلة طرحتها على نفسي بعد قراءتي لكل هذا الكم من الذهب والمال والثروات ومتابعة القيل والقال واستراتيجيات من يحاولون أن يتجاوزوا ” الميتافيزيقا ” حال الواقع الذي وصلنا إليه لفهم ما وراء الواقع وما يخفيه ..!!؟ .
عالم محكوم .. وحكام منصاعون .. وأدوات في كل مكان وزمان ..واحداث تفتعل وتفبرك باماذيب مغرضة لتحقيق سياسات المصالح والنفوذ .. ومنظومات حاكمة ضمن القطيع .. وتقطيع هائم لا يعي دوامة الوصول والطريق والنهاية .. وتمرد منظومات يساعد في تجسيد الأحداث وفبركتها واستمرارها باستمرار رضاء المنظومة الحاكمة عليها .. والواقع أن عالم جديد يتم رسم معالمه واكتمال بنائه اليوم، يجمع مصالح دول وتموضعها ونفوذها محاولا تحقيق ما يمكن من العدالة والسلام للإنسانية تجمع من يشاركونه في استراتيجيته، من دول صاعدة متمكنة راس حربتها جمهورية روسيا الاتحادية وجمهورية الصين الشعبية والجمهورية الإسلامية الإيرانية والى جانبهم دول البريكس وغيرها .. .
نعم فلكل شده مدة، وليس إبتلائك إلا لتقترب لا لتكتئب، فالمشاعر هي الشئ الوحيد الذي لا يمكن إسترجاعه بعد رحيله، فهو الكلام الحق الذي يراد به حق ..، فمُتَصَنع الوِد أبشع من صريح العداوة، ومُتَصَنع الَوطَنية أخطَر من صريح الخيانة وهذا هو الواقع اليوم، رحم الله زمان أيام الرجال والمواقف ..، ولكن ثقوا أنها ستعود، فما صمدنا ونتحمل ونتألم إلا لننتصر، فهذا هو قدرنا أن نواجه وأن ننتصر مهما طال الزمان، فما خلقنا نحن السوريين إلا لننتصر .. القادم هو من سيتكلم، فطائر الفينيق حي سيبعث من جديد ومن الرماد لتعود منارة سورية وهاجة ومنارة للعالم كله .. .
د.سليم الخراط

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى